الشيخ عثمان عبده طه: ماذا تعرف عن خطاط مصاحف المدينة النبوية؟
الشيخ عثمان عبده طه، خطاط مصاحف المدينة النبوية، يعتبر واحداً من المتميزين أصحاب الكفاءات والخبرات والتخصصات النادرة، الذين حصلوا مؤخراً على الجنسية السعودية، تقديراً لدورهم وإنجازاتهم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وبحسب ما ذكرته تقارير محلية، فإن فتح المملكة العربية السعودية باب تجنيس الكفاءات الشرعية والطبية والعلمية والثقافية والرياضية والتقنية، يساهم في تعزيز عجلة التنمية، ويعود بالنفع كذلك على الدولة في مختلف المجالات.
وفيما يلي نستعرض معكم أبرز ما جاء في السيرة الذاتية لخطاط مصاحف المدينة المنورة، الشيخ عثمان عبده طه، بعد حصوله على الجنسية السعودية:
معلومات عن الشيخ عثمان عبده طه خطاط مصاحف المدينة النبوية
وُلد الشيخ عثمان عبده طه في ريف مدينة حلب في عام 1352 هـ (الموافق 1934 م).. والده هو الشيخ عبده حسين طه، الذي كان يعمل كإمام وخطيب المسجد وشيخ كتاب البلد، وقد كان الأب يجيد خط الرقعة، فأخذ منه ابنه مبادئ الخط.
درس الشيخ طه المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة حلب، في الكلية الشرعية/الخَسْرَوِّية، وتتلمذ في هذه الفترة على عدد من أبرز مشايخ الخط في مدينة حلب، ومن ضمنهم: محمد علي المولوي، محمد الخطيب، حسين حسني "التركي"، الشيخ عبدالجواد الخطاط، إبراهيم الرفاعي (خطاط مدينة حلب).
ثم درس الشيخ عثمان طه المرحلة الجامعية في مدينة دمشق، وحصل على درجة الليسانس في الشريعة الإسلامية في جامعة دمشق في عام 1383 هـ (الموافق 1964 م،)، ونال شهادة الدبلوم العامة من كلية التربية في جامعة دمشق في عام 1384 هـ (الموافق 1965 م).
تعرف الشيخ طه في دمشق على محمد بدوي الديراني، خطاط بلاد الشام، وتعلم منه الكثير في الخط الفارسي وخط الثلث، وذلك في الفترة من عام 1379 هـ (الموافق 1960 م) وحتى عام 1386 هـ (الموافق 1967 م)، كما كان يجتمع مع هاشم محمد البغدادي، خطاط العراق، حينما يزور دمشق، حيث كان يأخذ منه تمرينات وتعليقات كثيرة حول خط النسخ وخط الثلث.
وحصل الشيخ طه على إجازة في حسن الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي، الراحل حامد الآمدي، وذلك في عام 1392 هـ (الموافق 1973 م)، كما درس الرسم وعلم الزخرفة علي يد كلا من سامي برهان والراحل نعيم إسماعيل.
وتم تعيين الشيخ عثمان طه عضواً في هيئة التحكيم الدولية لمسابقة الخط العربي، التي تجري فعالياتها في مدينة إسطانبول كل 3 سنوات، وذلك منذ عام 1408 هـ (الموافق 1988 م)، كما عُين خطاطاً لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، وكاتباً لمصاحف المدينة النبوية، منذ عام 1408 هـ (الموافق 1988 م).
ويمتلك الشيخ طه خبرة كبيرة في كتابة المصاحف، حيث قام بكتابة المصحف الشريف أكثر من 10 مرات، وكلها بالرسم العثماني، وقد طُبع أكثرها وانتشرت في العالم الإسلامي.
وإلى جانب هذا، فقد درس الشيخ طه خط النسخ دراسة علمية أكاديمية، وأجاد النوع الكلاسيكي منه، ثم ابتكر منه أسلوباً متميزاً في كتابة المصاحف، والذي تميز بما يلي، وفقاً لما جاء في سيرته الذاتية على الموقع الإلكتروني الخاص بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف:
1- تخلص الشيخ عثمان عبده طه من كثير من التركيبات الخطية التي كانت تعيق الضبط الصحيح.
2- اعتمد الشيخ عثمان طه على أسلوب تبسيط الكلمة (وهو الأصل في الخط الكوفي الذي كُتب به القرآن أول مرة أيام الصحابة)، أي الحرف إلى جانب الحرف؛ لكي تأتي الحركات فوق الأحرف التابعة لها بدقة، كما يُلاحظ ذلك في مصاحف المجمع.
3- اكتسب الشيخ عثمان عبده طه خبرة وعلماً من علماء القراءات أعضاء اللجان العلمية لمراجعة المصاحف المخطوطة، واستفاد كثيراً من آرائهم في هذا المجال.
4- تخلص الشيخ عثمان طه من أشكال بعض الأحرف من خط النسخ؛ تفادياً لالتباسها بحروف أخرى مشابهة لها، مثل: الهاء المشقوقة، والميم المطموسة بأنواعها، والراء المعكوفة، وغير ذلك.
5- اكتسب الشيخ عثمان عبده طه خبرة في توزيع الكلمات في السطر الواحد، بحيث ينتهي السطر كما بدأ دون تزاحم للكلمات في النهاية، كما في كثير من المصاحف المخطوطة، وذلك من أجل أن تظهر الصفحة متناسقة متألقة من حيث حُسن الترتيب والتنسيق.
وأشارت تقارير محلية إلى أنه بعد كتابة المصحف، عاش الشيخ طه في المدينة المنورة، ورفض مغادرتها، ليطالب الكثيرين بمنحه الجنسية السعودية، أسوة بالباحث في الشؤون الإسلامية، سلمان بن محمد العمري، الذي قال عن الشيخ عثمان عبده طه: "نطالب بمنحه الجنسية السعودية، وهو ممن شرفه الله (سبحانه وتعالى) بخط المصحف لنصف قرن من الزمان، والعمل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف منذ إنشائه، ليكون كاتباً لمصاحف المدينة".
وبعد منح خطاط مصاحف المدينة المنورة، الشيخ عثمان طه، الجنسية السعودية، أقام له العمري احتفالية كبيرة، حضرها نخبة من الدعاة والعلماء والباحثين والإعلاميين، من أجل تكريمه والاحتفاء به.