السعودية تطلق مركز "مستقبل الفضاء" لتعزيز مجالات الفضاء
في خطوة تعكس التزامها المتزايد بدعم اقتصاد الفضاء والابتكار، أعلنت وكالة الفضاء السعودية عن إطلاق مركز "مستقبل الفضاء"، الذي يُعد ثمرة اتفاقية وقعتها مع المنتدى الاقتصادي العالمي في أبريل الماضي. يهدف هذا المركز إلى دفع عجلة النمو في المجالات الاقتصادية والبحثية المتعلقة بالفضاء، بالإضافة إلى تشجيع الابتكار في هذا القطاع الحيوي.
جيريمي يورجينز، المدير الإداري للمنتدى الاقتصادي العالمي، كشف خلال مقابلة مع منصة "الشرق" على هامش المنتدى الدولي للشبكات غير الأرضية بالرياض، أن مجلس إدارة المركز الجديد عقد اجتماعه الأول لمناقشة خطط عام 2025. وأكد أن الأولويات تشمل ضمان استدامة استخدام الفضاء، وتوسيع نطاق الاستفادة منه ليصبح متاحاً للجميع، إلى جانب تطوير مزايا اقتصادية جديدة تعزز من تطور "اقتصاد الفضاء" العالمي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
خطوات سعودية طموحة لبناء اقتصاد الفضاء
شهدت السعودية في الأشهر الماضية تحولات كبرى في نهجها تجاه صناعة الفضاء، إذ أعلنت في يونيو 2023 عن تحويل "الهيئة السعودية للفضاء" إلى "وكالة الفضاء السعودية"، في خطوة تهدف إلى التركيز على تطوير سوق الفضاء المحلي، وتحفيز الابتكار والبحث في هذا القطاع الواعد.
كما أطلق صندوق الاستثمارات العامة السعودي في مايو الماضي "مجموعة نيو للفضاء" (NSG)، وهي شركة وطنية متخصصة في خدمات الأقمار الاصطناعية وابتكار الحلول التقنية، مما يعكس التزام المملكة بتطوير القدرات المحلية وتعزيز حضورها في قطاع الفضاء العالمي.
وفي يوليو، عززت السعودية تعاونها مع الولايات المتحدة بتوقيع اتفاقية استراتيجية تهدف إلى استكشاف الفضاء الخارجي لأغراض سلمية. شملت الاتفاقية وضع إطار قانوني وتنظيمي يدعم تبادل الخبرات بين البلدين، ويسهم في إنشاء برامج مشتركة لتعظيم الاستفادة من هذا التعاون العلمي والتكنولوجي.
آفاق واعدة لنمو قطاع الفضاء في السعودية
محمد التميمي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء السعودية، أكد في تصريحات سابقة أن قطاع الفضاء المحلي يتمتع بإمكانات هائلة للنمو، مع توقعات بأن تحقق السعودية زيادة سنوية مركبة تتراوح بين 11% و13% حتى عام 2035، مقارنة بمعدل النمو العالمي الذي يبلغ نحو 9%. وأشار التميمي إلى أن هذا القطاع يُعد جزءاً محورياً في رؤية السعودية لتنويع اقتصادها، ويمثل مجالاً زاخراً بالفرص الاستثمارية.
اقتصاد الفضاء.. مليارات الفرص بانتظار الاستثمار
أظهرت أبحاث المنتدى الاقتصادي العالمي أن حجم اقتصاد الفضاء قد يصل إلى 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2035، وفقاً ليورجينز. وأشار إلى أن القطاع يفتح آفاقاً واسعة تشمل سلاسل التوريد، والخدمات اللوجستية، والنقل الفضائي، فضلاً عن تحسين تقنيات الاتصالات التي يمكن أن تُحدث ثورة في ربط المناطق النائية بالاقتصاد العالمي.
وأوضح يورجينز أن الفضاء يوفر إمكانيات هائلة لتحسين قطاعات مثل الزراعة، حيث يمكن استخدام تقنيات متقدمة للري، وتقليل الاعتماد على الكيماويات، وتسريع إيصال المحاصيل إلى الأسواق.
وشدد على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتعزيز هذا القطاع، مشيراً إلى أن الحكومات وحدها لا تستطيع تحقيق جميع الأهداف. ومع ذلك، لفت إلى ضرورة وجود إطار تنظيمي واضح وبروتوكولات حكومية فعالة لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الفضائية.
بهذه المبادرات الطموحة، ترسخ السعودية مكانتها كأحد اللاعبين البارزين في صناعة الفضاء، مع رؤية تجمع بين الابتكار والبحث والتعاون الدولي لتشكيل مستقبل جديد للفضاء على الصعيد العالمي.