البرازيل تفتح التحقيق مع رئيس البلاد بسبب تصريحاته حول لقاحات كورونا
أمرّت المحكمة العليا البرازيلية بفتح التحقيق مع رئيس البلاد جايير بولسونارو، بسبب تصريحاته عن مخاطر مزعومة للإصابة بـ"الإيدز" عند تلقي اللقاحات المُضادة لفيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، فقد أشار بولسونارو أن اللقاحات المُضادة لكورونا قد تزيد من احتمال الإصابة بفيروس نقص المناعة "الإيدز".
كانت المحكمة العليا قد اتخذت هذا القرار استجابة لمطلب لجنة التحقيق التابعة لمجلس الشيوخ، التي اتهمت بولسونارو في أكتوبر الماضي بارتكاب 9 جرائم في سياساته للتعامل مع وباء كورونا، بما فيها "جرائم ضد الإنسانية"، سيقوم بإجراء التحقيق المدعي العام، حيث لا تجري المحكمة العليا أي تحقيقات.
الجرائم الموجهة لبولسونارو
كانت لجنة التحقيق التابعة لمجلس الشيوخ البرازيلي قد قدّمت تقريرها الذي يصل إلى نحو 1300 صفحة حول الجرائم المُحتملة لبولسونارو إلى مكتب المدعي العام في أكتوبر الماضي، فبعد عشرات الجلسات التي كان بعضها قاسياً، اتهمت لجنة التحقيق البرلمانية الرئيس البرازيلي بولسونارو بتعريض البرازيليين "لعدوى جماعية".
وصوّت سبعة من أعضاء اللجنة المؤلفة من 11 شخصا بالموافقة على التقرير الذي يطلب اتهام الرئيس بارتكاب "جريمة ضد الإنسانية" و"الشعوذة" و"التقصير" و"التحريض على الجريمة"، وبعد تلاوة التقرير وقف أعضاء مجلس الشيوخ دقيقة صمت على أرواح أكثر من 606 آلاف برازيلي أودى فيروس كورونا بحياتهم. وبما أن لجنة التحقيق البرلمانية لا تستطيع اتخاذ إجراءات إضافية، فقد أحالت تقريرها على النيابة العامة، الهيئة الوحيدة المخولة باتهام الأشخاص الذين دانتهم.
طريقة سير القضية لا تزال غامضة، إذ أن المدعي العام الحالي، أوغوستو أراس، هو أحد حلفاء بولسونارو وقد قام بتعيينه بنفسه، لكن "الجريمة ضد الإنسانية" يمكن أن تعرض على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
يُذكر أن موقعا "يوتيوب" و"فيسبوك" كانا قد حجبا صفحات بولسونارو بعد هذه التصريحات لنشره معلومات كاذبة عن فيروس كورونا.
من جهة أخرى، أكد برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز أن اللقاحات المعتمدة من قبل السلطات الصحية آمنة لمعظم الأشخاص، بمن فيهم المصابون بالإيدز.
التطعيم في البرازيل
يُذكر أن بولسونارو، الذي كان قد تعرض لانتقادات شديدة بسبب طريقة تعامله مع الوباء، إنه سيكون "آخر برازيلي" يتلقى اللقاح المُضاد لكورونا.
تسبب كوفيد-19 في مقتل أكثر من 606 آلاف شخص في البرازيل. هذا هو ثاني أعلى عدد من القتلى في العالم. معظم البرازيليين حريصون على التطعيم. بينما كان موقف الرئيس البرازيلي سلبياً تجاه التطعيم، فعندما كانت اللقاحات على وشك طرحها في نهاية العام الماضي، قال الرئيس البرازيلي مراراً وتكراراً إنه لن يتلقى جرعة اللقاح أو يجبر أي شخص آخر على القيام بذلك. مما جعله يواجه انتقادات شديدة لسوء إدارته للوباء.
بل رفض أيضاً الإجراءات الاحترازية للحدّ من انتشار الجائحة متذرعاً بالحرية الشخصية، فقال إنه لا ينبغي منع أي شخص من المجيء والذهاب كما يحلو له. كما قد روج للقوى العلاجية المفترضة للكلوروكين المضاد للملاريا بعد فترة طويلة من رفض العلماء في جميع أنحاء العالم له، لثبوت عدم فعاليته.
يُذكر أن بولسونارو أصيب بكورونا العام الماضي، بعدما هوّن كثيراً من خطورة الفيروس، وكان يؤكد على اعتباره مجرد إنفلونزا بسيطة.
وبسبب عدم تلقي الرئيس البرازيلي اللقاح المُضاد لكورونا، فرض مطعم بمدينة نيويورك عليه تناول طعامه في الشارع بسبب القيود الصحية بالمدينة ضد فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، وذلك لعدم تلقي الرئيس اللقاح المُضاد للفيروس.
فبعد وقت قصير من وصوله إلى مدينة نيويورك قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، خرج بولسونارو لتناول البيتزا. لكنه لم يستطع الحصول على طاولة لتناول العشاء. بدلاً من ذلك، تناول رئيس الدولة غير الملقح البيتزا في الخارج على الرصيف جنباً إلى جنب مع أعضاء حكومته.
تتطلب مطاعم Big Apple حالياً من أي شخص يرغب في تناول الطعام في الداخل تقديم دليل على حصوله على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح المُضاد لكورونا، وذلك، بعد أن طلبت مدينة نيويورك من المطاعم التأكد من إظهار العملاء لإثبات التطعيم قبل جلوسهم على الطاولات الداخلية. بينما قال بولسونارو إنه لم يتم تطعيمه.