الذكاء العاطفي ما هو وما أهميته للنجاح وكيف يمكنك تنميته
تُعدّ القدرة على التعبير عن المشاعر والتحكم فيها أمراً ضرورياً للتواصل الفعّال مع الآخرين وتحقيق النجاح في الحياة. من ناحية أخرى تكون القدرة على فهم مشاعر الآخرين وتفسيرها والاستجابة لها أمراً هاماً في الحفاظ على العلاقات
الذكاء العاطفي أو القدرة على التعبير عن المشاعر والتحكم فيها والتعامل معها أمراً ضرورياً للتواصل الفعّال مع الآخرين وتحقيق النجاح في الحياة. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على الذكاء العاطفي وكيفية تنميته.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو الذكاء العاطفي؟
تُعدّ القدرة على التعبير عن المشاعر والتحكم فيها أمراً ضرورياً للتواصل الفعّال مع الآخرين وتحقيق النجاح في الحياة، من ناحية أخرى تكون القدرة على فهم مشاعر الآخرين وتفسيرها والاستجابة لها أمراً هاماً في الحفاظ على العلاقات خاصة العلاقات الوثيقة بين الزوجين أو أفراد الأسرة الواحدة. تخيل أنه لا يمكنك أن تفهم شعور صديقك بالحزن أو غضب زميلك في العمل، هذا يجعل التواصل أكثر صعوبة ورُبما يُزيد من التصادم والمشاحنات.
يشرح علماء النفس الذكاء العاطفي بأنه هذه القدرة على فهم المشاعر والتعامل معها، ويقترح الخبراء أن الذكاء العاطفي يمكن أن يكون أكثر أهمية من معدل الذكاء في نجاحك العام في الحياة. يُشير الذكاء العاطفي الذي يُعرف اختصاراً بالأحرف (EI)، إلى القدرة على إدراك العواطف والتحكم فيها وتقييمها.
يشتمل الذكاء العاطفي على مجموعة من المهارات والسلوكيات التي يمكن تعلمها وتطويرها. هناك بعض العلامات التي تدل على الأشخاص الذين يعانون من انخفاض معدل الذكاء العاطفي وأولئك الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الذكاء العاطفي.
الأشخاص الذين يعانون من انخفاض EQ كثيراً ما يشعرون أنه يساء فهمهم، ينزعجون بسهولة، لديهم دوماً مشاكل في أن يكونوا حازمين. أما الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي فهم يستطيعون بسهولة إيجاد الروابط بين مشاعرهم وكيف يتصرفون، كما أنهم يستطيعون أن يحافظوا على هدوئهم واتزانهم في المواقف العصيبة، كذلك فهم قادرون على التأثير على الآخرين لتحقيق هدف مشترك، بالإضافة إلى قدرتهم على التعامل مع الأشخاص الصعبين بلباقة ودبلوماسية.
هناك العديد من الاختبارات التي يُمكنها قياس مستويات الذكاء العاطفي. تنقسم هذه الاختبارات عمومًا إلى نوعين: اختبارات التقرير الذاتي واختبارات القدرة.
تُعدّ اختبارات التقرير الذاتي هي الأكثر شيوعًا لأنها أسهل في الإدارة والنتيجة. في مثل هذه الاختبارات، يرد المستجيبون على الأسئلة أو العبارات بتصنيف سلوكياتهم. على سبيل المثال، في عبارة مثل "غالبًا ما أشعر أنني أفهم كيف يشعر الآخرون"، قد يصف المتقدم للاختبار موقفه من العبارة بأنه غير موافق أو غير موافق إلى حد ما أو موافق أو موافق بشدة.
بينما تتضمن اختبارات القدرة جعل الأشخاص يستجيبون للمواقف ثم تقييم مهاراتهم. غالبًا ما تتطلب مثل هذه الاختبارات من الأشخاص إثبات قدراتهم، والتي يتم تصنيفها بعد ذلك من قبل طرف ثالث.
أهمية الذكاء العاطفي
هناك عدد من الجوانب التي تُمثل أهمية الذكاء العاطفي، ومنها:
- الوعي الذاتي: المقصود بالوعي الذاتي هو القدرة على التعرف على المشاعر والمحفزات العاطفية ونقاط القوة والضعف والدوافع والقيم والأهداف وفهم كيفية تأثيرها على أفكار الفرد وسلوكه. إذا كنت تشعر بالتوتر أو الانزعاج أو عدم الإلهام، فمن المهم أن تأخذ حينها الوقت الكافي للتحقق من نفسك والتحقق من سبب شعورك بهذه الطريقة. عندما تكون قادرًا على تصنيف المشاعر وفهم سببها، ستصبح في وضع أفضل بكثير لمعالجة المشكلة باتخاذ الإجراء المناسب.
- الإدارة الذاتية: الإدارة الذاتية هي القدرة على تنظيم عواطف الفرد. يُعاني الجميع، بما في ذلك أولئك الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الذكاء العاطفي، من حالات مزاجية سيئة ودوافع وعواطف سلبية مثل الغضب والتوتر، لكن الإدارة الذاتية هي القدرة التي تُمكنهم من التحكم في هذه المشاعر بدلاً من جعلها تتحكم فيك. قد يعني هذا تأخير الاستجابة للمواقف شديدة التوتر أو العدوانية.
- التحفيز: الدافع هو في الأساس ما يدفعنا إلى اتخاذ الإجراءات. عندما نواجه انتكاسات وعقبات، فإن التحقق من دوافعنا هو ما يلهمنا لمواصلة المضي قدماً. من المرجح أن يكون أولئك الذين لديهم حافز منخفض عازفين عن المخاطرة، ولا يستطيعون مواجهة المشكلات أو البحث عن حلول لها. في أماكن العمل، قد يؤدي افتقار بعض الأشخاص إلى الحافز إلى التعبير عن المشاعر السلبية حول أهداف وواجبات المشروع، والتي يمكن أن تؤثر على معنويات الفريق.
- التعاطف: التعاطف هو القدرة على التواصل عاطفيًا مع الآخرين ومراعاة مشاعرهم واهتماماتهم ووجهات نظرهم. إنه مهارة مهمة يجب امتلاكها عند التفاوض مع أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين والعملاء، حيث إنها تمكن المرء من توقع احتياجات الآخرين وردود أفعالهم. التعاطف ضروري أيضًا لتحقيق التناغم بين فريق العمل. تؤدي ملاحظة الاحتياجات العاطفية للأشخاص الذين تعمل معهم والاستجابة لها إلى خلق بيئة عمل سعيدة.
- إدارة العلاقات: تتمحور إدارة العلاقات حول المهارات الشخصية، وهي قدرة الفرد على بناء ثقة حقيقية وعلاقة واحترام من الزملاء. يستطيع المدير الذي يتمتع بمهارات إدارة العلاقات المتميزة إلهام أعضاء فريقهم وتوجيههم وتطويرهم، مما يؤثر بشكل كبير على أداء الفريق وإنتاجيته.
خطوات تنمية الذكاء العاطفي
من خطوات تنمية وتحسين ذكائك العاطفي ما يلي:
- لاحظ كيف تتفاعل مع الناس، هل تتسرع في الحكم قبل أن تعرف كل الحقائق؟ هل تتحكم في أحكامك وقراراتك الصور النمطية؟ انظر بصدق إلى طريقة تفكيرك وتفاعلك مع الآخرين. حاول أن تضع نفسك في مكانهم وأن تكون أكثر انفتاحًا وتقبلًا لوجهات نظرهم واحتياجاتهم.
- انظر إلى تعاملك مع بيئة عملك، هل تبحث عن الاهتمام من الآخرين بإنجازاتك؟ يمكن أن يكون التواضع صفة رائعة، ولا يعني ذلك أنك خجول أو تفتقر إلى الثقة بالنفس. عندما تتدرب على التواضع، فأنت تقول أنك تعرف ما فعلته، ويمكنك أن تكون واثقًا بشأنه بهدوء. امنح الآخرين فرصة للتألق، ركز عليهم، ولا تقلق كثيرًا بشأن الثناء على نفسك.
- افحص كيف تتفاعل مع المواقف العصيبة، هل تشعر بالضيق في كل مرة يحدث فيها تأخير أو يحدث شيء ما بالطريقة التي لا تريدها؟ هل تلوم الآخرين أو تغضب منهم، حتى لو لم يكن ذنبهم؟ إن القدرة على الحفاظ على الهدوء والسيطرة في المواقف الصعبة هو أمر له أهمية بالغة في عالم الأعمال وخارجه. حافظ على عواطفك تحت السيطرة عندما تسوء الأمور.
- تحمل مسؤولية أفعالك، إذا جرحت مشاعر شخص ما فاعتذر بشكل مباشر، لا تتجاهل ما فعلته أو تتجنب الشخص. عادة ما يكون الناس أكثر استعدادًا للتسامح والنسيان إذا قمت بمحاولة صادقة لتصحيح الأمور.
- افحص كيف تؤثر أفعالك على الآخرين، إذا كنت على وشك أن تتخذ قراراً سيؤثر على الآخرين، فيجب أن تضع نفسك أولاً في مكانهم. وحاول أن ترى كيف سيشعرون إذا فعلت هذا؟ هل تريد هذه التجربة؟ إذا كان لا بد من اتخاذ الإجراء، فكيف يمكنك مساعدة الآخرين على التعامل مع الآثار؟
- تعرف على مشاعرك وقم بتسميتها، ما هي المشاعر التي تشعر بها الآن؟ هل يمكنك تسميتها؟ عندما تكون في موقف عصيب، ما هي المشاعر التي تنشأ عادة؟ كيف تتعامل مع هذه المشاعر؟ هل يمكنك التوقف وإعادة النظر في ردك؟ إن قضاء بعض الوقت في تسمية مشاعرك وتلطيف رد فعلك هو خطوة أساسية نحو الذكاء العاطفي.
- قراءة الأدب، تُشير الدراسات إلى أن قراءة الأدب ذي الشخصيات المعقدة يمكن أن يحسن التعاطف. تساعدنا قراءة القصص والروايات على التعرّف على وجهات نظر الآخرين واكتساب نظرة ثاقبة لأفكارهم ودوافعهم وأفعالهم، وهو ما قد يساعد في تعزيز وتنمية وعيك الاجتماعي.