الدفع مقابل التوثيق... تويتر تلغي علامات التوثيق الزرقاء المجانية
يرى إيلون ماسك أن العلامة الزرقاء علامة تمييز بين النخبة والعامة
أعلنت شركة تويتر عن إلغاء علامات التوثيق الزرقاء المجانية لدى جميع الحسابات بدءًا من اليوم السبت، ولن تصبح العلامة الزرقاء متاحة إلا بعد الاشتراك في خدمة "تويتر بلو" ودفع رسومًا تقدر ب8 دولارات شهريًا.
تستخدم العلامة الزرقاء في تويتر لتوثيق حسابات الشخصيات والمؤسسات في تويتر، وتم إطلاق هذه العلامة بداية من عام 2009، التي أصبحت فيما بعد من العلامات الأساسية، حيث جعلت منصة تويتر مكانًا آمنًا للسياسيين والنجوم والمنظمات للتعبير عن رأيهم.
لكن إيلون ماسك يرى عكس ذلك، فالعلامة الزرقاء بالنسبة له تقسم مستخدمي المنصة إلى قسمين، قسم المستخدمين العاديين وقسم آخر لأفراد النخبة المتميزين، لذا فإن أول قرار اتخذه بعد الاستحواذ على الشبكة هو إحداث تغييرات في "تويتر بلو" وهي النسخة المدفوعة من تويتر.
وفي النسخة الجديدة تم دمج العلامة الزرقاء، أو علامة التوثيق فيها، ولكن كانت هذه الخطوة غير موفقة وتحولت إلى إخفاق تام، فبعد ساعات من إعلان الدفع من أجل العلامة الزرقاء انتشرت الحسابات المزيفة بسرعة كبيرة، وانتحل أشخاص أسماء مشاهير أو شركات كبيرة.
وقد أدت بعض هذه الحسابات إلى عواقب وخيمة، إذ انخفضت قيمة سهم مجموعة صناعة الأدوية "إلي ليلي" بسبب إعلان نُشر على أحد الحسابات المزيفة التي انتحلت اسم الشركة.
كانت المحاولة الأولى بالنسبة لماسك غير موفقة، وفي مواجهة موجة الحسابات المزيفة، التي وصلت إلى تزييف اسمه شخصيًا، تراجع عن تلك الخطوة، وفي غضون ذلك أسس نظامًا للتحقق من هوية مشتركي هذه الخاصية.
جاءت هذه الخطوة بعد فوات الأوان، حيث غادر الشركة عدد كبير من المعلنين الرئيسيين وهو ما أثر بالسلب على عائدات المنصة.
ومنذ استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على الشركة نفذ عددًا من القرارات التي كان صداها سلبيًا، منها صرف عدد كبير من الموظفين، وإعادة تفعيل حسابات كانت محظورة على المنصة، وهو ما أدى إلى تسعير خطاب الكراهية عبر الإنترنت.
ردود أفعال المستخدمين
بعد قرار إيلون ماسك بالدفع مقابل العلامة الزرقاء خرجت العديد من الأصوات الرافضة للدفع، ومنها مؤسسات كبرى في أمريكا، أشهرها صحيفة "نيويورك تايمز" التي أعلنت أنها لن تدفع، وستفعل ذلك عندما يكون التوثيق ضرورًا للعمل الصحافي.
أما البيت الأبيض فقد أبلغ موظفيه أنه لن يدفع مقابل حاساباتهم الموثقة بعد اليوم، حيث أرسل البيت الأبيض رسالة عبر البريد الإلكتروني أبلغهم فيه أنه لن يدفع مقابل علامة التوثيق، علمًا أن تويتر أفاد سابقًا أن المنظمات الرسمية، مثل البيت الأبيض، يمكنهم الاحتفاظ بعلامة التوثيق الرمادية منهم الرئيس ونائب الرئيس.
أما جريدة "واشنطن بوست" أعلنت أنها ستنتظر لمعرفة نتائج هذا التغيير، وقد أعلنت وكالة فرانس برس أيضًا أنها تدرس الوضع حاليًا لتتخذ قرارًا حول هذا الشأن.
وقد اعترضت منظمات كبرى لهذا القرار، منهم الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار، الذي قال إن ماسك جعل تويتر منصة تتيح الرأي فقط للذين يدفعون بعد أن كانت منصة لتعزيز الوصول إلى المعلومات الموثوق بها.