الاكتئاب.. وأبرز مخاطر الشعور بالملل
ربما ينظر الكثير من البشر إلى الشعور بالملل باعتباره من الأحاسيس العابرة التي تظهر في أوقات الفراغ فحسب، فيما يرى الخبراء أن مشاعر السأم قد تكون سببا في تدمير الشخص دون أن يشعر، كما نوضح.
لماذا نشعر بالملل؟
من الوارد أن يصاب الإنسان بالملل في حال قلة الأحداث الجارية، أو عندما يصبح مضطرا إلى الجلوس في المنزل لأوقات طويلة أو حتى البقاء في عمل روتيني المهام طوال ساعات النهار، إلا أن تلك ليست أخطر عوامل الشعور بالملل من الناحية النفسية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يرى خبراء علم النفس أن هناك حالتين هما الأشمل وراء الشعور بالملل، الأولى هي ما تصيب الشخص الخائف دوما من التغيير، والذي يقرر عدم الخروج من منطقة الراحة الخاصة به للأبد، لتتكرر أحداث الأيام بصورة تبدو مريحة له لكنها في الواقع تصيبه بالملل القاتل بمرور الوقت.
أما الحالة الثانية، فهي تلك التي تظهر لدى شخص هو على العكس من الحالة السابقة، حيث يتسم بالنشاط والرغبة الدائمة في خوض التجارب الجديدة، ليصبح المرور بأيام تقليدية قليلا بالنسبة إليه مثل الكابوس، رغم أن أحداث هذا اليوم قد تبدو شديدة الإثارة بالنسبة لمن يمر بالحالة الأولى المذكورة من قبل.
مخاطر الشعور بالملل
يبدو الشعور بالملل خطيرا على الإنسان، عندما يدفعه إلى خوض تجارب مختلفة دون تفكير أملا في كسر حاجز الروتين، حيث يبدأ الأمر في سنوات المراهقة بتدخين السجائر، قبل أن يتطور الأمر للأسوأ عبر إدمان شرب الخمور أو ربما المخدرات متعددة الأنواع والأضرار أيضا.
ليست العادات من هذا النوع هي فقط ما تسيطر على الشخص الذي يشعر بالملل، بل من الوارد أن يقع في دائرة عادات غذائية مثل الإفراط في تناول الطعام أملا في الشعور بالمتعة والتجديد، وهي العادة التي وإن بدت مختلفة عن غيرها فإنها تصيب من يمارسها بأضرار لا تقل خطورة.
يرى خبراء علم النفس أن الملل لا يعتبر فقط من أعراض الاكتئاب، بل من الوارد أن يكون محفزا للإصابه به لدى الأصحاء، ما يكشف عن خطورة الأعمال الوظيفية الخالية من التحديات، أو ظروف الحياة شديدة الهدوء بشكل عام.
لا يمكن تجاهل أيضا نتائج دراسة استرالية أجريت بجامعة سيدني، ربطت بين مشاعر الملل في العمل وزيادة فرص الإصابة بآلام الظهر المزعجة، ليبدو الشعور بالملل والسأم في الوظائف تحديدا من عوامل زيادة مشاعر الألم الجسدي وليس النفسي فقط.
كيفية التعامل مع الملل
يتفق الجميع على أن أفضل طرق مواجهة الملل هي تلك التي تشهد التعامل السريع معه، وعدم الاستسلام لأوقات الفراغ والراحة حتى تصبح مضرة بالشخص بدلا من أن تفيده، ما يتطلب دوما تقسيم وقت الفراغ إلى أوقات يمكن ممارسة النشاطات الرياضية فيها أو إجراء الزيارات العائلية أو للأصدقاء، وأوقات أخرى للاسترخاء والراحة دون تفكير والاكتفاء بمشاهدة التلفزيون إن كان خيارا مفضلا للشخص.
تبدو القدرة على التعامل مع الشعور بالملل أعلى كثيرا، عندما يحرص الشخص على استبدال عاداته السيئة حينها، والمتمثلة في الأكل العاطفي أو في التدخين بعادات مفيدة كالقراءة أو المشي، مع الحرص على تشتيت الذهن عند سيطرة الرغبة في ممارسة عادة مضرة على التفكير، سواء بدخول نقاش ما مع شخص قريب أو حتى بشرب بعض قطرات المياه.
في كل الأحوال، يبقى البحث عن التحديات الجديدة بين الحين والآخر من عوامل مواجهة الملل قبل سيطرته على العقل، فسواء كان التجديد في مهام العمل أو في طريقة الاستمتاع بالوقت أو حتى في شكل المنزل، فإنه يساهم في خروج الشخص من منطقة الراحة الخاصة به رويدا رويدا، ليبدو الشعور بالملل القاتل من الماضي.