السفينة الجانحة في قناة السويس: كم تبلغ الخسائر التي سببتها؟
ومن يتحمل التعويضات؟
خسائر مصر جراء تعطيل السفينة الجانحة للقناة
خسائر التجارة العالمية جراء تعطيل قناة السويس
منذ يوم الثلاثاء الماضي 23 مارس والسفينة الجانحة في قناة السويس إيفر غيفن Ever Given تتصدر عناوين الأخبار في كل العالم تقريبًا، حيث أدى تعطيلها لمجرى قناة السويس الذي يُعد أهم مجرى ملاحي في العالم إلى حجز 369 سفينة محملة بينهم 25 ناقلة نفط تنتظر عبور قناة السويس في الشمال والجنوب ومنطقة البحيرات حسب التصريحات الأخيرة لرئيس هيئة قناة السويس لقناة العربية السعودية الأحد 28 مارس.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فكم تبلغ الخسائر التي تسببت بها السفينة الجانحة في قناة السويس للسفن المنتظرة ولمجرى القناة المُعطل، ومن سيتحمل التعويضات للأطراف المتضررة؟
خسائر مصر جراء تعطيل السفينة الجانحة للقناة
صرح رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع بأن الخسائر اليومية لقناة السويس جراء التعطيل التي أحدثته السفينة الجانحة إيفر غيفن Ever Given تتراوح بين 12 إلى 14 مليون دولار أمريكي وهو المبلغ الذي كانت تجنيه قناة السويس يوميًا من عبور السفن خلال المجرى الملاحي، أي أنه من الثلاثاء الماضي حتى صباح اليوم الاثنين، وصلت خسائر مصر من تعطيل مجرى قناة السويس الملاحي لسبعة أيام قرابة 100 مليون دولار أمريكي.
وذلك بدون حساب تكلفة المعدات والقاطرات التي تم استدعائها لحل أزمة السفينة العالقة في القناة والتي نجحت مصر صباح اليوم في تعويمها بنسبة 80% تقريبًا وبات تحريكها من القناة إلى منطقة البحيرات قريبًا، ومن المفترض أن تعود حركة الملاحة داخل القناة خلال الساعات القادمة، فيما سيستغرق مرور السفن المنتظرة 3 أيام ونصف تقريبًا حسب ما أعلنته هيئة القناة اليوم.
خسائر التجارة العالمية جراء تعطيل قناة السويس
تمر نحو 15% من حركة الملاحة العالمية عبر قناة السويس التي أدى تعطلها لمدة سبعة أيام حتى الآن إلى خسائر كبيرة لحركة التجارة العالمية، فحسب وكالة بلومبرغ تقدر الخسائر التي تتكبدها التجارة العالمية في كل دقيقة تمر ومجرى قناة السويس الملاحي مُعطل نحو 6.66 مليون دولار أمريكي، أي تصل الخسائر إلى نحو 400 مليون دولار في الساعة الواحدة من وقت تعطل القناة.
خسائر قطاع النفط جراء تعطيل قناة السويس
يمر من قناة السويس يوميًا ما يُقدر بحوالي 1.74 مليون برميل من النفط الخام حسب إحصائيات العام الماضي، ومع تعطل مرور نحو 30 ناقلة نفط لقناة السويس في الشمال والجنوب حسب بيانات رفينيتيف الأخيرة فقد تأثر قطاع النفط والطاقة عالميًا بأزمة السفينة العالقة بصورة كبيرة حيث يمر حوالي 7% من النفط العالمي عبر قناة السويس، الأمر الذي يُمكن ملاحظته بسهولة من خلال ارتفاع أسعار النفط المستمر منذ بداية الأزمة، لكنه تراجع بشكلٍ طفيف اليوم الاثنين بعد نجاح تعويم السفينة إيفر غيفن Ever Given.
ذلك بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الناقلات وتكلفة شحن النفط الخام الذي تسبب به تأخر ناقلات النفط المنتظرة في قناة السويس، كما أدى تكدس السفن بالقناة وعدم معرفة الوقت الذي ستحتاجه عملية التعويم خلال الأيام الماضية وعملية مرور السفن في الوقت الحالي إلى اضطرار بعض السفن إلى تبديل مسارها واتخاذ مسارات مختلفة لتجنب الزحام لكنها أطول من مسار قناة السويس مما يعني تكلفة أكثر لهذه السفن ووقت مستغرق أكثر مما كانت ستحتاجه في حالة المرور عبر قناة السويس في الظروف الطبيعية.
من يتكبد خسائر أزمة قناة السويس
منذ إعلان نجاح تعويم السفينة العالقة بقناة السويس وبدأت تكثر التساؤلات حول من المسؤول ومن يتحمل الخسائر والتعويضات للمتضررين من تعطيل حركة الملاحة بقناة السويس، فقائمة المتضررين كبيرة تشمل هيئة قناة السويس والسفن المُنتظرة والشركات التي تنقل بضائعها عبر حاويات السفينة العملاقة Ever Given إيفر غيفن التي تُقدر بالآلاف من الحاويات الضخمة، إلى جانب تأخر وصول بضائع قُدرت بحوالي 9.6 مليار دولار لليوم الواحد، مما أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السلع التي تأثرت بتوقف مرور السفن المليئة بحاويات البضائع عبر قناة السويس.
يتوقف أمر تحديد من يتحمل الخسائر المُتسببة بها السفينة الجانحة إيفر غيفن على التحقيقات التي من المُفترض أنها ستُفتح فور نجاح تعويم السفينة وإبعادها عن الممر بشكلٍ كامل، فحسب تصريحات رئيس هيئة قناة السويس في المؤتمر الصحفي التي أقمته الهيئة يوم السبت أن الأولوية هي حل الأزمة من ثم سيتم فتح التحقيق، فيما يؤكد الخبراء أن جنوح السفينة أزمة كبيرة لا يُمكن معها التسوية الودية مع الشركة المالكة أو شركات التأمين مثلما يحدث في حالات الحوادث البسيطة، الأمر الذي يتطلب تحقيق حسب المعايير العالمية ليضمن حق المتضررين ويؤمن لمصر التعويضات التي تُطالب بها.
وما إن أثبتت التحقيقات أن الشركة المالكة للسفينة الجانحة هي المسؤولة عن الأزمة بسبب سوء في توزيع حاويات البضائع أو اختيار قبطان السفينة المرور رغم سوء الأحوال الجوية وانعدام الرؤية، فستتحمل الشركة تكاليف التعويم كاملة إلى جانب التعويضات التي ستطالب بها هيئة قناة السويس جراء تأخير السفن.
جدير بالذكر أن السفينة إيفر غيفن ستتجه إلى منطقة البحيرات بعد نجاح تعويمها ليقوم المختصون بفحصها وصيانتها، إلى جانب بدء التحقيق والكشف عن ملابسات أزمة قناة السويس بالكامل.