الجزري.. العبقري الذي اخترع أول روبوت في التاريخ

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 01 ديسمبر 2020 | آخر تحديث: السبت، 13 أغسطس 2022
مقالات ذات صلة
هكذا اخترع الفرنسي باراكوت جاك أول مظلة هبوط في التاريخ
نجم المان يونايتد التاريخي يشيد بهذا العبقري المصري
روبوتات فتيات في مؤتمر الصين العالمي للروبوتات

هل تصدق وجود ساعة بها روبوت ونوافير ماء تعمل في أوقات محددة بشكل محدد في العصور الوسطى؟ لقد وجدت كل هذه الاختراعات وغيرها الكثير بفضل العالم المسلم بديع الزمان الجزري، العالم الذي قيل عنه أنه دافنشي الشرق.

العالم الذي استطاع بواسطة براعته في الاختراعات العلمية أن يصبح أحد أعظم المهندسين والميكانيكيين في تاريخ العام نتعرف عليه اليوم في السطور التالية والفيديو بأعلاه.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

الجزري:

هو بديع الزمان أَبو العز بن إسماعيل بن الرزاز الجزري الملقب بـ"الجزري"، عالم عربي مسلم وُلد عام 1136 في منطقة جزيرة ابن عمر الواقعة في الأقاليم السورية الشمالية على نهر دجلة.

أحد أعظم المهندسين والميكانيكيين في تاريخ العالم:

نبغ الجزري في العلوم الهندسية في سن مبكرة، حتى صار كبير المهندسين لدي سلاطين بني أرتوق في ديار بكر، حيث عمل على مخترعاته المدهشة، فقد اخترع مضخات رفع الماء، وساعات مائية ذات نظام تنبيه ذاتي، وآلات موسيقية.

كما اخترع ساعات مائية وساعات تتحرك بفتائل القناديل وآلات قياس ونوافير وآلات موسيقية وأخرى لرفع المياه، كما صنع إبريقاً جعل غطاءه على شكل طير يصفر عند استعماله لفترة قصيرة قبل أن ينزل الماء.

وله يُنسب اختراع التروس القطعية، وذراع الكرنك، واستخدام الكرات المعدنية للإشارة إلى الوقت في الساعة المائية.

السيفون:

ومن اختراعاته التي ما تزال تستعمل يوميا حتى الآن "السيفون" الذي نجده في الحمام، حيث لم يتغير كثيراً منذ أن صنع الجزري النموذج الأول منه، لكنه لم يستعمله للأغراض المعروفة الآن، بل لغسل اليدين.

آلات رفع الماء المعقدة:

لعل أبرز نقطة تحول في اختراعات الجزري هي أن جميع آلات رفع الماء المعقدة قبل تصميمه كانت تدور بقوة دفع الحيوانات، وليس بقوة الماء، وهو الذي وضع أساس الاستفادة من الطاقة الكامنة للمياه بشكل عملي.

الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل:

استمر الجزري في العمل على كتابه "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل" لمدة  25 عاماً. وقد صنف فيه الآلات إلى 6 فئات حسب الاستخدام وطريقة الصنع، وكان هذا أساساً للتصنيفات الأوروبية في عصر النهضة. ولا تزال نسخ الكتاب موجودة في  متاحف بوستون واللوفر والباب العالي.
وظل هذا الكتاب واحداً من  أهم ما كتب في القرون الوسطى عن الآلات الميكانيكية والهيدروليكية مدعوماً بالرسوم، لم تقتصر أهمية الكتاب على المعلومات الموجودة فيه فقد كان كذلك تحفة فنية، تميزت رسومه بدقة متناهية، ولمحات فنية واضحة، تمتع القارئ وتجذبه لمتابعة المعلومات الهائلة فيه، التي كتبت بلغة عربية بسيطة موجهة للعامة وغير المختصين.

يقول المؤرخ الشهير دونالد هيل عن الجزرى: "ليوناردو دافينشي الشرق رغم كون ذلك تصنيفاً خاطئاً لأن دافينشي أحري به أن يكون جزري الغرب".
وبينما كانت اختراعات دافينشي مجرد تصميمات على الورق، استطاع الجزري تنفيذ اختراعاته على أرض الواقع.

أول روبوت:

يعد أول تصميم للروبوتات هو ما ظهر في آلة ساعة القلعة للجزري، التي كانت تحوي فرقة موسيقية من الروبوتات التي تعمل بشكل ذاتي منتظم.

ومن الآلات الأخرى التي استعملت ما يشبه الروبوتات، ساعة الفيل الشهيرة والموجود منها نماذج حتى الآن في مول ابن بطوطة بدبي ومركز العلوم الإسلامية في فرانكفورت.

تتألف الساعة من فيل مزود بدلو من المياه من الداخل وبحركة هايدروليكية للمياه لا يراها أحد يتحرك راكب الفيل كل نصف ساعة ليضرب الفيل بالسوط ما يعمل كمنبه دال على انتهاء نصف ساعة.

وفاة الجزري:

توفى الجزري عام 1206 بنفس عام نشر كتابه الشهير مخلفاً إرثاً علمياً استفاد منه الكثيرين على رأسهم ليوناردو دافينشى الذى طور عمود المرفق بناء على ما توصل له الجزرى.

وظل الجزري مصدراً للإلهام العلمي في مختلف الثقافات، وقد قٌدم فيلماً وثائقيا عن حياته بعنوان "ألف ومئة اختراع ومكتبة الأسرار" عام 2010، أدى فيه دوره  الممثل البريطاني بن كنغزلي.