الشاعر فهد المساعد: ديوان «ما علّمك صوت المطر» للجمهور
شاعر لن يتكرر في يوم ما، هكذا يصفه أغلب محبي الشعر، يكتب بما يجول في دهاليز فكره وصدره ! ولكن يضع سبابته على جروح الغير، يكتب ليس لأنه شاعر فقط! بل لأنه يحب الكتابة والورق، يقف دائماً في صف الجمهور، القلم، الورق، الفكر، لا يخاف من منافسة زملاء المهنة والموهبة، بل نجده يدعم هذا ويشجع الآخر، بحثنا لإجابة عن هذا السؤال فوجدناه في عفوية شاعرنا حيث قال ذات مرة: من الرائع أن تسمع ما يطرب مشاعرك من الزملاء الشعراء! هنا يتضح مدى شفافيته وما يحمله من بياض في داخله. شاعرنا يعد من أهم الأسماء في الساحة الأدبية، حيث تهافتت عليه مختلف الشركات التي تخطب ود جمهوره الذي لا يختلف اثنان على القاعدة الجماهيرية العريضة التي يتمتع بها. ضيفنا في هذا الصفحات الشاعر فهد المساعد الذي يردد الكثير من الجمهور أبيات ومقتطفات دون أن يعي بأنها لهذا الشاعر الذي لديه خيار واحد فقط ( إما أن تكتب بصدق أو استمر في القراءة ) ! فهد المساعد حاورناه وخرجنا منه بالكثير من الفوائد منها «كتابه القادم» والذي يحمل اسم «ما علمك صوت المطر» والذي شارك الرأي فيه الاسم والمحتوى جمهوره ومحبيه من خلال موقع التواصل العالمي «تويتر» حيث كشف النقاب عن هذا السر وقال: هذا الكتاب لهم ومن أجلهم لذا أحببت أن يشاركوني جميع تفاصيله ورأيهم محل تقدير واهتمام». فهد المساعد صال وجال خلال هذا الأسطر وجعل منها أوتاراً يعزف عليها وأصبحنا كمن يقرأ ويطرب لقوله كما نطرب لشعره، و هنا نتيح الفرصة له في هذا الحوار ليطربكم
«المدينة و الغريب» .. ماذا تبقى منها لديك ؟
كلها باقية وستبقى, لأنها قصيدة مهمة جداً في تجربتي، كنت أستاء من تميزها عن أخواتها, لكني اليوم أفخر بها وأقول تستاهل
أهديت للراحلة «ذكرى» كلمات أغنية , وذكرت بأنه آخر تعاون فنيٍّ بينكما, لماذا ؟
لم أذكر حينها بأنه آخر تعاون فيما بيننا, ولكن بعد ما غنيت القصيدة جاءتني الكثير من الآراء حول القصيدة كنصٍّ, وكذلك حول الأغنية بشكل عام, حيث لا يختلف اثنان على صوت الراحلة ذكرى التي سبق أن أشاد بصوتها كبار المطربين, واستطاعت أن تؤسس قاعدة جماهيرية لها رحمها الله.
بعد تلك الفترة عدت للتعاون الفني مع عبد المجيد ؟
طبعاً الفنان عبد المجيد عبد الله غنيٌّ عن التعريف, وتعاوني معه أتمنى بأن يكون خياراً صائباً, وما زلت أتلمس أصداء العمل حتى الآن
وهل تنوي الاستمرار في التعاون الفني معه ؟
لا مانع لديَّ, ولكن بشروط أهمها؛ عدم الإسفاف في اللحن، وكذلك تميز الفنان فيما يملكه من موهبة وإمكانيات, وهناك جانب مهم جداً أيضاً يتمثل في احترامه وأخلاقه
طبعت ديوانين مكتوبين, وديوانين صوتيين .. هل هو توثيق لقصائد فهد المساعد ؟
الديوان المكتوب يؤرخ تجربة الشاعر, ومن أجل ذلك تكون مرحلة اختيار القصائد أهم مرحلة في خطة الديوان المكتوب, والديوان الصوتي يعد مواكباً للعصر الحديث, والتقنية الموجودة حالياً التي قلصت الوقت المخصص للقراءة كما كان في السابق, لذا يمكنني أن أطلق على تلك التجارب بأن بعضها كان للتوثيق وبعضها الآخر للانتشار
أما زالت الدواوين الكتابية تفيد الشاعر ؟
طبعاً فأنا أنحاز للكتاب وأحبه, وأحب أن أرى نتاجي على رفوف المكتبات, لأنني كما ذكرت لك هي مرحلة تؤرخ نتاج الشاعر, والديوان المكتوب كلما كان قديماً كانت قيمته الأدبية أكثر, لذا فإنك لن تجد شاعراً لا يفكر في ديوان مكتوب له
وماذا عن الدواوين الصوتية ؟
انتهت تماماً مع تسارع الوقت, وتعدد القنوات التي تمكِّن المتابع أو محب الشعر من الوصول إلى الشاعر أو القصيدة، سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو قنوات من خلال الموقع العالمي الشهير «يوتيوب», ولكن أن يفكر الشاعر في إصدار ديوان صوتي أو ألبوم أعتقد بأنها مضيعة للوقت
بحسب ما أعرفه أن ديوانك «ما علّمك صوت المطر» تصدّر المبيعات في مهرجان الكتاب بالرغم من عدم حضورك لتوقيع الكتاب، كيف ترى الأمر؟
الحمد لله سعيد جداً بهذا الأمر، وعدم حضوري كان بسبب سفري الذي حرمني من التواصل مع الجمهور
هنا نستطيع القول بأن الشعر العامي في معرض الكتاب تفوّق على الرواية في عقر دارها، ما رأيك؟
الجمهور هو من يحدد بوصلة التفوق من خلال المبيعات والأرقام، وهذا دليل على أن الشعر العامي له حظوة كبيرة في الأوساط الأدبية
استشرت متابعينك في تويتر فيما يخص عنوان ديوانك الحالي .. لماذا ؟
لأنني أقدم هذا النتاج لهم وليس لي، الجمهور أولاً هم من يشتري ويقرأ ويحتفظ, ومن حقهم مشاركتي فيما يخص هذا الجانب
لماذا كثر غياب الشاعر فهد المساعد في الفترة الأخيرة ؟
في الوقت الحالي لا نستطيع أن نحدد تفاصيل الغياب كما كان في السابق, في ظل عدم وجود مواقع للتواصل مع الجمهور, وحالياً قد يكون الغياب الوحيد بسبب السفر المتواصل، ولكن عندما أعود سأخصص كل وقتي لأهلي والمقربين مني
هل تعتب على الشاعر الذي يظهر ميوله ؟
لا هذا حق مشروع له، بل أحب الإنسان المتابع والمتحمس لكرة القدم, وأرى أنه أكثر تمسكاً بطفولته وذكرياته القديمة, لذا فإنه يحق للشاعر أن يمارس كرة القدم ويشجع فريقه ويمتدحه في حال تحقيق فوز أو بطولة ويقف بجانبه في حال تعثره
وماذا عن بعض الشعراء الذين يطلقون على أنفسهم «شاعر نادي» ؟
هم أحرار فيما يرونه مناسباً لهم، لكني لست منهم, ولا أتمنى لأصدقائي المقربين من الشعراء أن يكونوا كذلك
جوال «فهد المساعد» أطلقته للتواصل مع جماهيرك, كيف كان ولماذا توقف ؟
كان وسيلة تواصل جميلة جداً، وبعد انتشار الموقع الشهير «تويتر» فضلت التوقف مؤقتاً لأنني من خلال «تويتر» أتواصل مع الجمهور بنفس المهمة التي كان يقدمها الجوال, إن لم تكن أسرع وأفضل, ولكن ربما يعود الجوال بصيغة أخرى وبطريقة حديثة وأكثر تطوراً
شعراء الدواوين , وشعراء الاعلام الجديد .. هل اختلفوا ؟
الشعراء لم يتغيروا بل الزمن قد تغّير، فالظروف الآن تتيح لك الانتشار السريع بعكس ما كان الأمر عليه في السابق, من خلال وسائل النشر التقليدية، ومن استطاع أن يتعامل مع هذه النقطة بحذر سيكون له شأن كبير
هل تعتقد بأن الإعلام الجديد « تويتر» ساعد الشعراء في الانتشار ؟
طبعاً؛ وهناك الكثير من الشعراء عرفتهم وأحببتهم من خلاله, لأنه يقدم نتاج الشاعر بشكل مباشر ومختصر وتلتمس ردة الفعل مباشرة
عايشت جيلين مختلفين, جيل قصائد المجلات و جيل قصائد الإعلام الجديد, أيهما تفضل ؟
أفضل الجميلين من كل جيل, فالجمال يفرض نفسه, كما فرض نفسه منذ أيام شعراء الفصحى وحتى الآن
وهل كنت تتمنى التواجد والاستمرار في أي جيل ؟
إن شاء الله تجدني متواجداً في الجيل القادم دائماً
كثرة السفر خارجياً .. هل يبعدك عن جوِّ الشعر ؟
لا على العكس, السفر يبعدك عن الأصدقاء ويقربك من الشعر
بما أنك قريب من الإعلام الشعبي وبعض الزملاء في المجلات الشعبية.. كيف ترى الحراك الإعلامي الشعبي في عصر التقنية الحديثة؟
من لا يواكب العصر منهم سيتوقف ويصبح ماضياً وسينتهي, لأننا نعيش في عصر الطفرة التقنية والتكنولوجية
ماذا عن أمسيات الشعر ومهرجاناته .. لماذا لم يعد لها مكاناً كما كان في السابق؟
لأن الشعر أصبح كثيراً بسبب وجود القنوات الشعرية الكثيرة, لذا فإنه سوف يستعيد مكانته عندما تقنن القنوات ويتم فرز الجيد, فقط عندها ستجد أن الشعر استرد ألقه من جديد
دائماً ما تعتمد على «الفلاش» في أبياتك .. هل لأنه أجمل في بيت أو بيتين أم لأنه يضيع داخل قصيدة كاملة؟
لا أتعمد شيئاً عند الكتابة، القصيدة تأتي كيفما شاءت, سواء عن طريق نص كامل أو أبيات أو مقطوعات
بعد هذه السنوات التي قضيتها في الساحة الشعبية.. ما هي الخلاصة التي خرجت بها؟
ساحة جميلة, وأتاحت لنا مساحات أوسع
كيف تصف علاقتك بالشعراء .. هل تركت غيرة بينهم ؟
علاقتي بهم علاقة محبة, ونتمنى الخير دائماً لبعض، والغيرة المحمودة يجب أن تبقى ليبقى الشعر الجميل, لأنها محفزة لإظهار كل ما هو جديد وجميل
ماذا عن برامج مسابقات الشعر هل أصابت الجمهور بالتخمة, لذا لم يعد للشعر أهمية كما كان في السابق؟
للشعر أهمية عظيمة، أكبر وأعظم مما يتخيل الكثيرون، يستغله ويسيئ إليه المحسوبون عليه, لكنه سيبقى شامخاً
كنت الرقم الصعب فيما يخص خدمة ( رنان, صدى) الخاصة بالهواتف المتنقلة, أما زالت تتمتع بذات المكانة؟
أتوقع إلى الآن، لكن منذ فترة لم أسجل لهم جديداً، سؤالك ذكرني بموعد معهم.. ( يضحك )
ماذا تبقى من «فواصل» في داخلك؟
وجه طلال الرشيد رحمه الله, وصحبة طيبة علاقتي ما زالت مستمرة معهم
لو عاد بك الزمن إلى الوراء, هل ستكرر دخولك للساحة الشعبية؟
طبعاً وبنفس الحماس
قد تُسأل كثيراً عن هذا الأمر, ولكن نود أن نعيد السؤال مرة أخرى .. التشابه في الاسم بينك وبين المذيع الرياضي فهد المساعد .. هل سبب لك إحراجاً أو إزعاجاً من نوع أو آخر؟
لا أبداً, المذيع الرياضي فهد المساعد صديق عزيز, وليس هناك أي إحراج يذكر
كلمة أخيرة توجهها في لقاء مجلة «ليالينا» ؟
النجاح فكرة، و«ليالينا» فكرة ناجحة, فاستمروا في الورق, فالورق سيظل هو وسيلتنا المحببة للقراءة