الشرطة البريطانية تسجل 40 اتهاماً جديداً بانتهاكات جنسية ضد محمد الفايد
قالت الشرطة البريطانية الجمعة (11 أكتوبر/تشرين الأول 2024) إنها سجلت 40 اتهاماً جديداً تتعلق بمالك متجر هارودز السابق محمد الفايد بعد فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عرض في 19 أيلول/سبتمبر الماضي تضمن اتهامات لرجل الأعمال الراحل بالاعتداء الجنسي والاغتصاب.
وأوضحت شرطة العاصمة أنّ هذه الاتهامات الأربعين تُضاف إلى 21 تهمة حُوّلت إلى الشرطة قبل بث الوثائقي: أربع منها تتعلق بالاغتصاب، و16 باعتداءات جنسية وواحدة بالاتجار بالجنس. وقالت الشرطة إن الاتهامات الجديدة تتعلق بأربعين ضحية وتغطي جرائم تشمل الاعتداء الجنسي والاغتصاب في الفترة من 1979 إلى 2013.
وتوفي الملياردير المصري الفايد العام الماضي عن عمر ناهز 94 عاماً بعد عقود من تصدره عناوين الصحف باعتباره أحد أشهر رجال الأعمال في بريطانيا.
وتتهم نحو مئتي امرأة، بعضهنّ كنّ قاصرات خلال فترة الوقائع، الفايد باغتصابهنّ والاعتداء عليهنّ جنسياً. ومحمد الفايد هو والد رفيق الأميرة ديانا الأخير، دودي، الذي توفي معها في حادث سيارة في باريس في 31 آب/أغسطس 1997.
عدد مرشح للارتفاع
وقال فريق "جاستيس فور هارودز سورفايفرز" المؤلف من محامين لوكالة فرانس برس الجمعة إنه بات يمثل 116 امرأة من مختلف أنحاء العالم، ويصله يومياً شهادات جديدة تتضمن اتهامات في حق رجل الأعمال المصري.
وأشار محامو الفريق إلى "أدلة موثوق بها على وقوع اعتداءات جنسية في عقارات وشركات أخرى تابعة للفايد، بينها نادي فولهام الإنجليزي لكرة القدم" الذي اشتراه عام 1997. وقال الفريق الذي سيقاضي المتجر مدنياً، إنه يمثل "60 ناجية"، مشيراً إلى توقعات بارتفاع هذا العدد في المستقبل.
وسيتم "التدقيق بهذه التقارير" لتحديد ما إذا كان من الممكن أن تؤدي إلى ملاحقات قضائية ضد أشخاص آخرين غير محمد الفايد والذي "لا يوجد أي احتمال لإدانته"، بحسب الشرطة.
وقال ستيفن كلايمان رئيس قسم الجرائم المتخصصة في شرطة العاصمة لندن "تلقى المحققون معلومات كثيرة تتعلق في أغلبها بأنشطة محمد الفايد لكن بعضها يتعلق بأفعال آخرين".
اتهامات لإدارة هارودز بالتستر
واعترفت إدارة المتجر الخميس بأنّ محمد الفايد أرسى "ثقافة سامة" داخل الشركة، واتهمته بأنه "أدار هذه الشركة باعتبارها معقله الشخصي".
وذكر الفيلم الوثائقي الذي بثته (بي.بي.سي) أن الرجل اعتدى جنسياً على موظفات في متجر هارودز في لندن وهددهن إذا حاولن تقديم شكوى. وأضاف الفيلم أن هارودز لم يتدخل كما ساعد في التستر على اتهامات الاعتداء أثناء فترة ملكيته للمتجر.
وقال متجر هارودز، الذي باعه الفايد في عام 2010، إنه "منزعج" من هذه الاتهامات وإنه أصبح الآن "منظمة مختلفة جداً". وطلبت الشرطة الشهر الماضي من كل من لديه اتهامات ضد الفايد أن يتصل بها وقالت إنها ستسعى إلى مقاضاة آخرين بعد هذه الاتهامات.
وأعلن المتجر البريطاني الخميس أنه بدأ مفاوضات للتوصل إلى تسوية خارج القضاء مع أكثر من مئتي امرأة. وسبق ل"هارودز" أن توصّل في الماضي إلى تسويات لعدد من النزاعات المرتبطة بالفايد.
نجل الفايد.. "مذهول"
وكان نجل الفايد، عمر الفائد، قد قال نهاية الشهر الماضي في بيان تلقته وسائل إعلام بريطانية كثيرة "أشعر بذهول وقلق كبير إزاء الاتهامات التي وجهت أخيراً إلى والدي الراحل". وأضاف رجل الأعمال البالغ من العمر 36 عاما "إن حجم الاتهامات وطبيعتها الصريحة صادمة وتضع الذكريات الجميلة عنه موضع تساؤل".
وعند وصفه بأنه "أب رائع"، قال: "هذا الجانب من علاقتنا لا يمنعني من تقييم الظروف بشكل موضوعي". وقال عمر "سأواصل دعم مبادئ الحقيقة والعدالة والمساءلة والإنصاف، بغض النظر عن الاتجاه الذي تسلكه هذه القضية. لا أحد فوق القانون".
ولد محمد الفايد في 27 كانون الثاني/يناير 1929 في إحدى الضواحي المتواضعة لمدينة الإسكندرية المصرية الساحلية، وأمضى جزءًا كبيراً من حياته في بريطانيا، حيث أصبح مالكاً لمتجر "هارودز" في عام 1985 ونادي فولهام لكرة القدم بين عامي 1997 و2013.
ع.ح/ع.ج.م (رويترز / أ ف ب)