الشاعر أبو القاسم الشابي، شاعر الخضراء
لم يعش أبو القاسم الشابي طويلاً، فبحساب الأعوام لم يتجاوز الخمسة والعشرين عاماً، لكن بحساب القصائد والإرث الأدبي يمكن اعتباره من الشعراء المعمرين، ولا سيما في قلوب وذاكرة المظلومين والمتمردين على الاستبداد أولئك الذين كتب لهم، كما كتب يستنهض كل حيٍّ ميتٍ تحت سلطة القيود، وهو الشاعر الوحيد الذي نال من التونسيين لقب شاعر الخضراء، كيف لا وهو الذي نذر أعوامه القليلة ليتغنى بحب بلاده وتحررها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
نشأة أبو القاسم الشابي وتعليمه
ولد أبو القاسم الشابي في تونس بمدينة توزر، في الرابع والعشرين من شباط عام 1909 ميلادي، وكان والده الشيخ محد الشابي قاضياً فعلمه أصول الدين واللغة العربية، وفي الثامنة عشر من عمره دخل أبو القاسم جامعة الزيتونة إحدى أعرق الجامعات في الوطن العربي، وهناك أكمل تعليمه وخاض بالعلوم الإسلامية، وبعد أن أنهى تعليمه في جامعة الزيتونة عام 1929، دخل كلية الحقوق التونسية، وبحلول عام 1930 تخرج منها حاصلاً على إجازةٍ في القانون. تزوج أبو القاسم الشابي امتثالاً لأمر والده محمد وكان ذلك عام 1929، وأنجب ولدين هما محمد صدوق والذي أصبح ضابطاً في الجيش التونسي فيما بعد، وجلال الذي أصبح مهندساً.
تفتح موهبة الشعر لدى الشابّي
كان لدى الشابي اهتمامٌ كبيرٌ بالشعر الأوروبي الحديث، كما اهتم بالأدب الرومانسي، وترجم العديد من أعمال الشعراء والأدباء الأوروبيين ولا سيما الكاتب والشاعر الفرنسي ألفونس لامارتين (Alphonse de Lamartine) (1790_1869)، بالإضافة إلى تأثره بأدب المهجر الذي كان في أوجه فترة حياة الشابي، ومن أكثر الشخصيات الأدبية التي تأثر بها الشابي هي شخصية جبران خليل جبران، حيث كان معجباً بتجديده، وقدرته على نظم الشعر ونثره، وعلى الرغم من أن اهتمام النقاد العرب بإرث الشابي الأدبي يقتصر على ديوان أغاني الحياة وكتاب الخيال الشعري لدى العرب، إلا أن موهبة كتابة الشعر بزغت لدى الشابي قبل نظمه لقصائد ديوان أغاني الحياة، وفي بداياته كتب النثر، و كان ذلك في السادسة عشر من عمره.
أبو القاسم أيقونة الأحرار وعاشق الخضراء
تغنى أبو القاسم الشابي في أشعاره بعشقه لوطنه تونس، كما كان لطبيعة بلده تأثيراً على نمط قصائده التي يعلي فيها نداء الطبيعة، وكان لالتزام الشابي بقضايا الإنسان وإيقاظه روح التمرد في صدور المظلومين والمضطهدين، دورٌ بأن يصبح بمثابة أيقونة للأحرار وعشاق الوطن، فقد برز ذلك في أحداث تونس عام 2011 حيث تغنى التونسيون بأشعار أبو القاسم الشابي ولا سيما قصيدتي "إرادة الحياة" وقصيدة" إلى طغاة العالم"، وهذا الأمر أحيا قصائد الشابي وإرثه من جديد في الشارع العربي.
قصيدة إرادة الحياة أشهر ما كتب أبو القاسم
اقترن اسم الشابي بقصيدته إرادة الحياة، وتعتبر رمزاً للتمرد ورفض الظلم وحب الانعتاق، كما شكلت جزءاً من النشيد الوطني لتونس، وفيها يمجّد إرادة الشعوب وكلمتها، التي تبلغ مكانتها عندما يقرر الشعب أن يحيى حراً كريماً، فالطموح والمجازفة في سبيل المجد، هي نواة حياة الإنسان، ويقول:
إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ .... فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي .... وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ .... تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ .... وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ .... وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ .... رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ .... وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَـالِ .... يعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ .... وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ .... وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْت .... أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ .... وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ .... يَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ .... وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
أبو القاسم يخاطب طغاة العالم
يخاطب الشابي في قصيدته "إلى طغاة العالم" ظلّام العالم ومستبديه، فكلهم يشتركون بشهوة القتل وإراقة الدماء، وكلهم أعداء الحياة وأولاد الظلام، وفي ذلك يقول:
ألا أيها الظالم المستبد .... حبيب الظلام عدو الحياة
سخرت بأنّات شعب ضعيف .... و كفك مخضوبة من دماه
و سرت تشوه سحر الوجود .... وتبذر شوك الأسى في رباه
قصيدة لستُ أبكي لعسف ليلٍ طويل
بلغ عشق تونس مبلغه في نفس أبي القاسم، و أثار حنقه ما يقوم به المستعمر الفرنسي بمطاردة القادة الوطنيين، أو فرض سياستهم عليهم، ليدفعوا بهم إلى اضطهاد شعوبهم، وذاق الشاعر الأسى لشدة حبه وخوفه على بلاده، وأباح دماءه في سبيل تونس، فهو العاشق الذي لا يبخل على محبوبته، فقال:
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ ....َ و لِربعٍ غَدَا العَفَاءُ مَرَاحهْ
إنَّما عَبْرَتِي لِخَطْبٍ ثَقِيلٍ .... قد عَرانا، ولم نجد من أزاحهُ
كلّما قامَ في البلادِ خطيبٌ .... مُوقِظٌ شَعْبَهُ يُرِيدُ صَلاَحَهْ
ألبسوا روحَهُ قميصَ اضطهادٍ .... فاتكٍ شائكٍ يردُّ جِماحَهْ
وتوخَّوْا طرائقَ العَسف الإِرْ .... هَاقِ تَوًّا، وَمَا تَوَخَّوا سَمَاحَهْ
هكذا المخلصون في كلِّ صوبٍ .... رَشَقَاتُ الرَّدَى إليهم مُتَاحَهْ
غيرَ أنَّا تناوبتنا الرَّزايا .... واستباحَتْ حَمانا أيَّ استباحَهْ
أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَة فِي لُجِّ .... الهَوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ
شِرْعَتي حُبُّكِ العَمِيقُ وإنِّي .... قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ
لا أبالي وإنْ أُريقتْ دِمائي .... فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ
فجر أبو القاسم لا يقتله ليل الظالمين
يرسم أبو القاسم الشابي بقصيدة "في الليل ناديتُ الكواكب ساخطاً" صورة الحياة التي يتقاسم نعيمها جبابرة الأرض، ولكن لا ينطفئ الأمل في نفس الشابي، وإنما يولد من الربيع ومن الحب، وينبثق من غلس الظلام، فقال:
في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً .... متأجَّجَ الآلام والآراب
"الحقلُ يملكه جبابرة الدّجى .... والروضُ يسكنه بنو الأرباب
«والنَّهرُ، للغُول المقدّسة التي .... لا ترتوي، والغابُ للحَطّابِ
«وعرائسُ الغابِ الجميلِ، هزيلة .... ظمأى لِكُلِّ جَنى، وَكُلِّ شَرابِ
ما هذه الدنيا الكريهة؟ ويلَها! .... حَقّتْ عليها لَعْنَة لأَحْقابِ
الكونُ مُصغٍ، يا كواكبُ، خاشعٌ .... طال انتظاري، فانطقي بِجوابِ
فسمعتُ صوتاً ساحراً، متموجاً .... فوق المروجِ الفيحِ، والأَعْشابِ
وَحَفيفَ أجنحة ترفرف في الفضا .... وصدى يَرنُّ على سُكون الغابِ:
الفجرُ يولدُ باسماً، مُتَهَلِّلاً .... في الكونِ، بين دُحنِّة وضباب
الشابي يتحدى مرضه ويتدفق حباً بالحياة
حمل الشابي روح التمرد والتحدي، ولم تخبُ فيه تلك الروح عندما علم بخطورة حالته الصحية إثر مرض القلب الذي أصابه في أول شبابه، وإنما ازداد حباً للحياة ورفضاً للظلام والكآبة، فقال:
سأعيشُ رغمَ الداءِ والأعداءِ .... كالنسرِ فوقَ القمةِ الشّماءِ
أرنوْ إلى الشمسِ المضيئةِ هازئاً .... بالسحبِ والأمطارِ والأنواءِ
لا أرمقُ الظلّ الكئيبَ ولا أرى .... ما في قرارِ الهوّةِ السوداءِ
وأسيرُ في دنيا المشاعرِ حالماً .... غرداً وتلك سعادة الشعراءِ
أصغي لموسيقى الحياةِ ووحيها .... وأذيبُ روحَ الكونِ في إنشائي
وأصيخ للصوتِ الإلهي الذي .... يحيي بقلبي ميت الأصداء
الشابي ينتقد الأدب العربي في كتاب الخيال الشعري عند العرب
يتحدث الشاعر أبو القاسم الشابي في كتابه "الخيال الشعري عند العرب"، عن أهمية الخيال في الإبداع الشعري، و يقسم الخيال إلى قسمين الأول؛ وهو الذي لم يهدف منه الإنسان التنميق والتزويق، بل أراد من ورائه أن يفهم سرائر النفس وخفايا الوجود، وهو ما تظهر فيه ملامح الفلسفة والفكر، ويتشكل من خلاله الفن الذي يمتزج فيه الشعر بالفلسفة، ويزدوج فيه الفكر بالخيال، أما القسم الثاني من الخيال فهو ما استخدمه الإنسان ليعبر عن نفسه، عندما تعجز الحقائق عن التعبير عما في داخله، وتتوزع أفكار الكتاب ضمن عدة عناوين، هي:
- الخيال الشِّعْري والأسَاطِير العَرَبيَّة.
- الخيال الشِّعْري والطبيعَة في رَأي الأدب العَربي.
- الخيال الشعْري وَالمرْأة في رأي الأدَب العَربيِّ.
- الخيال الشعري والقصَّة في الأدب العربي.
- فكرَة عَامة عَن الأدَب العَرَبي.
- الرُّوح العَرَبية.
وينقد الخيال العربي ولا سيما في المراحل الأولى للأدب العربي، وذلك كالتالي:
أولاً: أساطير العرب لا تحمل معانياً عميقة
ينقد الشابي الأساطير التي درج الشعراء العرب القدماء على استخدامها في شعرهم، ويرى أنها لا تحمل عمقاً ولا تفسر معاني الوجود وكوامن النفس الإنسانية، كما أنها لا تلامس العواطف الإنسانية، ويقارنها مع الأساطير الرومانية واليونانية التي لقيت حظاً كبيراً من خيالهم الشعري، فتوصل إلى أن الأساطير العربية لا تبلغ درجة الأهمية التي تبلغها أساطير اليونان والرومان، التي تنطوي على العمق وتفتح الخيال على معاني الوجود، وكوامن النفس وتقدم أفكاراً فلسفية عميقة.
ويظهر ذلك في ملحمتي الإلياذة والأوذيسة لهوميروس، وملحمة الشاعر الروماني فرجيل "الإلياذة، ويقول أبو القاسم حول ذلك:"ورأيي في الأساطير العربية، أن لا حظ لها من وضاءة الفن وإشراق الحياة، ومن المحال أن يجد الباحث فيها ما ألِف أن يجده في أساطير اليونان والرومان من ذلك الخيال الخصب الجميل ومن تلك العذوبة الشعرية التي تتفجر منها الفلسفة الغضة الناعمة تفجُّر المنبع العذب.
بل إنه ليعجزه أن يُلْفِي فيها حتى تلك الفلسفة الشعثاء الكالحة التي تطالعه في أساطير الإسكنديناف، فالآلهة العربية لا تنطوي على شيء من الفكر والخيال، ولا تمثل مظهراً من مظاهر الكون أو عاطفةً من عواطف الإنسان، وإنما هي أنصاب بسيطة ساذجة شبيهة بلعب الصبية وعرائس الأطفال".
ثانياً: فهم الطبيعة في الأدب العربي كان قاصراً
يشير أبو القاسم الشابي إلى شعر العصر الجاهلي والأموي والعباسي، ففي تلك المراحل تأثر الشعراء بالطبيعة وانعكست بشكلٍ كبيرٍ في قصائدهم من حيث الألفاظ والصور.
إلا أن الشابي يرى أن خيال الشعراء العرب في تلك المراحل كان قاصراً على تصوير المعنى الملموس من مشاهد الطبيعة، دون الدخول والتغلغل في أعماق تفاصيلها، وربطها بكوامن النفس الإنسانية، ويقيم المفارقة بين الشعراء العرب والشعراء الأوروبيين في كيفية قراءة الطبيعة، إذ يرى أن الشعراء الأوروبيين فهموا الطبيعة بشكل أعمق من الشعراء العرب، ويستشهد بوصفٍ للشاعر والكاتب الفرنسي ألفونس لامارتين الذي يصف مشاهد الطبيعة قائلاً:
الطبيعة أكبر قساوسة الله وأمهر مصوريه وأقدر شعرائه وأبرع مغنيه، وإنك لتجد في عش العصفور أفراخاً تتناغى تحت رفرف الهيكل الدارس، وفي أنفاس الرياح تهب من البحر حاملة إلى أديرة الجبل المقفرة خفوق الشرع وأنين الأمواج وغناء الصيادين، وفي الزهور ينتشر أريجها في الفضاء وينتشر ورقها على القبور، وفي صدى أقدام الزائرين تقع على مضاجع الموتى من هذا الدير، تجد في كل هذا من التقى والروعة والتأثير ما كان في هذا الدير منه وهو في إبان عهده وعنفوان مجده"، ويقارن ذلك مع الصور التي استحضرها الشعراء العرب عن الطبيعة، ليؤكد بأنها صورٌ سطحية وأقل نضوجاً من صور لامارتين.
ثالثاً: صورة المرأة في الأدب العربي القديم مادية بحتة
يقدم أبو القاسم الشابي أمثلة من الشعر العربي في العصر الجاهلي، ولا سيما لامرئ القيس وطرفة بن عبد، تشهد على النظرة المادية للمرأة فهي لديهم لا تتعدى العالم الحسي، وهي وسيلة للمتعة واللذة، ولم يبدل الشعراء إلا تراكيبهم وصورهم عند الحديث عن المرأة دون أن يبدلوا أفكارهم، واصفين المفاتن الجسدية، ويشير الشابي إلى أن هناك من الشعراء من ابتعدوا عن النظرة المادية إلى المرأة ولا سيما ابن الرومي، وأيضاً هنا لا بد من ذكر شعراء الغزل العفيف الذين ابتعدوا عن وصف المفاتن الجسدية للمرأة، وقدسوا عواطفها وأحاسيسها، ويقول الشابي:
النظرة في الآداب العربية إلى المرأة كنظرها إلى الطبيعة أو أدنى، لا سمو فيها ولا خيال. وإنما هي مادية محضة لا يكاد يرى فيها فرقاً بين المرأة والرداء وكأس من الخمر، فالمرأة تُتخذ لإشباع شهوات الجسد"، ثم يقيم مقارنة بين صورة المرأة في الأدب العربي في تلك العصور وصورتها لدى الأدباء المحدثين، ولا سيما الذين تأثروا بالأدب الأوروبي فأعلوا من قيمة المرأة وتعدوا النظرة المادية، ويستشهد الشابي بقول لجبران خليل جبران من رواية الأجنحة المتكسرة:
"إن قلب المرأة لا يتغير مع الزمن، ولا يتحول مع الفصول، قلب المرأة ينازع طويلاً ولكنه لا يموت، قلب المرأة يشابه البَرِّيَّة التي يتخذها الإنسان ساحة لحروبه ومذابحه، فهو يقتلع أشجارها ويحرق أعشابها ويلطخ صخورها بالدماء ويغرس تربتها بالعظام والجماجم، ولكنها تبقى هادئة ساكنة مطمئنَّة، ويظل فيها الربيع ربيعاً ، والخريف خريفاً إلى آخر الدهور".
توفي الشابي بعد الصراع مع مرض القلب
توفي الشابي بعد الصراع مع مرض القلبتوفي أبو القاسم الشابي إثر نوبةٍ قلبية، إذ كان يعاني من مرض القلب منذ مطالع شبابه، وكانت وفاته في التاسع من تشرين الأول عام 1934، وبذلك لم يتعدَّ الشابي الخمسة والعشرين عاماً، إلا أن إرثه الشعري وضعه بين كبار الشعراء والأدباء العرب.
أخيراً.. شكل أبو القاسم الشابي رمزاً وأيقونةً للأحرار والمتمردين على الظلم والاضطهاد، كما شكل مثالاً في عشق الوطن، والذود عنه بالكلمة، فاستحق لقب شاعر الخضراء، وعلى الرغم من العمر القصير الذي عاشه أبو القاسم، إلا أنه حقق مكانةً رفيعة بين الشعراء العرب، وما زالت قصائده تردد حتى يومنا هذا، وهو في نظر الناقد المصري شوقي ضيف أرقى شعراء العرب في العصر الحديث.