السعودية: العثور على سفينة غارقة على متنها كنوز أثرية
-
1 / 4
أعلنت هيئة التراث السعودية عن نجاح بعثة سبر الآثار الغارقة التابعة لها، في الكشف عن حطام سفينة غارقة في البحر الأحمر، والعثور على مئات القطع الأثرية المهمة التي كانت جزء من حمولة السفينة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
السعودية: العثور على سفينة غارقة في البحر الأحمر وعلى متنها مئات القطع الأثرية
وبحسب ما ذكرته تقارير محلية، فإن حطام السفينة تم العثور عليه في البحر الأحمر قبالة سواحل محافظة حقل، وذلك بواسطة بعثة تابعة لهيئة التراث السعودية، بقيادة 5 غواصين سعوديين من منسوبي الهيئة.
وأوضحت التقارير أن الفريق المتخصص في أعمال مسح التراث المغمور في البحر الأحمر، تمكن من تحديد موقع حطام السفينة الغارقة، والذي يبعد عن الشاطئ بنحو 300 متر، لافتة إلى أنه تم توثيق المسح بمجموعة من الصور الفوتوغرافية ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تحديد المنطقة التي تحوي تلك الآثار الغارقة.
ووفقاً لما جاء في التقارير الأولية الصادرة عن الهيئة، فإن السفينة الغارقة ربما تكون قد تعرضت إلى حادث اصطدام بالشعاب المرجانية، مما أدى إلى تناثر أجزائها في البحر الأحمر، وسقوط حمولتها في أعماق المياه.
كما كشفت الأدلة أن رحلة السفينة قبل غرقها، وقعت في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، حيث كانت تلك الفترة مشهورة بكثرة رحلات التجارة البحرية في البحر الأحمر.
وأشارت التقارير إلى أنه تم العثور على مئات القطع الأثرية التي كانت تحملها السفينة الغارقة، موضحة أن أغلب القطع الفخارية التي تم العثور عليها هي من نوع أمفورا، والذي كان يتم تصنيعه في مدن حوض البحر الأبيض المتوسط.
ونوهت إلى أن هيئة التراث السعودية، وبالتعاون مع عدد من الجامعات المحلية والبعثات الدولية، تعمل على التعرف على حجم البقايا الأثرية وتاريخها، والتحقق من وجود بقايا السفينة الغارقة في الموقع، ومقارنتها بأبحاث ودراسات سابقة، على أن تقوم بالإعلان عن نتائج تلك الأبحاث فور الانتهاء منها.
جدير بالذكر أن أعمال المسح والتنقيب عن الآثار الغارقة في مياه البحر الأحمر، التي تقوم بها هيئة التراث السعودية بالاشتراك مع عدد من الجامعات ومراكز البحث العالمية، قد كشفت عن أكثر من 50 موقعاً لحطام سفن غارقة على امتداد البحر الأحمر، والتي تنوعت في قيمتها التاريخية والأثرية، كما اختلفت في فتراتها الزمنية.
وتؤكد تلك الاكتشافات على وجود علاقات تجارية واقتصادية قديمة لسواحل المملكة العربية السعودية، مع العديد من المناطق المجاورة.
وبين عامي 2015- 2016، عثرت البعثة السعودية الإيطالية المشتركة لمسح مواقع التراث المغمور في الساحل الغربي، على حطام سفينة غارقة في موقع قرب مدينة أملج، والذي كان يتضمن جزء من ألواح السفينة المصنوع من خشب البلوط ونبات الصنوبر.
وكانت تلك السفينة الغارقة، التي يعود تاريخها إلى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، تحمل على متنها مجموعة من القِلال الفخارية وأكواب من الخزف الصيني، بالإضافة إلى كِسَر قناني من الزجاج وأوعية من المعدن.
كما استطاع الفريق السعودي الألماني المشترك أن يعثر على بقايا حطام سفينة رومانية في البحر الأحمر، والذي يعد حتى الآن أقدم حطام لسفينة أثرية تم العثور عليه على طول الساحل السعودي.
ونجح الفريق، الذي بدأ أعماله الميدانية منذ عام 2012 وحتى عام 2017، أيضاً في العثور على حطام سفينة تعود إلى العصر الإسلامي الأول، وذلك في المنطقة الواقعة بين رابغ شمالاً حتى الشعيبة جنوباً.
وجاءت هذه الاكتشافات المهمة ضمن جهود هيئة التراث السعودية في المحافظة على التراث الثقافي المغمور بالمياه، وحمايته، انطلاقاً من كون المملكة العربية السعودية عضوة في اتفاقية التراث الثقافي المغمور بالمياه منذ عام 2015، وبعد إعلان، وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، عن تأسيس مركز متخصص لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه بالبحر الأحمر والخليج العربي، في عام 2020.