البحرية الأمريكية تحظر "ديب سيك" الصيني لأسباب أمنية
البحرية الأمريكية تمنع استخدام ذكاء اصطناعي صيني
أصدرت البحرية الأمريكية تعليمات صارمة لمنع أفرادها من استخدام أي منتجات تابعة لشركة "ديب سيك" الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وجاء التحذير، وفقًا لوثيقة داخلية كشفت عنها شبكة "CNBC"، عبر بريد إلكتروني أرسل يوم الجمعة، مُحذرًا من "مخاطر أمنية وأخلاقية" مرتبطة بالنموذج الصيني، خاصةً بعد إطلاقه نسخة متطورة تُنافس عمالقة التكنولوجيا الأمريكية مثل "أوبن إيه آي".
نموذج R1 الصيني يهز الأسواق
أثار الإعلان عن نموذج "ديب سيك R1" المفتوح المصدر صدمة في وول ستريت، حيث انخفضت أسهم شركات مثل "إنفيديا" و"برودكوم" بنسبة 17% خلال يوم واحد، مما أدى إلى خسارة 800 مليار دولار من القيمة السوقية.
ويعزو المحللون هذا التدهور إلى مخاوف من تقليل الاعتماد على البنى التحتية باهظة التكلفة، خاصةً بعد إعلان الشركة الصينية تطوير نموذجها بتكلفة 6 ملايين دولار فقط، مقارنةً بمليارات الدولارات التي تنفقها الشركات الغربية.
ترامب وتحذيرات "ناقوس الخطر"
علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الأزمة خلال أولى خطاباته الرسمية، واصفًا صعود "ديب سيك" بأنه "تحذير للمجتمع التكنولوجي الأمريكي".
جاءت تصريحاته بالتزامن مع معركته القانونية لإبقاء تطبيق "تيك توك" الصيني نشطًا في الولايات المتحدة، مما يسلط الضوء على تصاعد التوترات التكنولوجية بين واشنطن وبكين.
كشفت مصادر صحفية عن قيام شركة "ميتا" (مالكة فيسبوك) بإنشاء أربع غرف عمليات طوارئ لدراسة تهديدات "ديب سيك"، بينما وصف ألكسندر وانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "سكيل إيه آي"، النموذج الصيني بأنه "زلزال في الصناعة".
من ناحية أخرى، أطلقت إدارة ترامب مشروع "ستارغيت" بالشراكة مع "أوبن إيه آي" و"أوراكل" لتعزيز البنية التحتية الأمريكية في هذا القطاع الحيوي.
كيف غير "ديب سيك" سوق التكنولوجيا؟
ونجح تطبيق الشركة الصينية في تصدر متجر "آبل" متفوقًا على "شات جي بي تي"، بينما أثارت كفاءته التقنية إعجاب المطورين.
لكن هذا النجاح لم يخلُ من تحديات: فقد أوقفت "ديب سيك" مؤقتًا تسجيلات المستخدمين؛ بسبب "هجمات إلكترونية واسعة"، وفقًا لبيان رسمي، قبل أن تعاود نشاطها الطبيعي في ساعات قليلة.
مع تصاعد المنافسة، يرى مراقبون أن التحذير العسكري الأمريكي ليس سوى حلقة في سلسلة المواجهات، حيث تُعيد الدول الكبرى حساباتها الأمنية في ظل الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
يُذكر أن التحالف الجديد بين "أوبن إيه آي" و"سوفت بنك" اليابانية في مشروع "ستارغيت" قد يُشكل نقطة تحول في رسم خريطة القوى التكنولوجية العالمية.