"الجرذ الشجاع" أنقذ حياة الآلاف في كمبوديا فحصل على أعلى تكريم
كرمت كمبوديا حيوانا قام بإنجاز كبير، من خلال تفكيك ألغام أرضية كثيرة. جرذ إفريقي عملاق نجح في اكتشاف 39 من الألغام الأرضية و28 من الذخائر غير المنفجرة في كمبوديا، من مخلفات الحرب الأهلية الطاحنة في البلاد، كما ذكرت شبكة بي بي سي.
واستطاع الجرذ "ماغاوا" تطهير مساحة واسعة وصلت إلى 141 ألف متر مربع، ليساهم بذلك في منع إصابات كثيرة كانت يمكن أن تحدث لسكان المنطقة التي نشط فيها. فكرمته مؤسسة "PSDA" المختصة بحماية شؤون الحيوانات، ومقرها بريطانيا، بمنحه ميدالية ذهبية، تعتبر، بحسب صحيفة ديلي ميل، مكافئة لوسام "صليب جورج" الذي يُمنح للشجاعة المدنية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتم تدريب ماغاوا من قبل منظمة بلجيكية غير حكومية تدعى "أبوبو" نتشط في تأهيل حيوانات للكشف عن الألغام ألأرضية. ولكن لم يسبق أن تم تكريم جرذ أو فأر ممن دربتهم المنظمة، لذلك فإن االقائمين عليها شعروا بالفخر بعد النجاح الذي حققه الجرذ ماغاوا.
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 4 ملايين و6 ملايين لغم أرضي زُرعت في كمبوديا، خلال الفترة بين عامي 1975 و1998، مما تسبب في سقوط أكثر من 64 ألف ضحية، كما تنقل صحيفة الغارديان البريطانية.
تدريب جرذ مثل ماغاوا على استكشاف الألغام الأرضية يستغرق نصف ساعة يوميا لمدة عام تقريبا، بعدها يكون جاهزا للبدء في مهمته الشجاعة.
ما يميز ماغاوا هو السرعة الفائقة والدقة في العمل، إذا يمكن له، وهو الذي يقترب الآن من سن التقاعد، تمشيط منطقة بمساحة ملعب تنس في غضون 30 دقيقة فقط واستشكاف كل الألغام فيها. وهي سرعة خارقة، إذا ما علمنا أن الإنسان الذي يستخدم جهاز الكشف عن المعادن يحتاج لأربعة أيام لإنجاز ذات المهمة، وفق الغارديان.
مسؤولة في المنظمة قالت إن ماغاوا سيستمتع الآن ببطيخة أو اثنتين خلال عطلة نهاية الأسبوع، قبل أن يعود إلى أداء واجبه ومواصلة إنقاذ حياة البشر.
وكانت الحكومة الكمبودية قد أعطت في 2013 الضوء الأخضر لهذا المشروع التجريبي لمنظمة "أبوبو" البلجيكية للمساعدة في مكافحة الألغام.
والمعروف أنلدى الجرذان جهاز شم قوي، تمكن الخبراء من استغلاله في الكشف عن حقول الألغام. ومازال البحث عن الألغام، يتم باليدين هناك، حيث يوجد أكثر من مليوني لغم أرضي، تشكل إرثاً مخيفاً للحروب الأهلية المتوالية في كمبوديا، قُتل بسببها أكثر من 19 ألف شخص وجُرح قرابة 44 ألف شخص منذ عام 1979.
ف.ي/ ع.ج