الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران
شغل فرانسوا ميتران منصب رئيس الجمهورية الفرنسية لولايتين متتاليتين (مدة الولاية الرئاسية الفرنسية سبع سنوات ميلادية)، بين الحادي والعشرين من شهر أيار/مايو عام 1981 والسابع عشر من شهر أيار/مايو عام 1995؛ بذلك يكون الرئيس الرابع للجمهورية الفرنسية الخامسة بعد شارل ديغول، جورج بومبيدو، فاليري جيسكار ديستان، تميز عهده بكثرة التدخلات العسكرية الفرنسية في الخارج، وبكثرة الإصلاحات في الداخل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
طفولة ميتران ونشأته
ولد فرانسوا ميتران يوم الخميس الواقع في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1916، في مدينة جيرانت الفرنسية، والده يوسف ميتران كان يعمل مهندساً في شركة باريس أورليان للسكك الحديدية، ثم أصبح صاحب مصنع خل في قرية جارانس حيث استقرت العائلة هناك، توفي والده في عام 1946، أما والدته فهي إيفون ميتران ابنة يوليوس لورين، منتج الكونياك (نوع من الكحول) قبل أن يتحول لصناعة الخل، توفيت في عام 1936.
لفرانسوا ميتران ثلاثة أشقاء، هم:
- روبرت، (من مواليد عام 1915، توفي عام 2002)، كان مديراً لشركة الفنون التطبيقية بفرنسا.
- جاك، (من مواليد عام 1918، توفي في عام 2009)، كان جنرالاً في سلاح الجو الفرنسي.
- فيليب، (من مواليد عام 1921، توفي في عام 1992)، كان مزارعاً ورئيساً لبلدية سان سيمون شارانت.
وأربع شقيقات، هن:
- ماري أنطوانيت، (من مواليد عام 1909 ، توفيت في عام 1999).
- ماري جوسفا، (من مواليد عام 1912، توفيت عام 1997).
- كوليت، (من مواليد عام 1914، توفيت في عام 2004).
- جنفياف، (من مواليد عام 1919، توفيت في عام 2006).
تعمّد فرانسوا ميتران في السادس من شهر أيار/مايو عام 1917 في كنيسة القديس جارناك (Jarnac)، عاش ميتران طفولته في القرية بعيداً عن صخب المدينة، فأحب الطبيعة، ومارس رياضة المشي، كما أحب فرانسوا ميتران قراءة الكتب وواظب عليها، مقتبساً ذلك من والدته الشغوفة بالقراءة.
درس الحقوق والعلوم السياسية وتخرج من الفرعين في عام 1937
دخل فرانسوا ميتران مدرسة سانت ماري الخاصة في قريته في عام 1922، وبقي فيها حتى عام 1925، حيث استكمل دراسته في مدرسة القديس بولس في أنغولم، تخرج منها بعد إنهاء المرحلة الثانوية في عام 1934، سافر إلى باريس حيث دخل كلية الحقوق بجامعة باريس عام 1934، وكذلك المدرسة الحرة حيث درس العلوم السياسية، وتخرج منهما في عام 1937.
عضو في حركة المتطوعين الوطنية
انضم فرانسوا ميتران أثناء دراسته الجامعية لحركة المتطوعين الوطنية (حركة شباب ينتمون لليمين القومي الفرنسي) في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1934، وبقي فيها مدة عام حتى سنة 1935، كما شارك ميتران في مظاهرات احتجاجية ضد أستاذ القانون غاستون جيزي في شهر شباط/فبراير عام 1935؛ وكانت النتيجة إبعاد هذا الأستاذ الجامعي وتعيينه مستشاراً قانونياً للرئيس الأثيوبي النجاشي.
حياته العاطفية وزواجه
تزوج فرانسوا ميتران من دانييل ميتران في الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1944، أنجب منها ثلاثة أولاد، هم:
- باسكال، من مواليد العاشر من شهر تموز/يوليو عام 1945، توفي في الثلاثين من شهر أيلول/سبتمبر عام 1945.
- جان-كريستوف، من مواليد عام 1946، كان مستشاراً للشؤون الإفريقية.
- جيلبرت، من مواليد الرابع من شهر شباط/ فبراير عام 1949، كان رئيس بلدية يبورن (جيروند) بين عامي 1989- 2011.
كما أن لديه طفلان خارج إطار الزواج، هما:
- مازارين، من مواليد عام 1974، من عشيقته باينجوت، وابنته هذه خريجة فلسفة، وتعمل في التلفزيون الفرنسي كمحررة.
- هارفين فورسن (Hravn Forsne)، من مواليد عام 1988 من الصحفية السويدية كريستينا فورسن، ويعمل ابنه هذا كناشط سياسي في السويد.
فرانسوا ميتران في الحرب العالمية الثانية
دخل فرانسوا ميتران في فوج 23 مشاة التابع للجيش الفرنسي في خريف عام 1938 برتبة رقيب، بدأت الحرب العالمية الثانية في شهر أيلول/سبتمبر عام 1939، وفي العاشر من شهر أيار/مايو عام 1940 هاجمت القوات الألمانية فرنسا فتمكنت القوات الألمانية من احتلال جزء كبير من البلاد بما فيها العاصمة باريس في الرابع عشر من شهر حزيران/يونيو عام 1940، وأسرت جنوداً فرنسيين في معسكر على الحدود الألمانية الفرنسية، من بينهم فرانسوا ميتران بعد إصابته في كتفه خلال الحرب.
حاول الهرب من السجن ثلاث مرات: الأولى كانت في شهر آذار/مارس عام 1941، والثانية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1941، وفشلت كلتا المحاولتين، أما المحاولة الثالثة فكانت في السادس عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1941، حيث نجح في الهرب، والعودة إلى فرنسا.
ميتران موظفاً في حكومة فيشي
عمل فرانسوا ميتران في إدارة حكومة فيشي الموالية للألمان، كمفوض إعادة تصنيف أسرى الحرب، فأسس منظمة السجناء، حيث كان مسؤولاً عن العلاقات مع الصحافة، كما كان يقدم وثائق مزورة لمساعدة السجناء على الهرب، استقال من منصبه هذا في شهر كانون الثاني/يناير عام 1943، بعد إعادة اعتقال مجموعة من أسرى الحرب المُفرج عنهم.
التقى فرانسوا ميتران بهنري فرناي أحد رموز المقاومة الفرنسية ضد حكومة فيشي الموالية للألمان، وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1943 ذهب فرانسوا ميتران سراً إلى لندن، ثم إلى الجزائر، حيث التقى الجنرال ديغول، وأصبح فرانسوا ميتران أحد رموز المقاومة الفرنسية، وشارك في تحرير باريس في شهر آب/ أغسطس عام 1944.
من الجيش إلى السياسة
مع انتهاء الحرب العالمية الثانية انتهت خدمة فرانسوا ميتران في الجيش الفرنسي، فانتقل للعمل السياسي، حيث تقلّد العديد من المناصب توّجها بوصوله إلى رئاسة الجمهورية.
- الأمين العام للسجناء، عينه شارل ديغول بين السادس والعشرين من شهر آب/أغسطس والعاشر من شهر أيلول/سبتمبر عام 1944.
- عضو في الجمعية الوطنية الفرنسية، أصبح فرانسوا ميتران عضواً في الجمعية الوطنية الفرنسية عن مدينة لنيفر في أعوام 1951، 1956، 1946، ثم أعيد انتخابه في أعوام 1962، 1967، 1968، 1973، 1987، وفي عام 1981 استقال ميتران من عضوية الجمعية الوطنية الفرنسية للترشح للانتخابات الرئاسية).
- عضو في مجلس الشيوخ لثلاث سنوات، انتخب عضواً في مجلس شيوخ في عام 1959، وفي عام 1962 استقال للترشح لعضوية الجمعية الوطنية الفرنسية.
- المجلس العام، انتخب ميتران عضواً في المجلس العام لمدينة النيفر في عام 1949، ثم أعيد انتخابه في أعوام 1955، 1961، 1967، 1973، 1979، خلال عضويته في المجلس العام انتخب ميتران رئيساً للمجلس العام لمدينة النيفر في عام 1964، ثم أعيد انتخابه في أعوام 1967، 1970، 1973، 1976، 1979، حيث استقال للترشح لرئاسة الجمهورية.
- عمدة شاتو شينون، انتخب في عام 1959، ثم أُعيد انتخابه في أعوام 1965، 1971، 1977، استقال من منصبه في عام 1981 للترشح للانتخابات الرئاسية.
- السكرتير الأول (الزعيم) للحزب الاشتراكي، انتخب في عام 1971، ثم أعيد انتخابه في أعوام 1973، 1975، 1977، 1979، استقال من منصبه في الحزب في عام 1981 للترشح لرئاسة الجمهورية.
أحد عشر منصباً وزارياً في عشر سنوات
استلم فرانسوا ميتران أحد عشر منصباً وزارياً في عشر سنوات، منها:
- وزير دولة لشؤون رئاسة مجلس الوزراء، بين عامي 1948- 1949.
- وزير الدولة لشؤون الإعلام، بين السادس والعشرين من شهر تموز/ يوليو والخامس من شهر أيلول/سبتمبر عام 1948.
- وزير لشؤون المحاربين القدامى وضحايا الحرب، بين الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير والثاني والعشرين من شهر تشرين الأول /أكتوبر عام 1947.
- وزير شؤون المحاربين القدامى وضحايا الحرب، بين الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1947 والسادس والعشرين من شهر تموز/يوليو عام 1948.
- وزير الدولة لشؤون رئاسة مجلس الوزراء، بين الحادي عشر من تموز/يوليو عام 1948 والثامن والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1949.
- وزير في الخارج والمستعمرات، بين الثاني عشر من شهر تموز/يوليو عام 1950 والعاشر من شهر آذار/مارس عام 1951، دعا لتشكيل الاتحاد الفرنسي الأفريقي الذي يضم فرنسا والمستعمرات الفرنسية في أفريقيا (الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا، جيبوتي...)، حيث تتمتع المستعمرات الفرنسية بحرية في التفاوض مع الحكومة الفرنسية، لكن هذا الاتحاد لم يحصل بسبب معارضة الحكومة الفرنسية.
- وزير الخارجية، بين شهري كانون الثاني/يناير وآذار/مارس عام 1952، أيّد إعطاء تونس الحكم الذاتي تحت الحكم الفرنس في عام 1952، لكن دعوته لم تلقَ تأييداً من الحكومة الفرنسية.
- وزير فرنسا ما وراء البحار (الجزائر)، بين عامي 1952- 1953.
- وزير لمجلس أوروبا، بين شهر حزيران/يونيو عام 1953 وشباط/فبراير عام 1954.
- وزير الداخلية، بين التاسع عشر من شهر حزيران/يونيو عام 1954 والثالث والعشرين من شهر شباط/فبراير عام 1955، عارض آنذاك استقلال الجزائر.
- وزير الدولة للعدل، بين الأول من شهر شباط/فبراير عام 1956 والثالث عشر من شهر حزيران/يونيو عام 1957.
فرانسوا ميتران معارضاً لشارل ديغول
في عام 1958 بعد استلام ديغول للسلطة أصبح فرانسوا ميتران في المعارضة، حيث عارض دستور الجمهورية الخامسة الذي طرحه شارل ديغول للاستفتاء في عام 1962، ودعا الفرنسيين للتصويت بـ (لا) على الدستور.
الثالثة ثابتة: فرانسوا ميتران رئيساً لفرنسا
ترشح للرئاسة الفرنسية ثلاث مرات:
- الأولى في عام 1965، ضد الرئيس شارل ديغول، ولم ينجح في الانتخابات، حيث حصل ديغول على ولاية رئاسية ثانية.
- الثانية في عام 1974، أمام فاليري جيسكار ديستان، الذي فاز على ميتران وأصبح رئيساً للجمهورية الفرنسية.
- الثالثة في عام 1981، أمام الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان، حيث فاز ميتران في هذه الانتخابات وأصبح رئيساً للجمهورية الفرنسية منذ العاشر من شهر أيار/مايو عام 1981، وبذلك يكون ميتران أول رئيس اشتراكي للجمهورية الخامسة، تجدد انتخابه لولاية ثانية في عام 1988، واستمر رئيساً حتى نهاية ولايته في عام 1995.
شعار الرئاسة
وضع فرانسوا ميتران شعاراً شخصياً لرئيس الجمهورية في عام 1981، وهو عبارة عن شجرة مصنوعة من خشب البلوط وشجرة الزيتون، رمزاً للقوة والسلام، من تصميم المصمم الفرنسي ميشال ديزلي.
سياسة الرئيس فرانسوا ميتران
في اليوم التالي لوصول الرئيس فرانسوا ميتران إلى قصر الإليزيه واستلام مهامه أصدر قراراً بحل الجمعية الوطنية الفرنسية، كما دعا لإجراء انتخابات جديدة للجمعية الوطنية، حصلت في شهر حزيران/يونيو عام 1981، فاز بموجبها الحزب الاشتراكي بأغلبية المقاعد، كما عمل الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران على ملفي السياسة الداخلية والسياسة الخارجية.
السياسة الداخلية لميتران
قام الرئيس ميتران بما يلي:
- رفع الرواتب الأدنى عشرة في المئة، والإعانات العائلية والسكنية خمساً وعشرين في المئة، والإعانات للمعاقين عشرين في المئة في عام 1982.
- إلغاء محكمة أمن الدولة في عام 1981.
- إلغاء عقوبة الإعدام في التاسع من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1981.
- فرض ضرائباً على الثروات الكبيرة، تحديد المدة القانونية للشغل بـ39 ساعة أسبوعية، رفع مدة العطلة المدفوعة إلى خمسة أسابيع سنوية في عام 1981.
- مضاعفة ميزانية وزارة الثقافة ورفع ميزانية البحث بـ 512 في المئة، وميزانية وزارة التشغيل بـ 112 في المئة، وميزانية وزارة السكن بـ 37 في المئة في عام 1982.
- تأميم البنوك والمجموعات الصناعية الكبرى في الحادي عشر من شهر شباط/فبراير عام 1982.
- أصدر قانوناً يسمح للعمال بانتخاب مسؤولين لصناديق الضمان الاجتماعي، وذلك في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1982.
- قانون تكافؤ الفرص في العمل، أصدره في عام 1983، حظر بموجبه جميع أشكال المعاملة غير المتساوية بين العمال.
- أصدر مرسوماً في شهر كانون الثاني/يناير عام 1984، يسمح للحكومة بمنح مساعدات مالية للشركات لتطبيق المساواة بين الموظفين في الأجور.
- أصدر قانوناً في عام 1984، يسمح للمرأة المطلقة غير العاملة بمطالبة زوجها بدعمها مادياً.
- أصدر قانوناً يسمح بإنشاء وسائل إعلام خاصة (صحف، قنوات، إذاعات)، وذلك في عام 1984.
- أصدر قراراً باعتماد النسبية في انتخابات الجمعية الوطنية الفرنسية في عام 1985، وبدأ تطبيقه في انتخابات الجمعية الوطنية في عام 1986.
- افتتح مدينة العلوم والصناعة في باريس، عام 1986.
- أصدر قانوناً ألغى بموجبه فصل العمال تعسفياً، في عام 1986.
- افتتح معهد العالم العربي في باريس، عام 1987.
- افتتح الهرم الزجاجي في متحف اللوفر، في عام 1988.
- أصدر قانوناً ألغى بموجبه الرقابة على المصارف، في عام 1990.
- عيّن إديث كريسون في منصب رئاسة مجلس وزراء في عام 1991، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ فرنسا.
- أصدر قانوناً حدّد بموجبه الخدمة الإلزامية بعشرة أشهر فقط، في عام 1991.
- أصدر قانوناً يسمح للحكومة بتمويل الأحزاب، في عام 1993.
- افتتح المكتبة الوطنية في فرنسا، في الثلاثين من شهر آذار/مارس عام 1993.
- افتتح جسر النورماندي، في العشرين من كانون الثاني/يناير عام 1993.
السياسة الخارجية لفرانسوا ميتران
- توترت علاقات فرنسا مع الاتحاد السوفيتي؛ نتيجة إبعاد الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران سبعة وأربعين دبلوماسياً سوفيتياً في عام 1982، بعد أن اتهمته فرنسا بالتجسس لصالح الاتحاد السوفيتي.
- انتقد حصار الولايات المتحدة الأمريكية لكوبا، في عام 1982.
- أرسل قوات عسكرية إلى لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1983، وعندما قُتل خمسة وثمانين من جنوده على يد المقاومة اللبنانية في شهر تشرين الأول /أكتوبر عام 1983 زار الرئيس فرانسوا ميتران لبنان، لتفقد جنوده المتبقين على قيد الحياة.
- أكد حق إسرائيل في العيش، داعياً لاحترام حقوق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وذلك خلال زيارته إسرائيل في عام 1983.
- أنهى التعاون الفرنسي مع العراق حول الطاقة النووية، في عام 1983.
- أيّد انضمام إسبانيا والبرتغال لعضوية الجماعة الأوروبية، في عام 1986.
- قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في شهر تموز/ يوليو عام، 1987 بعد رفض السفارة الإيرانية تسليم مترجم في السفارة مشتبه في ضلوعه في موجة من الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا في عام 1986.
- دعم توحيد ألمانيا، في عام 1990.
- وقع اتفاقية شينغن في عام 1990، التي تسمح بحرية تنقل مواطني الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من دون جواز سفر.
- شارك ميتران بصفته ممثلاً عن فرنسا في إنشاء البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير.
- أدان فرانسوا ميتران غزو صدام حسين للكويت في الثاني من شهر آب/أغسطس عام 1990، بما عرف باسم (حرب الخليج الثانية)، وعمل في اتجاهين:
- الاتجاه الأول، أمر الجيش الفرنسي بالاستعداد لعملية عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية لإخراج صدام حسين من الكويت.
- الاتجاه الثاني، محاولة حل الصراع دبلوماسياً، من خلال إقناع الرئيس العراقي صدام حسين بالانسحاب من الكويت.
وعندما فشل الخيار الثاني، أرسل الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران إلى الكويت للانضمام إلى التحالف الدولي لإخراج العراق من الكويت، وهو ما حصل في عام 1991.
- أرسل قوات عسكرية إلى رواندا إثر اندلاع حرب فيها عام 1990 بين السلطات والمتمردين، وانتهت هذه الحرب في عام 1993 بتوقيع اتفاقات أروشا، التي تشمل دمج جيوش كلا المتحاربين وتشكيل حكومة مشتركة. ثم غادر الجنود الفرنسيين البلاد، ولكن بعد فشل الاتفاق نفذّت القوات الفرنسية بأمر من الرئيس فرانسوا ميتران ما اسمته (عملية الفيروز)، في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يونيو عام 1994.
- وقع اتفاقية ماستريخت في السابع من شهر شباط/فبراير عام 1992، التي مهدت لتشكيل الاتحاد الأوروبي.
- شارك في (قمة الأرض) حول التغير المناخي في العالم، والتي انعقدت في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل في عام 1992.
- دعم الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران تدخل حلف شمال الأطلسي في الحرب بين السلطات والمتمردين بيوغسلافيا في عام 1994، وأرسل قوات ضمن إطار قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام إلى يوغسلافيا في عام 1995.
مؤلفات فرانسوا ميتران، كتبه وتكريمه
ألف فرانسوا ميتران العديد من الكتب، هي:
- الحقيقة التي أعرفها: من القطيعة إلى الوحدة (Ma part de verity: de la rupture à l"unité)، صدر في عام 1969.
- النحلة والمهندس المعماري (abeille et l"architeche "l)، صدر في عام 1978.
- هنا والآن (Ici et maintenant)، صدر في عام 1980.
- سياسة (politique)، صدر في عام 1984.
- تأملات في السياسة الخارجية لفرنسا (Réflexions sur la politique étrangère de la France)، صدر في عام 1986.
- الذاكرة في صوتين (Mémoire à deux voix)، صدر في عام 1995.
- ذكريات توقف (Mémoires interrompus)، ألمانيا وفرنسا (De l’Allemagne, de la France)، صدر في عام 1996.
تكريم فرانسوا ميتران
حصل فرانسوا ميتران على العديد من الجوائز، منها:
- وسام "الفرانيسك"، منحه إياه رئيس حكومة فيشي الجنرال بيتان في عام 1943.
- وسام الاستحقاق من الجمهورية الإيطالية برتبة فارس، في شهر تموز/يوليو عام 1982.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة واسيدا اليابانية، في عام 1982.
- وسام الصقر والصليب من أيسلندا، في الثاني عشر من شهر نيسان/أبريل عام 1983.
- وسام الأمير هنري من البرتغال، في التاسع والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر عام 1983.
- وسام الحرية من البرتغال، في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1987.
- وسام من الفلبين، في الحادي عشر من شهر تموز/يوليو عام 1989.
- وسام الصليب الأكبر من هولندا، في عام 1991.
- وسامي الصليب الأكبر ورأس الرجاء الصالح، من جنوب أفريقيا في عام 1994.
- وسام برتبة فارس من السويد، في الحادي عشر من شهر أيار/مايو عام 1984.
- حصل على جائزة شارلمان الدولية، في عام 1988.
- دكتوراه فخرية من جامعة لييج البلجيكية، في عام 1992.
وفاة فرانسوا ميتران
توفي ميتران في الثامن من شهر كانون الثاني/يناير عام 1996 إثر إصابته بسرطان البروستات، ودفن في مسقط رأسه جيرانت.
في الختام.. يعد فرانسوا ميتران من أهم الرؤساء الذين حكموا فرنسا، قدّم الكثير من القوانين في السياسة الداخلية (كإلغاء عقوبة الإعدام، دعم التعليم، تحديد ساعات العمل الأسبوعية)، وفي السياسة الخارجية تدخلت فرنسا في عهده في أربع دول شهدت حروباً (لبنان، الكويت، رواندا، يوغسلافيا)، لكن ذلك لم يمنعه من تأليف العديد من الكتب لتضيف إرثاً ثقافياً لتاريخه، إضافةً لمسيرته السياسية.