التطور التقني والعمراني في الإمارات.. إليك أبرز الملامح
كشف عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد في الإمارات العربية المتحدة، مؤخرًا عن أن بلاده تستهدف مضاعفة حجم الاقتصاد من 1.4 تريليون درهم إلى 3 تريليونات درهم في عام 2030، وهو ما يتطلب استراتيجيات جديدة وغير مسبوقة للتنويع الاقتصادي وبناء القدرات في قطاعات اقتصادية جديدة بالإضافة إلى دمج وتوظيف التقنيات المتقدمة لدعم نمو الاقتصاد الوطني.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
من ناحية أخرى، كان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، متحف المستقبل، قد دشن مؤخرًا أجمل مبنى على وجه الأرض، وهو المركز الذي سيكون مركزًا علميًا وفكريًا من نوع جديد، وسيُمثل أكبر منصة في المنطقة لدراسة المستقبل واستشرافه وتصميمه. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على التطور التقني والعمراني في الإمارات لتحقيق التطور والنمو الاقتصادي.
التطور العمراني في الإمارات
تُعتبر دولة الإمارات من أفضل وأحدث الدول التي تهتم بالعمارة الهندسية وبناء المعالم الحضارية الخاصة بها، وقد حققت الدولة العديد من التطورات في مجال العمارة الهندسية على مر العصور، وهي تمتلك أفخم الأبنية في العالم وأطولها من حيث الارتفاع؛ ولذلك ذُكر في موسوعة غينيس أن أطول المباني في العالم موجود بالإمارات.
من أبرز المعالم الهندسية الموجودة في الإمارات قصر الحصن، وقلعة الجاهلي، وجامع الشيخ زايد الكبير، بالإضافة إلى قصر الإمارات.
من أفخم المباني التي تتميز بها الإمارات العربية المتحدة مبنى كابيتال جيت المائل في أبو ظبي، وقد دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية من حيث الميل، حيث يصل درجة الميل إلى 18 درجة في اتجاه الغرب، كما يبلغ ارتفاعه 160 متراً، ويتكون من 35 طابقاً.
كذلك، يوجد أبراج الاتحاد في أبوظبي، تتكون أبراج الاتحاد من مجموعة من 5 أبراج فخمة، والتي تُعدّ مجمع سكني كامل المرافق وذلك بما يشمله من المطار، ومراكز الأعمال، ومراكز التسوق، والعديد من المنتزهات وغيرها، كما يحتوي المجمع على أغلى الماركات التجارية بحيث يضم العديد من المتاجر والأسواق الفاخرة.
من المباني الفاخرة أيضاً، أبراج البحّار، وهي تُعدّ تحفة معمارية تجمع بين التصميمات العصرية للعمارة الهندسية والتصميمات الإسلامية القديمة، لذلك أُضيفت المشربية الإسلامية لتعدل من حدة أشعة الشمس بين الحين والآخر. صُنفت هذه الأبراج كأفضل ناطحات السحاب في عام 2012، وفي عام 2013 كأفضل تصميم معماري وفقاً للمعايير البيئية المتغيرة، وذلك بسبب استخدام المشربية الإسلامية، والتي تخف من حدة أشعة الشمس المتخللة للزجاج مما يتيح الفرصة لتوفير الطاقة بنسبة 50 في المئة.
أيضاً يوجد برج خليفة في دبي، والذي رُبما يُعدّ من المباني الأكثر شهرة في الإمارات، يُعتبر برج خليفة أحد أطول المباني في العالم، صُمم على مساحة 2722 قدم. وهو يتسع ليشمل الحراري 30000 وحدة سكنية، بالإضافة إلى 9 فنادق حدائق عامة مصممة على مساحة واسعة تقدر بحوالي ثلاثة هكتارات، بالإضافة إلى 19 برجاً سكني.
يُعدّ برج خليفة في دبي أحد أفضل أماكن الجذب السياحي في إمارة دبي بالإمارات. كما أنه يُعدّ مصدراً للدخل القومي، وصُنف ليكون من أجمل ناطحات السحاب التي بنيت حتى وقتنا هذا.
يأتي على قمة هذا التطور العمراني، "متحف المستقبل" أجمل مبنى على وجه الأرض، حيث يُشكل متحف المستقبل معجزةً هندسية، تجمع بين أجمل ما ابتكره الفكر الإنساني والفن المعماري وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الرقمية، بما في ذلك تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
يتألف المتحف من 3 عناصر رئيسية، هي: التلة التي يرتفع فوقها المبنى، وتصميم المبنى الخارجي، والمحتوى الداخلي للمتحف. وهي العناصر التي تُشكل القيمة المعمارية والفنية والمعرفية والفلسفية للمبنى الأيقوني. يبلغ ارتفاع المتحف 77 متراً، من دون أن توجد أي أعمدة أو دعامات ارتكازية في داخله، ما يجعله المبنى الأكثر انسيابية في العالم.
سيعمل متحف المستقبل على ربط المفكرين والمتخصصين ومستشرفي المستقبل من مختلف أنحاء العالم عبر عقد ملتقيات ومنتديات دورية، وجلسات بحثية ونقاشات معرفية يستضيفها على مدار العام. كما سيعمل على نشر المعرفة والأبحاث التي تسلط الضوء على أهم التغير والاكتشافات والتطورات العلمية الجديدة.
تطورات قطاع التكنولوجيا في دبي
يتميز قطاع التكنولوجيا في دبي بسرعة تطوره، نظراً لأنه يحظى باهتمام كافة الجهات الحكومة والخاصة المعنية به، لتُثبت دبي ريادتها وتفوقها في المجالات التقنية على العديد من المدن حول العالم، حيث استثمرت الحكومة مليارات الدولارات لدعم قطاع تكنولوجيا دبي.
تتصدر تقنية الجيل الخامس قائمة أحدث التطورات التكنولوجية في دبي، والتي تسعى لتحويل دبي إلى مدينة ذكية بالكامل وإطلاق استراتيجية إنترنت الأشياء التي تهدف إلى تشجيع المؤسسات والهيئات الحكومية على الانضمام إلى منظومة التحول الرقمي الذكي. بالإضافة إلى مشاريع البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وما يتبعها من تطبيقات في كافة المجالات. تصل سرعة نقل البيانات في تقنية الجيل الخامس إلى 4.5 جيجابايت/الثانية، وهي أسرع بشكل كبير بالمقارنة مع شبكات الجيل الرابع التي تصل سرعتها إلى نحو 600 ميجابايت/الثانية.
أيضاً تشمل التطورات التكنولوجية في دبي إطلاق مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء، الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يهدف هذا المشروع إلى مضاعفة إنتاج دبي الغذائي 3 مرات، ويعتبر المشروع مدينة عصرية متكاملة تدمج مفاهيم الإدارة المتكاملة للغذاء، تعتمد خطة المشروع على دمج التكنولوجيا في إيجاد حلول في الزراعة، بالإضافة إلى ابتكار خطط لصناعة الأغذية في المستقبل. يتألف مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء من 4 مناطق أساسية، وهي منطقة الهندسة والتكنولوجيا الزراعية، وحاضنات ابتكار الأغذية، ومركز البحث والتطوير، ومنطقة الأنظمة اللوجستية المتقدمة.
من التطورات أيضاً بطاقة وتطبيق نول باي، التي تعتمد على تكنولوجيا البيانات في دبي، تم إطلاق هذه البطاقة الرقمية بهدف توفير وقت وجهد مستخدمي وسائل النقل العامة في الإمارة، إذ تمكّنهم من الدفع للعديد من خدمات هيئة الطرق والمواصلات في دبي عن طريق الهاتف.
كذلك، شملت تطورات قطاع التكنولوجيا في دبي إنشاء مدن ذكية ومستدامة، وهي مدن مبتكرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والتي من أبرزها: واحة دبي للسيليكون، المدينة المستدامة دبي، مدينة دبي الجنوب، مدينة زهرة الصحراء.
منصات الخدمات المصرفية الرقمية في الإمارات
يُذكر أن شركة إيه. دي. كيو القابضة التابعة لحكومة أبوظبي، كانت قد أعلنت مؤخراً عن إن مصرف الإمارات المركزي أعطى موافقة مبدئية لإطلاق منصة جديدة للخدمات المصرفية الرقمية تدعمها الشركة.
ستمتلك "إيه. دي. كيو" وشركة الاستثمار القابضة "ألفا ظبي" حصة تبلغ مجتمعة 65% في البنك الرقمي الذي يحمل اسم "وي-أو". يبلغ إجمالي رأس المال المستثمر في "وي-أو" نحو 2.3 مليار درهم، أي ما يُعادل 626.26 مليون دولار، بالإضافة إلى المساهمة العينية.
قالت الشركة إن المساهمين الآخرين في المنصة هم شركة الاتصالات الإماراتية التي ستحوز 25% وبنك أبوظبي الأول بنسبة 10%. وقد أشارت "إيه. دي. كيو" إن البنك الرقمي "وي-أو" سيُطلق قريباً نسخة تجريبية تبدأ بخدمة مؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
تأتي خطوة إطلاق منصة جديدة للخدمات المصرفية الرقمية بعد أن شهد العام الماضي إطلاق بنك رقمي تدعمه "ياب" وهي أول منصة مستقلة للخدمات المصرفية الرقمية في الإمارات مقرها دبي.
أيضاً، أطلقت بعض بنوك الإمارات في السنوات الأخيرة منصاتها للخدمات المصرفية الرقمية، والتي تستهدف المستخدمين الحريصين على استخدام الخدمات الرقمية والعملاء الأصغر سناً، مثل منصة "لف" التي أطلقها بنك الإمارات دبي الوطني والمشرق نيو من بنك المشرق.
الإمارات تستعد لإصدار ترخيص خدمات العملات المشفرة
أيضاً، تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لإصدار تراخيص اتحادية لمقدمي خدمات الأصول الرقمية بحلول نهاية مارس الجاري، في محاولة لجذب بعض أكبر شركات التشفير في العالم.
خلال تقارير مُتخصصة، أعلنت مصادر عن أن هيئة الأوراق المالية والسلع في المرحلة النهائية من تعديل التشريع للسماح بإنشاء رخصة مقدم خدمات الأصول الافتراضية أو ما يعرف بـ VASP. تأتي هذه الخطوة ، في الوقت الذي تفكر فيه شركة باينانس هولدينغز، أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم من حيث حجم التداول، في التواجد بشكل أكبر في الإمارات.
سيمنح إقرار هذا القانون الإمارات قوة أكبر للمنافسة مع المراكز المالية الآسيوية مثل سنغافورة وهونغ كونغ، والتي تشرع أيضاً في إنشاء بيئات منظمة بالكامل لتداول العملات المشفرة.
يُذكر أن بعض المناطق الحرة المالية في الإمارات قد أصدرت بالفعل تصاريح لـ VASPs، إذ حصل مركز دبي للسلع المتعددة على 22 ترخيصاً، في حين أن سوق أبوظبي العالمي لديه 6 تراخيص، ولدى سلطة وادي دبي للسيليكون ترخيصاً واحداً على الأقل.
في سياق متصل، تحاول السلطات الإماراتية تحقيق التوازن، إذ تروج لتبني الأعمال الصديقة للبيئة التي جعلت دبي قاعدة إقليمية جذابة للعديد من أكبر الشركات المالية وشركات التكنولوجيا في العالم، بينما تسعى أيضاً للتغلب على المخاوف بشأن التقلبات والجرائم المالية التي تنطوي عليها صناعة التشفير. فقد صرح مسؤول إماراتي إن الحكومة تريد بناء نظام بيئي لتعدين العملات المشفرة، وهي صناعة تخضع للتدقيق من علماء البيئة والمشرعين على مستوى العالم نظراً لارتفاع استهلاكها للكهرباء وما يترتب على ذلك من تأثير على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
يُذكر أن الإمارات العربية المتحدة تُعدّ ثالث أكبر سوق للعملات المشفرة في الشرق الأوسط، بعد تركيا ولبنان، حيث بلغ حجم المعاملات حوالي 26 مليار دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها Chainalysis من يوليو 2020 إلى يونيو 2021.
أيضاً، في نوفمبر الماضي، بدأت شركة Creative Zone الاستشارية للأعمال والتي يقع مقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة قبول المدفوعات بالعملات الرقمية المُشفرة بعد التعاون مع شركة بوابة الدفع TripleA.. خلال تصريحات صحفية قال لورنزو جوريس، الرئيس التنفيذي لشركة Creative Zone إن التعامل مع العملات المشفرة، وهي عملات عالمية فورية يُعدّ مثالياً لاستخدام الشركات.