التفكير الإيجابي.. خطواته وأبرز فوائده النفسية والجسدية
نسمع كثيرا عن قصص مشاهير عانوا من خيبات الألم وانتقادات أقرب المقربين منهم قبل تحقيق النجاح، إلا أنهم واجهوا الصعوبات كذلك بالثقة والإيمان بالنفس حتى وصلوا لما أرادوا، ربما يتمتع هؤلاء بمهارات ومميزات مختلفة، إلا أن المؤكد هنا أن الميزة الأكبر لديهم هي القدرة على التفكير الإيجابي رغم كل الظروف.
تعريف التفكير الإيجابي
يعرف التفكير الإيجابي بأنه التمتع بالعقلية التي تجعل صاحبها دائما ما يركز على النقاط الإيجابية في كل ما يواجهه من أمور، حيث يبدو الشخص حينها ممتنا لكل الأشياء الجيدة التي يمتلكها، فيما لا يهتم بالبكاء على السلبيات التي يعاني منها، فقط يحرص على التعامل معها بالشكل الأمثل دون تهوين أو تهويل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لا يعاني أصحاب التفكير الإيجابي من التفكير الزائد في العقبات التي قد تواجههم في طريق النجاح، بل على العكس من ذلك ينظرون إليها باعتبارها تحديات تتطلب الصبر والكفاح، ولا تحتاج إلى الغضب والبكاء، ما يستدعي استعمال العقل دائما دون الوقوع في مصيدة السير وراء المشاعر وخاصة إن كانت سلبية.
فوائد التفكير الإيجابي
تبدو فوائد أو أهداف التفكير الإيجابي شديدة الأهمية والتنوع، ما بين فوائد نفسية وأخرى عضوية وجسدية، وفقا للكثير من الأبحاث والدراسات العلمية، حيث تدور الفوائد العضوية حول تقليل فرص المعاناة من كثير من الأمراض، التي تبدأ من نزلات البرد وتصل إلى ارتفاع ضغط الدم وربما أخطر الأزمات القلبية.
كذلك ينجح التفكير الإيجابي في تقليل إحساس صاحبه بالألم، فيما تبدو العقلية الإيجابية شديدة الأهمية للمرء عندما تساهم في إطالة العمر من واقع حمايتها للصحة من الأمراض.
على الجانب الآخر، يحقق التفكير الإيجابي مجموعة من الفوائد النفسية التي لا يستهان بها، حيث يساهم في زيادة القدرات الإبداعية ويحسن من مهارة حل المشكلات مهما بلغت صعوبتها، في ظل تصفية الذهن بالقدر الممكن.
يعمل التفكير الإيجابي أيضا على تحسين المزاج وزيادة القدرة على التكيف مع الأوضاع الصعبة، وهي أمور تؤدي في كل الأحوال إلى تقليل فرص المعاناة من الأمراض النفسية والتي يأتي الاكتئاب في مقدمتها.
خطوات التفكير الإيجابي
هناك الكثير من الخطوات التي يمكن لنا اتباعها من أجل اعتياد اللجوء إلى التفكير الإيجابي، ولأجل عدم الاستسلام للتفكير السلبي المدمر في كثير من الأحيان، حيث يتطلب الأمر في البداية مراقبة النفس لبعض الوقت لمعرفة طريقة تفكير الذهن.
إن كان العقل يميل إلى توقع الأسوأ وإلقاء اللوم على النفس عند وقوع أي خطأ وكذلك النظر للأمور باعتبارها بيضاء أو سوداء فقط، فعليك أن تبدأ في السيطرة عليه بأن تطرد الأفكار السلبية فورا من ذهنك لتستبدلها بأخرى إيجابية، ما يتحقق باعتياد التفكير المنطقي الخالي من الأفكار المسممة.
وبينما تعد الأفكار السلبية هي العدو الأول للتفكير الإيجابي، فإنه من المطلوب أن نتعلم كيفية إعادة تشكيل المواقف التي نمر بها بالصورة المفيدة، مثلا إن كنت وسط زحام هائل من السيارات، فإن الأفضل من الشعور بالغضب الكامن وربما إطلاق السباب على من حولك، هو محاولة الاستمتاع بتلك الدقائق قدر المستطاع، عبر سماع موسيقى هادئة أو برنامج مفضل، مع تذكير الذهن بأن الجلوس داخل سيارتك المريحة خلال هذا الوقت هو مكسب غير متاح للكثيرين.
يؤكد خبراء علم النفس دائما أن رسم الابتسامة على الشفاه دائما، وحتى أثناء القيام بالمهام المعقدة، يساهم في تحسين الحالة النفسية ويساعد على تطور الأداء بشكل مبهر، لذا ينصح بمحاولة رسم الابتسامة على الوجه أغلب فترات اليوم حتى إن بدا ذلك صعبا في البداية.
كذلك ينصح عند سيطرة الأفكار السلبية على الذهن، بمحاولة التفكير في النسخة الأكثر إشراقا من مستقبلك، سواء فيما يخص الحياة العملية أو الحياة العاطفية أو الهوايات والعلاقات الاجتماعية، مع كتابة ذلك على ورق، حيث يرى الخبراء أن مجرد تخيل سير الحياة بالصورة المطلوبة يحسن كثيرا من الحالة النفسية، علما بأن تحديد نقاط القوة لدى الإنسان والتركيز على كيفية الاستفادة منها يحسن أيضا من طريقة التفكير بمرور الوقت.
في الختام، يبدو التفكير الإيجابي هو الطريق الوحيد من أجل تحقيق النجاحات المرغوب فيها، إذ يساهم في تمتع الشخص بسمات الإصرار والعزيمة مهما بلغت قسوة الظروف، فيما يجعل صاحبه محبوبا من المحيطين كافة، وربما مرشدا لهم وسط الليل الحالك.