الدولار يسجل أدنى مستوى في 5 أشهر بسبب الرسوم الأمريكية
انخفاض الدولار مع تصاعد التوترات التجارية إثر الرسوم الأمريكية الجديدة
شهد الدولار، تراجعا بشكل ملحوظ، اليوم الخميس، بسبب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية مشددة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة الأمر الذي تسبب في اضطراب الأسواق العالمية.
واتجه المستثمرون وسط تراجع الدولار نحو الملاذات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الأسواق تهتز بعد الإعلان عن الرسوم الجمركية
جاء إعلان ترامب بمثابة صدمة للأسواق، حيث فرض رسوماً جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، مع زيادات أكبر على بعض الشركاء الرئيسيين.
ومن المقرر أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ في 9 أبريل، مستهدفةً نحو 60 دولة، مما أثار مخاوف من تصعيد جديد للحرب التجارية التي قد تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي عالمي وارتفاع التضخم.
وتعليقًا على ذلك، قال آدم هيتس، رئيس إدارة الأصول المتعددة في Janus Henderson Investors: "هذه الخطوة تبدو وكأنها تكتيك تفاوضي، لكنها ستبقي الأسواق في حالة قلق خلال الفترة المقبلة".
هبوط الدولار وسط ارتفاع الين والفرنك
شهدت أسواق العملات تحركات كبيرة عقب الإعلان، حيث انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.49% إلى 0.6268 دولار أمريكياً، بينما تراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.2% ليصل إلى 0.5733 دولار أمريكياً.
في المقابل، ارتفع الين الياباني إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع، مسجلًا 147.39 ين للدولار، بينما بلغ الفرنك السويسري أقوى مستوياته في أربعة أشهر عند 0.8754 للدولار.
المخاوف من الركود تدفع المستثمرين نحو السندات
تزايدت المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، مما دفع المستثمرين نحو السندات، حيث تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 15 نقطة أساس لتصل إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر عند 4.04%.
كما زادت التوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.
وأثارت الرسوم الجمركية الجديدة ردود فعل قوية، حيث وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، هذه الخطوة بأنها "ضربة كبيرة للاقتصاد العالمي"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ إجراءات مضادة إذا لم تنجح المفاوضات مع واشنطن.
تراجع واسع للدولار مقابل العملات العالمية
شهد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية، انخفاضًا إلى 102.98، وهو أدنى مستوى له منذ منتصف أكتوبر، مسجلًا تراجعًا بأكثر من 4% منذ بداية العام.
ورأى فاسو مينون، المدير التنفيذي لاستراتيجية الاستثمار في OCBC، أن هذه الإجراءات ستؤثر سلبًا على الاقتصاد الأمريكي أكثر مما تتوقعه الأسواق، لكنه أشار إلى أن الموقف قد لا يكون كارثيًا، خاصة إذا أبدى ترامب مرونة في المفاوضات.
في المقابل، ارتفع اليورو بنسبة تقارب 1% ليصل إلى 1.0950 دولاراً، وهو أعلى مستوى له في أسبوعين، بينما سجل الجنيه الإسترليني ارتفاعًا بنسبة 0.66% ليصل إلى 1.3097 دولار، وهو أقوى مستوى له في خمسة أشهر.
العملات الآسيوية تتراجع
لم يكن هناك تفاؤل في الأسواق الآسيوية، حيث تراجع اليوان الصيني إلى أدنى مستوى له منذ 13 فبراير، كما سجل اليوان الخارجي أدنى مستوياته في شهرين.
كما انخفضت عملات ماليزيا وكوريا الجنوبية وتايلاند، في حين هبطت العملة الفيتنامية إلى مستوى قياسي جديد.
أما البيزو المكسيكي والدولار الكندي، وهما عملتا أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، فقد حافظا على استقرارهما خلال التعاملات الآسيوية، حيث لم تشمل الرسوم الجديدة المعلنة يوم الأربعاء المزيد من السلع المستوردة منهما، بعد أن خضعا سابقًا لرسوم جمركية بنسبة 25%.