الدكتور محمود محفوظ رائد علاج السرطان في مصر

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 16 فبراير 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 10 مايو 2022
مقالات ذات صلة
نجيب باشا محفوظ رائد طب النساء والولادة في مصر
العالم الدكتور مصطفى محمود والإيمان
الدكتورة مريم مطر.. رائدة علم الوراثة في الإمارات

حبه للعلم وشغفه بالطب وعلاج المرضى جعله واحد من أهم الأطباء في مصر والشرق الأوسط، وشغل مناصب طبية وإدارية عديدة، ولعل أهمها وزارة الصحة، إنه الدكتور محمد محفوظ وزير الصحة الأسبق ورائد علاج السرطان.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

نشأة الدكتور محمود محفوظ

ولد محمود محمد محفوظ في محافظة أسيوط عام 1923، وولد في كنف عائلة كبيرة تتكون من ثمانية أبناء وعشرة بنات، وتوفيت أمه بعد عام ونصف فقط من ولادته والتحق بروضة الأطفال بمدرسة أدنبية في مدينة حلوان، اسمها "مدرسة الأب المقدس".

ولكن خوفًا منه على الابتعاد عن الدين قرر أبوه أن ينقله إلى المدرسة الابتدائية بحلوان، وبعدها انتقل إلى المدرسة الابتدائية بأسيوط عام 1934، ثم درس محفوظ في المدرسة الثانوية بحلوان عام 1939، وبعدها درس في مدرسة الإبراهيمية الثانوية بمدينة القاهرة.

تزوج محمود محفوظ من ابنة رئيس وزراء مصر السيد أحمد نجيب الهلالي باشا، الذي كان رئيسًا للوزراء قبل الثورة، وكان من الطلاب المتفوقين في دفعته، وهو ما أهله ليدخل كلية الطب في جامعة فؤاد الأول، وبسبب تفوقه سافر إلى إنجلترا للحصول على الزمالة هناك.

وبالفعل تمكن من الحصول على زمالة الكلية الملكية لأطباء الأشعة بلندن، وذلك عام 1956،  وتخصص في مجال العلاج بالأشعة، ولم يكن هناك في مصر آنذاك طبيب متخصص في مجال العلاج بالأشعة.

وهكذا كان محفوظ من رواد العلاج بالأشعة، ولُقب حينها برائد علاج السرطان، وتقلد مكانة كبيرة بين أقرانه من الأطباء.

عُرض على محفوظ أن يعمل استشاريًا في إنجلترا، ولكن حبه لوطنه جعله يرفض، وقرر أن ينقل التكنولوجيا الحديثة في العلاج بالأشعة الموجود في إنجلترا إلى مصر.

وبعد عودته إلى مصر عُين محفوظ مدرسًا بقسم الأشعة، وكان محفوظ من أوائل من شجع على عمل مركز متخصص للعلاج الإشعاعي للسرطان.

وبالفعل في عام 1964 تم استحداث مركزًا للعلاج الإشعاعي للسرطان داخل القصر العيني، والطب النووي، كما أنشئ محفوظ معمل البيولوجية الجزئية وبهذا الشكل كوًّن حالة من التكامل بين البيولوجية الجزئية، والإشعاعية، وبين المواد الكيميائية أيضًا.

وكان هدف محفوظ عند إنشائه لهذا المركز هو علاج  السرطان بالإشعاع، وأيضًا تقديم العلاج للمصابين في الحوادث الإشعاعية في مصر، بدلًا من سفرهم إلى فرنسا أو إلى إنجلترا.

شاهد أيضًا: دور التغذية في الوقاية من السرطان

إنجازاته والمناصب التي تولاها

كان التدرج العلمي والوظيفي لمحفوظ مبهرًا جدًا، فبدأ أولًا مدرسًا للأشعة الطبية عام 1952، وبعدها أصبح عضوًا باللجنة الطبية لاستخدامات الذرة في القصر العيني عام 1958.

وفي عام 1962 أصبح محفوظ مستشارًا طبيًا لمؤسسة الطاقة الذرية، وبعدها بأعوام وتحديدًا عام 1968 أصبح أستاذًا للعلاج الإشعاعي والطب النووي.

ومن ثم عُين محفوظ  وزيرًا للصحة بين أعوام 1972 و1974، وأيضًا شغل منصب رئيس وحدة تطبيقات الحاسب بمعهد الإحصاء بجامعة القاهرة وذلك عام 1975.

شغل محفوظ أيضًا منصب رئيس مركز القصر العيني لعلاج الأورام والطب النووي، وذلك عام 1979.

فضلًا عن تقلده مناصب هامة في الجامعات المصرية، ومنها عضو مجلس كلية الطب بأسيوط عام 1982، وعضو مجلس كلية الطب بالمنيا عام 1983.

كذلك شغل محفوظ منصب عضو مجلس إدارة مؤسسة الطاقة الذرية، ونائب رئيس مجلس بحوث الصحة، والدواء بأكاديمية البحث العلمي.

لم يكتف محفوظ بتقلد المناصب العلمية، وإنما كانت له أيضًا نشاطات اجتماعية لها دور إيجابي في المجتمع، حيث شغل منصب رئيس مجلس إدراة جمعيات الهلال الأحمر.

كما أنه كان رئيس مجلس إدارة الجمعية  المصرية لقرى الأطفال، ورئيس مجلس إدارة دار الحرية للطباعة والنشر، حيث كتب فيها العديد من المقالات الطبية.

أيضًا كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة الجمعية  المصرية للطب النووي، والأشعة، وشغل منصب رئيس لجنة الحضارة الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

كل هذه المناصب جعلته يحصل أيضًا على أوسمة مختلفة، حيث حصل على وسام الجمهورية من  الطبقة الأولى وذلك في عام 1974.

كما حصل على أوسمة عالمية، ومنها وسام الليجون دي هوينير في فرنسا، وحصل على جائزة الدولة التقديرية أكثر من مرة وأخرها عام 2003.

شاهد أيضًا: أهم العلامات التحذيرية من السرطان

محمود محفوظ وزيرًا للصحة

كان لمحفوظ دورًا هامًا كوزير للحصة، حيث شغل هذا المنصب في وقت حساس جدًا، وهي فترة حرب أكتوبر 1973.

ومن أبرز الأدوار التي قام بها محفوظ كمسؤول في الدولة في وقت حساس أنه حث المواطنين على التبرع بالدم، وذلك لتوفير دم لمصابي الحرب.

أيضًا قام محفوظ بجمع ثلاجات الدم في جميع مراكز التبرع بالدم في كل مناطق الجمهورية وأرسلها إلى مناطق الحرب والمستشفيات العسكرية.

وذكر في أحد اللقاءات أن كل ثلاجات الدم بداية من سواحل البحر المتوسط حتى مدينة أسوان كانت ممتلئة، لذا كان يرى أن حرب أكتوبر أيقظت أصالة الإنسان المصري، وإعادة الثقة فيه مرة أخرى.

وبسبب كثرة المقبلين على التبرع بالدم ظهر محفوظ في في تصريح كان غريبًا، ولكنه يدل على أصالة الشعب المصري، حيث قال:

"قبل المعركة أقول للناس من فضلكم يكفي تبرع بالدم؛ لأن جميع ثلاجات الدم في كل مراكز  ومدن جمهورية مصر العربية قد امتلأت بالكامل".

ومن نوادر محفوظ كوزير للصحة التي ذكرها كثيرًا في الكثير من اللقاءات الصحفية والحوارات أنه عند عودته من رحلة عمل لم يجد كبار المسؤولين في استقباله كالمعتاد.

وقبل أن يتحدث محفوظ تحدث إليه السكرتير الخاص به أنه لم يصبح وزيرًا للصحة، وأن تغييرًا وزاريًا حدث دون علمه.

كان محفوظ يهتم كثيرًا بوطنه وقضايا الصحة والطب في مصر، فكان متوهج الأفكار، ويفكر بعمق، وهو ما جعله مسؤول بارز في تاريخ مصر الحديث.

ليست فقط حياته العلمية كطبيب ووزيرًا للصحة هو ما أكسب محفوظ شهرة كبيرة، ولكن كونه مسؤول في فترة حرجة من حياة مصر، أثناء حرب أكتوبر، كما دوره الاجتماعي والفكري كانت سببًا هامًا لترسيخ اسمه ضمن أهم الشخصيات البارزة في مصر.

شاهد أيضًا: سرطان البروستاتا أعراضه وطرق الوقاية منه