الحزن يسيطر على منصات التواصل بسبب رحيل النجمة السورية ثناء دبسي
فقدت الساحة الفنية السورية والعربية أحد أبرز نجومها، وهي الفنانة ثناء دبسي
فقدت الساحة الفنية السورية والعربية أحد أبرز نجومها، وهي الفنانة ثناء دبسي، التي توفيت أمس الثلاثاء بتاريخ 20 نوفمبر 2024 عن عمر ناهز 83 عاماً، بعد معاناة مع المرض.
وفاة ثناء دبسي
ونعت نقابة الفنانين والوسط الثقافي السوري الراحلة ثناء دبسي، ووصفوها بأنها "أيقونة من أيقونات الفن السوري"، وأعربوا عن حزنهم العميق لفقدانها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء من نجوم الوطن العربي لوداع أشهر ممثلة سورية التى امتدت مسيرتها لأكثر من 60 عاماً.
وحرص العديد من النجوم السوريين على نعي الفنانة الراحلة ثناء دبسي وتقديم العزاء إلى أسرتها والفن السوري، ومن أشهر هؤلاء شكران مرتجى وسيف سبيعي وسلمي المصري وأمل عرفة وسلاف فواخرجي.
ومع حالة الحزن التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في رثاء الفنانة السورية الراحلة، تساءل العديد من النشطاء على من هي ثناء دبسي؟.
بداياتها في حلب
ولدت ثناء دبسي في مدينة حلب شمالي سوريا عام 1941، في أسرة محبة للفن والثقافة، وكانت تحب الغناء والرقص منذ صغرها، وتعلمت رقص السماح وغناء الموشحات والقدود الحلبية. وكانت تشارك في الحفلات المدرسية والنشاطات الفنية في مدينتها.
وفي أواسط خمسينيات القرن الماضي، شاركت ثناء دبسي مع أختها ثراء دبسي بالعروض التي كانت تقدمها فرقة مسرح الشعب على خشبة مسرح دار الكتب الوطنية في حلب. وكانت ثناء تلفت الأنظار بجمالها وموهبتها وحضورها المسرحي.
وانتقلت بعدها للمشاركة في أنشطة فنية كانت تنظمها فرقة نادي المسرح الشعبي في حلب، وتدربت على يد الموسيقي الراحل بهجت حسان، ما ساعدها على تطوير مهارات الإلقاء، فضلاً عن ولعها بقراءة الكتب ولا سيما في المسرح وعلم النفس الذي اعتمدت عليه في تحليل الشخصيات التي كانت تستند إليها.
تزوجت الفنانة ثناء دبسي الفنان سليم صبري، وهي أم الفنانة يارا صبري، وصهرها الفنان ماهر صليبي.
انتقالها إلى دمشق وتأسيس المسرح القومي
كانت ثناء دبسي تحلم بالانضمام إلى المسرح القومي في دمشق، الذي كان يعد حينها مشروعاً ثقافياً وطنياً هاماً ولذلك، تركت دراستها الثانوية وانتقلت إلى دمشق مع أختها ثراء للمشاركة في هذه الفرقة وانضمت إلى نقابة الفنانين السوريين في العام 1968، فكانت من أوائل الذين ساهموا في تأسيس المسرح القومي في سورية، وقدمت من خلاله أعمالاً مسرحية مهمة.
وخلال فترة الستينيات، قدمت ثناء دبسي أعمالا مسرحية متعددة، منها: "شيترا 1961، أبطال بلدنا 1961، الأشباح 1962، مروحة الليدي وندرسير 1962، رجل القدر 1962، مدرسة الفضائح 1963، لو رآنا الناس معاً 1964، هواية الحيوانات الزجاجية 1964، الشرك 1965، عرس الدم 1966"، وغيرها.
وكانت تتميز بأدائها المتقن والمتنوع، وتجسد شخصيات مختلفة، منها الكوميدية والدرامية والتاريخية والاجتماعية، وكانت تتعاون مع مجموعة من الفنانين والمخرجين البارزين، مثل سعد الله ونوس ودوريد لحام ونجاح حفيظ ونهاد قلعي وغيرهم.
مشاركتها في السينما والتلفزيون
لم تقتصر موهبة ثناء دبسي على المسرح فقط، بل امتدت إلى السينما والتلفزيون، حيث شاركت في أفلام ومسلسلات متنوعة، وأظهرت قدرة عالية على التحول بين الأدوار والأجواء.
وفي السينما، شاركت الفنانة الراحلة في أفلام: "المخدوعون 1972، اللجاة 1995، قيامة مدينة 1995، حدوتة مطر 2006، شوية وقت 2008"، وكانت تقدم في هذه الأفلام شخصيات ملتزمة بالقضايا الوطنية والإنسانية والاجتماعية، وتعكس واقع الحياة السورية بكل تفاصيلها.
وفي التلفزيون، اشتهرت ثناء دبسي في الدراما السورية، وقدمت أعمالاً متعددة، منها "أولاد القيمرية 1970، الشمس تشرق من جديد 1971، سيرة آل الجلالي 1972، البيت القديم 1973، القناع 1974، غزلان في غابة الذئاب 1975، قوس قزح 1976، الميراث 1977، وراء الشمس 1978"، وغيرها.
وكانت تتميز بأدائها الرصين والمؤثر، وتجسد شخصيات الأم الحنونة والمثابرة والمقاومة والتضحية، وترسم صورة مشرقة للمرأة السورية والعربية، فأصبحت أشهر أم سورية بالدراما، لذلك كان العديد من المخرجين يحاصرونها في هذا الدور، ولكنها كانت تحاول التغيير إلى أدوار كوميدية التي كانت تعشقها.
وكانت تتعاون مع نخبة من الفنانين والمخرجين والكتاب، مثل محمد مغنية وعبد اللطيف عبد الحميد ومروان بركات ومحمد عزيزية وممدوح عدوان ومنى واصف وعباس النوري وسلاف فواخرجي وغيرهم.
جوائزها وتكريماتها
نالت الراحلة الكبيرة ثناء دبسي خلال مسيرتها الفنية الغنية العديد من الجوائز والتكريمات، على المستوى المحلي والعربي والدولي. ومن أبرزها:
- جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية الأشجار تموت واقفة عام 1976
-جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل القناع عام 1985.
-جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل الزعيم عام 1994. -جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل بنات العيلة عام 2000. -كما تم تكريمها في مهرجان دمشق المسرحي عام 2004، وفي احتفالية الثقافة السورية عام 2020.