الحرافيش: البداية كانت رواية لتتحول إلى 6 أفلام ومسلسلين
على مر العقود كانت أعمال نجيب محفوظ الأدبية، سواءٌ الروايات أو القصص القصيرة، مصدراً لإلهام صنّاع السينما والدراما التليفزيونية.. ولعلّ المثال الأبرز هو رواية الحرافيش التي لم يستلهم منها عملٌ واحدٌ فقط بل نحو ستة أعمال، فتعالوا نتعرّف على الحرافيش بين الشاشة والكتاب.
الحرافيش لـ نجيب محفوظ
نشر نجيب محفوظ الرواية عام 1977 وقد جذبت بشخصياتها الثرية وأحداثها المتشابكة أنظار المخرجين ليصنعوا منها ستة (6) أفلام ومسلسلاً تليفزيونيّاً «جزأين»، فيما يلي نتعرف عليها
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فيلم الحرافيش
- إنتاج: 1986
- إخراج: حسام الدين مصطفى
- سيناريو وحوار: أحمد صالح
- بطولة: محمود ياسين، صفية العمري، ليلى علوي، ممدوح عبد العليم
- تناول الفيلم الحكاية الثالثة والعنوان الأصليّ للحكاية هو «الحبّ والقضبان».
تدور أحداث الفيلم حول «سليمان الناجي» ابن شمس الدين الناجي، الذي ورث الفتوة وحبّ الناس والعدل، فاستمرّ في مهنة العائلة كسائق كارو، ورضي بحياته البسيطة. غير أن ظهور سنية في حياته، وهي ابنة أحد الأعيان، قلب الأمور. سنية جميلةٌ بعكس زوجته فتحية، فيقرر أن يتزوّجها وتتبدّل حياته وقيمه بعد النعيم الذي يغرق فيه، ليبدأ عهداً جديداً من الفساد، كما تتبدّل العلاقة بين الشقيقين بكر وخضر. اكتفى الفيلم بتقديم الأحداث بشكل سطحي دون التفات إلى الأبعاد الإنسانية العميقة في الرواية.
فيلم المطارد
- إنتاج: 1985
- إخراج: سمير سيف
- سيناريو وحوار: أحمد صالح
- بطولة نور الشريف وسهير رمزي
- مأخوذٌ من الحكاية الرابعة التي تحمل الاسم نفسه «المطارد»
يدور الفيلم حول «سماحة الناجي» الذي يقوم بدوره نور الشريف، يتودّد سماحة للفتوة الجديد كي ينال رضاه. ويقع نور الشريف في حب فتاة لكنّ الفتوة كان يريد أن يتزوّجها، يتفق الحبيبان على الهروب ولكنّ الفتوة يقتل الحبيبة ويسند التهمة إلى نور الشريف الذي يهرب إلى منطقة بعيدة ويتدرّب فيها على أصول الفتونة. وبينما تنتهي هذه الحكاية في النص الأصلي بهروب سماحة مجدداً، قام السيناريست بإحداث بعض التغييرات وإدخال تفاصيل أخرى.
فيلم شهد الملكة
- إنتاج: 1985
- إخراج: حسام الدين مصطفى
- سيناريو وحوار: مصطفى محرم
- بطولة: نادية الجندي، فريد شوقي، حسين فهمي
- مقتبسٌ من الحكاية السادسة التي تحمل الاسم نفسه «شهد الملكة»
تدور الأحداث حول زهيرة البنت الجميلة المتمردة، التي تنتسب إلى آل الناجي. ويلعب بها الطموح فتأسر قلوب الفتوة ومأمور المركز والفسخاني والخباز، حتى تموت مقتولةً على يد زوجها الثاني محمد الفسخاني.
فيلم أصدقاء الشيطان
- إنتاج: 1988
- إخراج: أحمد ياسين
- سيناريو وحوار: إبراهيم الموجي
- بطولة: نور الشريف ومديحة كامل
- الفيلم مأخوذٌ من الحكاية السابعة من حكايات الحرافيش، حكاية «جلال صاحب الجلالة»
يدور الفيلم حول جلال، وهو ابن زهيرة من زوجها الأول عبده الفران. الذي عانى من معايرة الناس له بسبب سمعة أمه، فتحصّن منهم بأخلاقه الحميدة، وانصرف عن الفتوة إلى حب قمر.
غير أنّ الموت نال من قمر قبيل الزفاف، فسقط هو في أزمة وجودية دفعته إلى ضرب الفتوة، وسلب سلطته وإعادتها إلى نسل الناجي من جديد. لكنّه لم يسر على الصراط المستقيم وراح يفرض الضرائب ويبطش بالحرافيش، وأسرف في الملذات، كما يعزم على الانتصار على الموت متحالفاً مع الشيطان.
فيلم التوت والنبوت
- إخراج: نيازي مصطفى
- سيناريو وحوار: عصام الجمبلاطي
- بطولة: عزت العلايلي، تيسير فهمي، سمير صبري
- الفيلم مأخوذٌ من الحكاية العاشرة والأخيرة التي تحمل الاسم نفسه «التوت والنبوت»
يدور الفيلم حول «حليمة البركة»، التي هي من نسل عاشور، غير أنها تنتسب إلى أفقر فرع في العائلة، ولها ثلاثة أولاد يعيشون تحت وصاية حسونة السبع، الفتوة الظالم الذي لا يتوقف عن فرض الضرائب. وبسبب ضيق الحال، اضطرّ ضياء إلى أن يعمل حمّاراً، وأن تبيع الأمّ الترمس، بينما يختفي فائز ثم يعود محمّلاً بالمال الوافر.
لكنّ فائز ينتحر، فتكتشف الأسرة أن ابنها سارقٌ ومحتالٌ، وتضيع الأموال ويجبر عاشور على طلاق عزيزة التي يحبّها. غير أنّ عاشور لم ينهزم، بل يشحذ همم الحرافيش ليشكلوا قوةً ضخمةً تطيح بالفتوة ورجاله. ويرفض عاشور الفتونة، ويطلب من الحرافيش أن يكونوا أسياد أنفسهم.
فيلم الجوع
- إنتاج: 1988
- إخراج: علي بدرخان
- سيناريو وحوار: مصطفى محرم
- بطولة: سعاد حسني، عبد العزيز مخيون، محمود عبد العزيز
لجأ بدرخان إلى مزج القصص ليصنع قصّته المختلفة، فرسم بمعاونة مصطفى محرم وطارق الميرغني علاقةً بين أخّين صابر وفرج الجبالي، ويبدو صابر ذلك الأخ الضعيف المثاليّ مزيجاً من شخصيتي «قرة عيني» في القصة الخامسة و«فتح الباب» في القصة التاسعة المسمّاة سارق النغمة.
أما فرج الجبالي فهو الأخ القويّ، الفتوة، الذي تلهيه مفاتن الحياة وملذاتها فيظهر كأنه مزيجٌ من «سليمان الناجي»، و«جلال ابن الحرام» من الحكاية الثامنة «الأشباح».
الحرافيش على شاشة التليفزيون
وللدراما التليفزيونية أيضاً نصيبٌ من الحرافيش.. في عام 2002 عرض مسلسل السيرة العاشورية سيناريو وحوار محسن زايد وإخراج وائل عبد الله.
بطولة نور الشريف وإلهام شاهين، المسلسل مستلهمٌ من حكاية عاشور ناجي الذي يهرب مع أهله من الوباء أو الفرّة إلى الجبل والخلاء وحين يعود يجد جميع أهل الحارة قد ماتوا ويستولي على أحد البيوت الفخمة.
في الجزء الثاني الذي عرض عام 2005 تأتي حكاية شمس الجين ابن عاشور الناجي وهي الحكاية الثانية في حكايات الحرافيش. السيناريو والحوار لمحسن زايد والإخراج لخالد بهجت، بطولة هشام سليم وإلهام شاهين.
يدور المسلسل حول شمس الدين وهو الابن الوحيد لعاشور الناجي، وقد تمكّن من استرداد عرش والده، وراح ينهج نهجه، إلّا أن ماضي والدته «فلة» ظلّ يطارده.