التدخين عند المراهقين وكيفية التعامل معه
هل التدخين يؤثر على نمو المراهق؟
كيف اجعل ابني المراهق يقلع عن التدخين؟
كيف يتم التعامل مع المراهق المدخن؟
التدخين عند المراهقين من العادات السيئة التي يكتسبونها لعدة أسباب ويعتبر التخلص منها رحلة قد تكون شاقة ومرهقة على نفوس الكثيرين، لكن إن اتبعت الطريقة الصحيحة للتخلص منها، سوف تتمكن من إنقاذ ابنك من تلك العادة المدمرة للصحة، والتي تقضي على مستقبل الكثير من الأطفال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أسباب التدخين عند المراهقين
يعتبر التدخين من الظواهر التي تؤثر على صحة الفرد والمجتمع وضررها العام طلا يمكن التغاضي عنه، لكنه يصبح أكبر عندنا يلجأ المراهقين إليه كوسيلة لإظهار تقدمهم بالعمر أو لمجرد التجربة، ويلجأ الكثير من المراهقين إلى تلك العادة السيئة للكثير من الأسباب التي سنستعرضها.
تقليد الأصدقاء
يلجأ المراهق للكثير من الأفعال تقليدًا لأصدقائه، فدائمًا ما يراهم على صواب ويسعى إلى خوض التجارب المماثلة لتجاربهم، فإذا كان أصدقائه يدخنون من المرجح أن يصبح مثلهم.
الضغط الخارجي
قد يرفض المراهق التدخين في البداية ولا يعتبره ملجأ أو ملاذ للهرب أو لإثبات رجولته على سبيل المثال، لكن مع وجود أصدقاء يدخنون، يعرضه ذلك للضغط الكبير تارة بالسخرية وأخرى بالتشجيع وتزييف الحقائق حول التدخين أو لخوفه من رفضهم له.
الرغبة في الشعور بالانتماء
إذا كان المراهق يعاني من الوحدة ويرغب في الانتماء إلى بعض الأصدقاء فعادة ما سيكون التدخين وسيلة لقبوله بين هذه المجموعة.
الفضول والتجربة
يلجأ بعض المراهقين إلى التدخين من باب الفضول والتجربة وقد يقود زملائه للأمر نفسه دون أي ضغوطات، فيضع مخاطر التدخين جانبًا ويبدأ في خوض التجربة.
القلق
يمثل التدخين وسيلة من وسائل التخلص من القلق والتوتر من خلال الهرب إليه، وتعتبر فترة المراهقة من الفترات الحرجة في حياة الكثيرين لذلك تزداد حدة التوتر والقلق بها ويلجأ المراهق بسببها إلى التدخين.
الثقة بالنفس
يريد المراهق أن يبدو أكثر نضجًا وثقة بالنفس من خلال التجارب الغريبة والتي يكون هو وحده المتحكم بها ويعتبر التدخين واحدة منها.
التمرد
إذا كان المراهق يتعرض للكثير من التقييد من قبل الوالدين فمن المرجح أن يلجأ إلى التدخين للتنفيس عن ذلك التقييد وإظهار بعض التمرد.
الإعلانات الترويجية
قد تظهر إعلانات السجائر صورة خاطئة عن التدخين والتي تجذب المراهقين على عكس حقيقة تلك العادة السيئة.
الأفلام والبرامج التلفزيونية
يظهر أبطال الأعمال الدرامية والأفلام في صورة جيدة خلال التدخين وكأنه عادة يومية لا تضر، وهو ما يجذب الكثير من أصحاب السن الصغير غير الواعيين بخطورة التدخين.
العوامل الوراثية
يزيد معدل كون المراهق مدخن إذا كان والديه أو أحدهما من المدخنين، وكذلك يؤثر التدخين السلبي على هذا الأمر من خلال تعود المراهق على رائحة الدخان، فلا يجد الأمر غريبًا عند تجربته.
سهولة الحصول على السجائر
أصبحت السجائر الآن في متناول الجميع فيمكن للصغار شرائها من أي متجر دون الحاجة لتبرير موقفهم، وهو ما يسهل تجربتها.
نقص الوعي
إذا لم يتم إخبار المراهق عن مخاطر التدخين كل فترة وتوعيته بشكل كبير سينجرف نحو تلك العادة، ويجب أن يكون هذا الوعي من خارج الأسرة وداخلها.
المشكلات الأسرية
يصبح الأطفال الذين يعيشون في أسر مضطربة أو يعانون من مشكلات أسرية متعددة عرضة بشكل أكبر إلى تجربة التدخين، ومن هذه المشكلات الانفصال والعنف.
علامات التدخين عند المراهقين
هناك العديد من علامات التدخين التي تظهر على المراهق وتوضح للأبوين أنه يدخن سواء كانت علامات جسدية أو خاصة بالسلوك، ومنها ما يلي:
العلامات الجسدية
تعتبر رائحة الدخان من أقوى الروائح التي تعلق بالشعر والملابس كما تظهر من خلال نفس المراهق المنبعث من فمه ويمكن اكتشاف ذلك بسهولة من خلال التحدث إلى المراهق عن قرب.
يعاني المراهقون المدخنين من السعال المتكرر أو تغر الصوت.
قد يتغير لون أسنان المراهق المدخن لتصبح أكثر اصفرارًا بسبب تراكم القطران الناتج من التدخين عليها.
تتعرض عين المراهق إلى الاحمرار بفعل الالتهابات.
يتغير لون جلد الأصابع والأظافر الموجودة بالقرب من السجائر التي يمسك بها.
ستلاحظ أنه لم يعد يمكنه ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني قوي دون التعرض إلى ضيق التنفس.
العلامات السلوكية
يتغير سلوك المراهق ليصبح أكثر تكتمًا حول أسراره وأشياءه العادية.
قد تعثر على بعض أدوات التدخين مثل الولاعات في غرفته.
التقرب من أشخاص يدخنون من نفس سنه ويقضي معهم وقتًا أطول.
طلب للكثير من المال على غير العادة.
الإصابة بعدم التركيز وانخفاض معدلاته الدراسية.
فقدان الشهية أو اكتساب الكثير من الوزن المفاجئ.
العصبية الشديدة والانفعال السريع.
هل التدخين يؤثر على نمو المراهق؟
يؤثر التدخين بشكل سلبي على نمو المراهق ويظهر هذا التأثير من خلال:
عدم نمو الرئتين بالشكل الطبيعي مما يجعله عرضة أكثر للتعب والإرهاق السريع خلال ممارسة الرياضة، كما يزيد من خطورة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والالتهاب في سن صغير.
يؤثر على صحة القلب ويجعله في حال سيء ويزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
يضعف من قدرة الجسم على امتصاص المواد المفيدة من الغذاء وقد يؤثر بالسلب على شهية المراهق.
لن يتمكن الفرد من التركيز على المستوى الدراسي وسيكون عرضة إلى النسيان السريع، كما ترتفع نسبة الإصابة بالاكتئاب لدى المدخنين.
يضعف الجهاز المناعي ويجعل المراهق يواجه الأمراض المختلفة بمناعة ضعيفة ويزداد خطر العدوى مع الوقت، مع تأخر التئام الجروح.
يؤثر التدخين على نسبة الخصوبة والصحة الإنجابية لدى المراهق.
يقود التدخين إلى الشيخوخة المبكرة وظهور التجاعيد على الوجه.
يؤذي الأسنان ويجعلها عرضة للتساقط والتسوس بشكل أسرع.
كيف اجعل ابني المراهق يقلع عن التدخين؟
يجب أن تعلم في البداية أن قرار الإقلاع عن التدخين يجب أن يكون نابعًا من داخل المراهق نفسه ولا يجب أن يتم إجباره على هذا الشيء، ثم تتبع الخطوات التالية للتخلص من هذه العادة إلى الأبد.
إجراء محادثة هادئة
يجب أن تجلس للتحدث مع ابنك في جلسة هادئة وصادقة توضح له من خلالها مخاطر التدخين على المدى القريب والبعيد واستمع باهتمام إلى الأسباب التي دفعته للتدخين وحاول أن تتفهم مشاعره من وجهة نظره، ثم اترك اللوم والعتاب جانبًا ولا تلجأ على العقاب في هذا الوقت، بل ركز على تقديم المساعدة وتشجيعه على الإقلاع عن هذه العادة.
ضع تاريخًا للإقلاع
اختر معه تاريخًا محددًا للإقلاع عن التدخين وتأكد من استعداده للأمر ثم اعتمد على خطة لدعمه وتشجيعه ومساندته في حالة التراجع.
توفير البدائل
يجب أن تعلم أن التدخين عادة سيئة وللتخلص من عادة ضارة يجب أن تحل محلها أخرى صحية، ويمكنك الاعتماد على جعل المراهق أكثر انشغالًا بممارسة الرياضة أو مضغ العلكة الخالية من السكر وتناول الخضراوات في الأوقات ما بين الوجبات وأخيرًا التعامل مع التوتر والقلق بصورة صحية مثل تمارين التنفس.
طلب المساعدة
إذا كان الأمر صعب على المراهق ولا تستطيع أن تعينه بشكل أفضل من ذلك، يجب أن تلجأ إلى الطبيب النفسي وآخر مختصًا في الإقلاع عن التدخين لمساعدتك بخطة علاج سلوكي ومن خلال بعض الأدوية التي يمكن أن تقلل من تعلقه بالتدخين وتساهم في طرد النيكوتين من الجسد.
بيئة مناسبة
يجب أن تهيئ البيئة من حول المراهق للتخلص من التدخين كتجنب وجود مدخنين بالمنزل والتخلص بكل ما يخص تلك العادة والابتعاد عن المدخنين في محيط الأصدقاء والعائلة.
الصبر
يجب أن تتحلى بالصبر خلال مساعدة ابنك على التخلص من تلك العادة التي لا يتم التخلص منها بسهولة، مع الاستمرار في تشجيع الابن على مواصلة التحدي والتخلص من هذه العادة.
كيف يتم التعامل مع المراهق المدخن؟
إذا كان المراهق يرفض ترك التدخين ويريد الاستمرار في تلك العادة بل ويرفض نصيحتك ككل ماذا عليك أن تفعل في هذه الحالة؟
القدوة
يجب أن تكون قدوة حسنة للمراهق في هذا الأمر من خلال عدم التدخين والتوقف عن الانسياق خلف العادات السيئة كي تكون نصيحتك مؤثرة.
حرية التعبير عن الرأي
يجب أن تكفل له حق الاعتراض والتعبير عن رايه في حالته وتفهم مشاعره ولماذا يلجأ إلى التدخين.
التوقف عن اللوم
يجب أن تتوقف عن لومه عن الأشياء التي تحدث ونسبها إلى التدخين كالتخلف الدراسي أو العصبية حتى لا يفقد صبره في التعامل أو يبتعد عنك ويهرب من مواجهتك.
لا تطلق الأحكام
توقف عن وصف حالة المراهق من وجهة نظرك وتعميم آرائك وكأنها وحدها الصحيحة، لكن اعترف بالخطأ في الكثير من الأحيان لتسمح له بالقيام بالأمر نفسه.
أرفض التدخين بالمنزل
يجب أن يكون لديك قاعدة لا تتهاون بها وهي عدم التدخين في المنزل، وعدم التنازل عن هذه العادة مهما كلفك الأمر.
الابتعاد عن أصدقاء السوء
حاول ابعاد ابنك عن أصدقاء السوء من المدخنين أو الذين يحرضونه على عدم الاستماع إليك من خلال وسائل غير مباشرة.
تطرق إلى الحديث عن الإدمان كواحد من توابع التدخين، والإشارة إلى عدم قدرة المدخن على الإقلاع عن التدخين في يوم وليلة كما يظن البعض.
أسباب انتشار ظاهرة التدخين في المدارس
تعتبر المدارس من أكثر الأماكن التي انتشر بها التدخين مؤخرًا سواء داخل أسوارها أو انتشار الظاهرة بين الطلاب أنفسهم وهناك العديد من الأسباب التي تقف خلف تلك الظاهرة، ومنها:
يظهر المجتمع المدرسي كمجتمع منفصل يبدأ كل فرد داخله إلى بلورة شخصيته وإظهارها، ولذلك تجد أن هذه الظاهرة هي الأكثر انتشارًا في المدارس، حيث يحاول البعض الحصول على القبول الاجتماعي.
تنتشر التجمعات والاحتفالات في فترة المدارس وهو ما يحفز الطلاب إلى تجربة أشياء جديدة وخوض بعض المغامرات.
يبحث الطلاب عن كل ما هو جديد لاستكشافه ومع قلة الرقابة داخل المدارس من الممكن أن يبدأ الأمر داخل أسوار المدرسة.
يقضي الطلاب ساعات طويلة بصحبة بعضهم البعض مما يتيح لهم الفرصة في الضغط على بعضهم لتجربة تلك العادة السيئة خاصة من قبل رفقاء السوء.
البحث كذلك عن التفوق الجنسي والشعور بالقوة والرجولة في مجتمع صغير يؤمن بأن التدخين هو المفتاح لذلك.
الاعتقاد أن التدخين من مظاهر التقدم.
محاولة الهرب من الضغوطات الدراسية أو العائلية.
حل مشكلة التدخين في المدارس
لحل مشكلة التدخين في المدارس، يجب اتباع نهج شامل يجمع بين الجهود الوقائية والعلاجية من خلال تقديم برامج التوعية بمخاطر التدخين للطلاب من خلال محاضرات وورش عمل ونشاطات تفاعلية، مع الحرص على تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الطلاب المدخنين، وتوزيع موادعن مخاطر التدخين على الطلاب وأولياء الأمور.
لا بد من سن قوانين تمنع بيع التبغ للقصر، ومنع التدخين في جميع أنحاء المدرسة، بما في ذلك الفصول الدراسية والساحات والمرافق العامة سواء للطلاب أو المعلمين.
تطبيق عقوبات صارمة على الطلاب الذين يدخنون في المدرسة، وتوفير بدائل صحية للتدخين، مثل الرياضة والأنشطة الترفيهية، بالإضافة إلى تشجيع الطلاب على اتباع نمط حياة صحي.
توفير الدعم والمساعدة للطلاب الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين.
كما يجب أن يتم مساعدة الطلاب على فهم سلوكهم وتغيير أفكارهم حول التدخين، وتعليمهم مهارات التعامل مع التوتر والقلق دون اللجوء إلى التدخين.
التعاون بين المدرسة والأسرة والمجتمع لحل مشكلة التدخين في المدارس وإشراك الطلاب في وضع خطط وبرامج مكافحة التدخين.
بعد أن تعرفت على كافة الأسباب التي تقف خلف التدخين عند المراهقين لا تتبع الطريق الأسهل المتمثل في العتاب واللوم ومحاولات التخلص من المشكلة بتلك الأمور التي ستزيدها سوء.