الانتخابات الأمريكية 2024: التصويت المبكر يتخطى 78 مليون صوت
تشهد الانتخابات منافسة بين المرشحين كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب
تتجه الأنظار إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، والتي تشهد منافسة شرسة بين المرشحين كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي والرئيس السابق دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري.
يأتي هذا مع تبقي يوم واحد فقط على موعد الاقتراع، تبدو المواجهة على البيت الأبيض في غاية التعقيد، حيث يصطف المرشحان في استطلاعات الرأي شبه متساويين.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، عقد الاثنان سلسلة من التجمعات الحاشدة في محاولة منهما لإقناع الناخبين في الولايات المتأرجحة الحاسمة بأن برنامجهما الانتخابي هو الأجدر بثقتهم وأصواتهم.
الإقبال المبكر على الاقتراع
ورغم كل التوقعات، تخطت عملية التصويت المبكر في هذه الانتخابات الرقم القياسي، حيث تجاوز عدد المصوتين مبكراً 78 مليون ناخب، أي ما يقرب من 47% من إجمالي الأصوات المدلى بها في انتخابات 2020 وفقاً لتقديرات معهد جامعة فلوريدا للانتخابات.
وبرز هذا الاتجاه بشكل خاص في ولاية نورث كارولاينا، حيث بلغ عدد المصوتين مبكراً 4.4 مليون صوت مقارنةً بالرقم القياسي السابق البالغ 3.6 مليون صوت.
وفي الولايات التي تتوفر فيها بيانات تسجيل الناخبين حسب الحزب السياسي، بلغت نسبة المصوتين المنتمين للحزب الديمقراطي 37.9%، مقابل 36.0% للحزب الجمهوري.
وتصدرت الفئة العمرية 41-65 عاماً المصوتين بنسبة 39.1%، بينما تفوقت النساء على الرجال بنسبة 54% مقابل 43.6% على التوالي.
الأحداث المرافقة للانتخابات
على صعيد آخر، أثارت تصرفات الملياردير إيلون ماسك، الداعم السياسي لترامب، جدلاً واسعاً، فقد قام صندوق العمل السياسي الذي يرأسه ماسك بمنح ثاني شيك بقيمة مليون دولار لناخب في ولاية ميشيغان، في الوقت الذي فشل فيه ماسك في الحضور لجلسة محكمة بشأن هذا النظام الذي حذرت منه وزارة العدل الأمريكية بأنه ربما يكون غير قانوني.
من جانبها، حرصت نائبة الرئيس كامالا هاريس على نشر مجموعة من الصور لطفولتها عبر منصة إكس (تويتر السابق)، مؤكدةً التزامها بالدفاع عن مصالح العائلات العاملة والطبقة الوسطى. وفي المقابل، اتهم ترامب هاريس وبايدن باستخدام دائرة الضرائب الداخلية "للتحرش" بالعاملين الذين يتقاضون الإكرامية.
الانتخابات في ولاية فلوريدا
على الرغم من أن ولاية فلوريدا كانت تعتبر تاريخياً من أهم الولايات المتأرجحة، إلا أنها باتت في الآونة الأخيرة من أكبر معاقل الحزب الجمهوري.
ومع ذلك، ستكون هناك في هذه الانتخابات استفتاءات دستورية حول حقوق الإجهاض والتشريع المتعلق بتقنين استخدام الماريجوانا، قد تُظهر تشققات في هيمنة الجمهوريين على الولاية.
ويأمل الديمقراطيون أن يدفع الدعم الشعبي الواسع لهذه القضايا الناخبين لدعم مرشحيهم في صناديق الاقتراع، لكن الطريق ما زال صعباً، حيث يتطلب تمرير التعديلات الدستورية موافقة 60% من الناخبين، في الوقت الذي يسيطر فيه الجمهوريون على الأغلبية المطلقة في مجلس النواب وكذلك مجلس الشيوخ بولاية فلوريدا.
الكونغرس في صلب الصراع
بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية، تشهد الولايات المتحدة انتخابات تشريعية حاسمة لـ 469 مقعداً في الكونغرس الأمريكي، فمجلس الشيوخ مُقسم حالياً بالتساوي بين الحزبين، بينما يسيطر الحزب الجمهوري على مجلس النواب بفارق طفيف.
وتشير التوقعات إلى احتمال انقلاب هذه الموازين في الانتخابات المقبلة، فمن المتوقع أن يستعيد الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ بـ 51-52 مقعداً من أصل 100.
في المقابل، تميل الكفة لصالح الديمقراطيين في مجلس النواب، حيث من المتوقع أن يفوزوا بـ 222 مقعداً مقابل 213 للجمهوريين.
وتكتسب عضوية الكونغرس أهمية بالغة في النظام السياسي الأمريكي، إذ يتمتع هذا الفرع التشريعي بسلطات واسعة تفوق تلك الممنوحة للرئيس، من سن القوانين إلى إعلان الحرب وممارسة الرقابة على السلطة التنفيذية.