الرئيس الأفغاني السابق يعتذر لمواطنيه عن مغادرة البلاد بشكل مفاجئ
خلال بيان نشره على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أمس الأربعاء، اعتذر الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، للشعب الأفغاني بعد فراره للاحتماء في الإمارات العربية المتحدة. وقال إن "مغادرة كابول كانت أصعب قرار في حياتي" ، مضيفاً أنه يشعر بالأسف لأنه "لم يستطع إنهاء الأمر بشكل مختلف".
يُذكر أن أشرف غني كان قد غادر أفغانستان فجأة مع تقدم مقاتلي طالبان في العاصمة في 15 أغسطس. قال إنه لم يكن ينوي التخلي عن شعبه لكن "هذا كان السبيل الوحيد" كما نفى مرة أخرى المزاعم بأنه سافر إلى الإمارات بحوالي 169 مليون دولار، ما يُعادل 123 مليون جنيه إسترليني، وهو ما نفاه سابقاً أيضاً قائلاً إنه "لم يُسمح لي حتى بخلع حذائي وارتداء حذاء آخر".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كتب الرئيس الأفغاني السابق: "غادرت بناء على طلب من أمن القصر، الذي نصحني بأن بقائي هو مجازفة وسيؤدي إلى انطلاق القتال من شارع إلى شارع، وأن هذا سيُعيد ما عانت منه المدينة خلال الحرب الأهلية في التسعينيات"، مضيفاً أنه فعل ذلك من أجل إنقاذ كابول ومواطنيها الستة ملايين. موضحاً إنه لم يكن أمامه خيار سوى مغادرة البلاد لتجنب انتشار العنف.
أضاف أشرف غني إنه كرس 20 عاماً لمساعدة أفغانستان على أن تصبح دولة ديمقراطية مزدهرة وذات سيادة، واختتم قائلاً: "الآن أشعر بأسف عميق لأن الجزء الخاص بي انتهى بمأساة مماثلة لأسلافي".
الساعات الأخيرة للحكومة الأفغانية
الرئيس الأفغاني السابق البالغ من العمر 72 عاماً، والذي واجه انتقادات شديدة من السياسيين الأفغان الآخرين لمغادرته البلاد، قال إنه سيتحدث عن الأحداث التي أدت إلى مغادرته في المستقبل القريب.
يُذكر أنه في 18 أغسطس وعلى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال السيد غني إنه "أجبر" على مغادرة أفغانستان من قبل فريقه الأمني لأنه كان في خطر حقيقي وكان سيتم إلقاء القبض عليه وقتله، فقال إنه عندما دخلت طالبان القصر الرئاسي في كابول، "بدأوا يبحثون عني من غرفة إلى أخرى".
سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان
يُذكر أن حركة طالبان المتطرفة دينياً، كانت قد حكمت أفغانستان سابقاً منذ عام 1996 وحتى 2001، وكانت قد فرضت قواعد متطرفة وصارمة، كان مُقاتلو حركة طالبان نجحوا في دخول العاصمة الأفغانية وقصر الرئاسة الشهر الماضي، بعد فرار رئيس البلاد، أشرف غني. إثر هذا، قامت العديد من الدول بإجلاء بعثاتها الدبلوماسية من دولة أفغانستان، بعدما نجحت العناصر التابعة لحركة طالبان في إحكام سيطرتها على العاصمة كابول.
أشارت تقارير صحافية إلى أن الرئيس الأفغاني تعرض لانتقادات حادة إثر مغادرته البلاد، بعد دخول حركة طالبان إلى كابول، خاصة وقد رافقه في الرحيل عدد من كبار المسؤولين الأفغان، ليحاول بعدها الآلاف من المواطنين الأفغان الفرار من البلاد بأي طريقة، جعلتهم مُحاولاتهم اليائسة يتشبثون بأجنحة الطائرات الأمريكية والطيران معها، قبل سقوطهم من السماء في مشهد مؤلم.
أما عن الموقف الأمريكي، فيقول الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال خطاب لشعبه: "عندما توليت منصبي، ورثت صفقة تفاوض عليها الرئيس ترامب مع طالبان. وبموجب اتفاقه، ستنسحب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول الأول من مايو 2021، بعد ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أشهر بعد توليي منصبي.
كانت القوات الأمريكية قد انسحبت بالفعل خلال إدارة ترامب من حوالي 15500 جندي أمريكي إلى 2500 جندي في البلاد، وكانت طالبان في أقوى حالاتها عسكرياً منذ عام 2001. كان الخيار الذي كان عليّ القيام به، كرئيس لكم، هو إما متابعة هذا الاتفاق أو الاستعداد للعودة إلى قتال طالبان.
لم يكن هناك وقف لإطلاق النار بعد الأول من مايو. ولم يكن هناك اتفاق لحماية قواتنا بعد الأول من مايو. ولم يكن هناك استقرار للوضع الراهن دون وقوع ضحايا أمريكيين بعد الأول من مايو.
لم يكن هناك سوى الواقع البارد المتمثل إما في متابعة اتفاق سحب قواتنا أو تصعيد الصراع وإعادة إرسال آلاف القوات الأمريكية إلى القتال في أفغانستان، والاندفاع إلى العقد الثالث من الصراع".
أضاف بايدن قائلاً: "لا يمكن للقوات الأمريكية ولا ينبغي لها أن تقاتل وتموت في حرب لا ترغب القوات الأفغانية في خوضها من أجل نفسها".
محاورات سابقة بين بايدن وأشرف غني
يُضيف بايدن: "عندما استضفت الرئيس أشرف غني في البيت الأبيض في يونيو، ومرة أخرى عندما تحدثت عبر الهاتف إلى غني في يوليو، أجرينا محادثات صريحة للغاية. تحدثنا عن الكيفية التي يجب أن تستعد بها أفغانستان لخوض حروبها الأهلية بعد رحيل الجيش الأمريكي، لإزالة الفساد في الحكومة حتى تتمكن الحكومة من العمل لصالح الشعب الأفغاني. تحدثنا باستفاضة عن ضرورة توحد القادة الأفغان سياسياً.
لقد فشلوا في فعل أي من ذلك. حثثتهم أيضاً على الانخراط في الدبلوماسية، والسعي إلى الوصول لتسوية سياسية مع طالبان. تم رفض هذه النصيحة بشكل قاطع. أصر السيد غني على أن القوات الأفغانية ستقاتل، لكن من الواضح أنه كان مخطئاً.
لذلك فأنا أسأل أولئك الذين يجادلون بأنه يجب علينا البقاء: كم من الأجيال الأخرى من بنات وأبناء أمريكا تريدون أن أرسلهم لمحاربة الأفغان، وتحمل الحرب الأهلية في أفغانستان عندما لا تفعل القوات الأفغانية ذلك؟ كم عدد الأرواح التي يجب بذلها؟ هل الأمر يستحق؟"