الاحتراق الذاتي

مقالات ذات صلة

الاحتراق النفسي..إليك طرق التعافي والوقاية

هل تعلم من هو مخترع محرك الاحتراق الداخلي؟

أول فيديو يوضح لحظة احتراق هاتف نوت 7

ادعى البعض لأكثر من قرن أنهم يمكنهم أن ينفجروا فجأة بشكل عفوي إلى كرة نار بما يسمى بظاهرة الاحتراق الذاتي ووثقت 200 حالة احتراق ذاتي على مر التاريخ غالباً يكونون كبار السن والمرضى أو من هم تحت تأثير الكحول لكن ما يزال العلم غير متأكداً بشأن صحة ظاهرة الاحتراق الذاتي. سنتعرف في هذه المقالة إلى ظاهرة الاحتراق الذاتي وأبرز النظريات التي تحوم حولها.

ظاهرة الاحتراق الذاتي:

على الرغم من أن مصطلح الاحتراق الذاتي SHC  حديث إلى حد ما إلا أنه كان مصدر قلق للكثيرين في القرن التاسع عشر وفي الواقع هناك ما يقارب 12 إشارة إلى وجود الأشخاص حدثت معهم الاحتراق الذاتي في روايات ما قبل 1900 مثل ما ورد في رواية منزل كئيب لتشارلز ديكنز لعام 1853 حيث تنفجر شخصية في النار وكذلك في أعمال مارك توين وهيرمان ملفيل وكذلك في الأفلام والبرامج التلفزيونية مثل Fantastic Four X. ويعرف الاحتراق الذاتي بأنه اشتعال المواد العضوية بدون سبب واضح وعادة من خلال الحرارة المتولدة داخلياً عن طريق الأكسدة السريعة أو عن طريق التخمير البكتيري

يقال بأن ظاهرة الاحتراق الذاتي تكون نتيجة العقم وغضب الله، وفي السبعينيات من القرن العشرين ظهر تفسير شبه فرويدي يشير إلى أن الحالات العاطفية والاكتئاب للشخص هي من تسبب له أو بطريقة اخرى أن يصبح ملتهباً قابل للاشتعال واقترح الآخرون بأن البقع الشمسية والعواصف الكونية والبكتيريا المعوية المنتجة للغاز أو تجمع الطاقة داخل جسم الإنسان يمكن أن تكون هي السبب وراء ظاهرة الاحتراق الذاتي. ومع ذلك، فإن كل هذه التفسيرات لا صحة لها ولا يوجد دليل على حدوث مثل هذه الظاهرة لأن أجسامنا هي حوالي 70% من المياه غير قابلة للاشتعال ولا توجد آلية فيزيائية أو طبية يمكن للشخص أن يتخلص منها عن طريق الاحتراق الذاتي.

نظريات الاحتراق الذاتي:

قام الباحث جو نيكل بفحص الحالات المزعومة ووجد أن معظم الضحايا كانوا كبار السن ماتوا وهم قريبون من مصدر النار مثل السجائر أو وهم يشربون الكحول وبعضهم الآخر كانوا فاقدين للوعي وغير قادرين على إطفاء النار كما يوجد حالة طبية نادرة تسمى متلازمة ستيفنز جونسون التي تحدث فيها احتراق الجلد وظهور البثور الشديدة نتيجة تحسس من المضادات الحيوية ومسكنات الألم ويمكن ان يكون هذا المرض مميتاً.

تشير بعض النظريات إلى أن مادة الأسيتون وهي مادة شديدة الاشتعال ينتجها الجسم كرد فعلي على إدمان الكحول واتباع نظام غذائي خالٍ من الدهون وبسبب مرض السكري فهو ما يسبب الاحتراق الذاتي. يحدث الاحتراق الذاتي عندما ينفجر جسم ما بسبب تفاعلات كيميائية بداخله دون اشتعاله من مصدر حراري خارجي إذن لكي يحترق الجسم بشكل ذاتي يجب أن تحدث ثلاثة أشياء:

• أولاً، يجب تسخين الجسم لدرجة حرارة اشتعاله دون التعرض للهب أو شرارة خارجية.
• إذا لم تستطع الحرارة المتراكمة من الخروج من الجسم.
• إذا تعرض الجسم لتدفق ثابت من الأكسجين.

يقول أحد المعتقدات بأن الاحتراق الذاتي عندما يتراكم الميثان التي تنتجه بكتيريا الأمعاء ويشتعل بواسطة الإنزيمات تعمل كمحفزات لتحفيز وتسريع التفاعلات الكيميائية داخل جسم الإنسان، ويمكن أن يتسبب الكهرباء الساكنة المتراكمة داخل الجسم من خلال تفاعل البيروتين مع الخلايا لخلق انفجار صغير أو من قوة مغناطيسية خارجية ولكن لا يوجد دليل علمي يثبت وجود هذا التفاعل حتى الآن. يتسبب التخلص غير السليم من مواد التدخين التي يمكن أن تشعل ملابس الضحية بعد فترة من الاحتراق في وفاة واحدة من كل 4 وفيات في الويات المتحدة الأمريكية لكن يبقى التفسير الواحد المحتمل للاحتراق الذاتي هو نظرية تأثير الفتيل الذي يعني بمجرد تسخين دهون الإنسان بالملابس المحترقة جراء مصدر حراري خارجي مثل السجائر والشمع تعمل كفتيل مما يؤدي إلى احتراق الخلايا ذاتياً ومع أن جسم الإنسان يتكون من 70% من الماء فغالباً ما تكون عملية الاحتراق الذاتي بطيئة نسبياً تحتاج لساعات طويلة كما أن القدم واليدين لا تحترقان عادةً لأنهما تحتويان على نسبة أقل من الدهون ولهذا سبب يوجد العديد من أيدي الضحايا وأرجلهم غير محترقة.

الاحتراق الذاتي النفسي:

إن أول من أدخل مصطلح الاحتراق الذاتي النفسي هو العالم هربرت فرودنبرجر المحلل النفسي الأمريكي واوضح أن الاحتراق الذاتي النفسي يحدث نتيجة الإرهاق وتراكم الضغوط النفسية كما يحدث خاصة لأولئك الذين يتوقعون توقعات عالية من حياتهم الشخصية وخططهم للمستقبل، وقد تم ربط بين الاحتراق الذاتي النفسي وكثرة شرب الخمور نتيجة الضغوطات النفسية التي تحتوي على نسبة عالية من الكحول القابل للاشتعال يتراكم داخل الجسم بمجرد وجود شرارة يحدث الاحتراق. ومن أعراض الاحتراق الذاتي النفسي:

• الشعور بالفشل وعدم ثقة بالنفس.
• الشعور بالهزيمة والعجز.
• نظرة متشائمة وسلبية بشكل متزايد.
• انخفاض الرضا.
• فقدان الدافع.
• الشعور بالوحدة في العالم.
• فقدان الشهية وتغير في عادات النوم.
• يؤدي الاحتراق الذاتي النفسي إلى الانفصال والاكتئاب.

ويمكن علاج الاحتراق الذاتي النفسي من خلال التواصل الإجتماعي الإيجابيين وتجنب مخالطة الأشخاص ذوي التفكير السلبي الذين لا يفعلون شيئاً سوى الشكوى والتذمر، كذلك البحث عن الهوايات الجديدة التي تجعل الحياة مثيرة وجديرة بالاهتمام بعيدة تماماً عن التكرار أو لأغراض العمل بالإضافة إلى ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة لتحسين مزاجك وزيادة الطاقة وشحذ التفكير.

الاحتراق الذاتي الوظيفي:

يرتبط الاحتراق الذاتي الوظيفي بالإجهاد المزمن المرتبط بالعمل كما تتميز بالإرهاق واستنفاذ الطاقة أو الشعور بالسلبية المتعلقة بوظيفة المرء وخفض الكفاءة المهنية واختلال التوازن بين العمل والحياة والإصابة بالإرهاق الناتج عن متطلبات العمل المفرطة بالإضافة إلى الأعراض الجسدية مثل الصداع والأرق وسرعة الغضب. ويمكن معالجة الاحتراق الذاتي الوظيفي عن طريق:

• حاول تحديد أهداف لما يجب القيام به وما يمكن أن ينتظر في المستقبل.
• اطلب الدعم من زملاء العمل أو الأصدقاء أو من المدير.
• جرب ممارسة الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل.
• ممارسة بعض التمارين الرياضية.

الاحتراق الذاتي في الإسلام:

فسر ابن كثير في كتابه التفسير قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" وقودها أي حطبها عبارة عن جثث بني آدم والحجارة المراد بها حجارة الكبريت السوداء الصلبة المنتنة وهي أشد الأحجار حراً، ويمكن ربط هذه الآية بظاهرة الاحتراق الذاتي حيث إن جسم الإنسان عبارة عن وقود ويمكن أن يتعرض للاحتراق الذاتي متى ما توفر الاسباب الداعية للاستعال.

هناك الكثير من الظواهر الغريبة التي حيرت العلماء منها ظاهرة الاحتراق الذاتي وما يزالوا يبحثون في مصداقية قصص الاحتراق الذاتي التي حدثت على مر التاريخ ولم يتوصلوا بعد إلى النتيجة النهائية تحسم الموضوع.

المصادر:

[1] مقال "الاحتراق البشري الذاتي: حقائق ونظريات" منشور من قبل على Live Science.

[2] مقال "كيف يعمل الاحتراق البشري الذاتي؟" منشور من قبل على Science. How Stuff Works.

[3] مقال "الاحتراق الذاتي الوظيفي: كيفية اكتشافه وعلاجه" منشور من قبل على Mayo Clinic.