السعودية وقطر تقرران دفع متأخرات سوريا للبنك الدولي
في خطوة تعد الأولى من نوعها بعد الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر من عام 2024، أعلنت المملكة العربية السعودية ودولة قطر عن مبادرة مشتركة لسداد المتأخرات المالية المستحقة على سوريا لصالح البنك الدولي، والتي تقدر بنحو 15 مليون دولار.
وهذا التحرك يمهد الطريق أمام حصول دمشق على منح مالية بملايين الدولارات لدعم جهود إعادة الإعمار، وإنعاش القطاع العام الذي عانى من حالة شلل طويلة بسبب الحرب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتسلط هذه المبادرة الضوء على تحول الموقف الخليجي تجاه سوريا، وخاصة بعدما كانت العقوبات الأمريكية والغموض السياسي قد عرقل محاولات سابقة، بما في ذلك مبادرة قطر لتمويل رواتب القطاع العام في سوريا.
ويأتي التمويل الجديد بمثابة إشارة إلى انطلاق مرحلة جديدة من الدعم الإقليمي الواسع لدولة سوريا، وهو الدعم الذي تحتاجه بشدة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها.
وقد الخارجية السعودية والقطرية بيانًا مشترك أكدتا فيه أن السداد المالي سيمكن البنك الدولي من استئناف أنشطته وبرامجه في سوريا، بعد توقف دام لأكثر من 14 عامًا. وأوضح البيان بأن هذا التحرك سيفتح الطريق أمام دمشق للاستفادة من مخصصات مالية لدعم القطاعات الحيوية، كما سيحصل على دعم فني يعزز إعادة بناء المؤسسات الوطنية، وتنمية القدرات البشرية، وصياغة اسياسات اللازمة لدفع عجلة التنمية.
وقد دعا البيان المشترك المؤسسات المالية الإقيمية والدولية إلى الإسراع في استئناف أعمالها التنموية في سوريا، كما حث على تكثيف الجهود لدعم الشعب السوري وتحقيق أهدافه نحو مستقبل أفضل.
معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية @MBA_AlThani_ في مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد هاكان فيدان، وزير خارجية الجمهورية التركية: رحبنا بالخطوات التي قطعتها سوريا الجديدة في إعادة هيكلة الدولة السورية وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة… pic.twitter.com/JoFzrG8qXF
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) April 27, 2025
الخارجية السورية تشكر السعودية وقطر
وبالتوازي مع الإعلان الخليجي، رحبت وزارة الخارجية السورية بهذه المبادرة وعبّرت في بيان رسمي عن "خالص الشكر والتقدير" لكل من السعودية وقطر. ووصفت الوزارة الخطوة بأنها تجسد حرصاً مشتركاً على دعم الشعب السوري وتخفيف معاناته الاقتصادية، مؤكدة أنها تفتح آفاقاً واسعة أمام استعادة التعاون مع المؤسسات الدولية، بما يسرّع عملية التعافي وإعادة الإعمار.
كما شددت دمشق على أن التعاون العربي المشترك يمثل الطريق الأمثل لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة، معربة عن تطلعها إلى تعزيز علاقاتها مع الأشقاء في الرياض والدوحة، والدفع نحو شراكات فعالة تصب في مصلحة الشعوب العربية، وتسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
سوريا تشكر قطر والسعودية على دعمهما في سداد مستحقات البنك الدولي pic.twitter.com/A93tx8EjKM
— وزارة الخارجية والمغتربين السورية (@syrianmofaex) April 27, 2025