الاتحاد الألماني يشيد بدعم ناغلسمان للحارس مانويل نوير
رحب المسؤولون في الاتحاد الألماني لكرة القدم، بالدعم غير المشروط من جانب المدرب يوليان ناغلسمان، لحارس مرمى الفريق مانويل نوير، وذلك رغم ارتكابه بعض الأخطاء مؤخرا. وفي هذا السياق قال رودي فولر، مدير المنتخب الألماني الأول في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية: "مانويل يتمتع بكامل دعمنا وثقتنا".
وكان ناغلسمان قد صرح في آذار/ مارس الماضي أن نوير سيكون الخيار الأول للفريق في كأس أمم أوروبا 2024، وواصل ثقته في حامل لقب كأس العالم مع المنتخب سابقا، وذلك رغم الخطأ الذي تسبب في تقدم منتخب اليونان بهدف في المباراة التي فاز بها المنتخب الألماني 1/2 يوم الجمعة الماضي. وعجز نوير عن الإمساك بتسديدة كريستوس تزوليس، لاعب المنتخب اليوناني، لترتد الكرة من يده وتجد (المتابع) جورجيوس ماسوراس، الذي لم يجد أدنى صعوبة في إيداعها داخل الشباك، ليمنح التقدم للضيوف في الشوط الأول بهدف نظيف.
ولم يكن نوير، حارس بايرن ميونخ، في أفضل حالاته في المباريات الأخيرة الأمر الذي تسبب في جدل كبير، خاصة مع وجود مارك أندريه تير شتيغن، حارس مرمى برشلونة الإسباني.
"الجميع يتطلع إلى نوير"
بدوره قال أندرياس ريتيش، المدير الإداري بالاتحاد الألماني لكرة القدم في تصريحات لقناة "سبورت 1"، إن ناغلسمان تعامل بالطريقة الصحيحة مع الأمر، داخل وخارج الملعب. وأضاف ريتيش عن نوير: "إنه في حالة جيدة، وهو الحارس الأساسي على الأقل بالنسبة لنا جميعا".
وتابع المدير الإداري بالاتحاد الألماني بالقول: "الجميع يتطلع إليه، وليس فقط بسبب طوله، ولكن للأداء والإضافة الذي يقدمها وهي كافية".
وتابع ريتيش أن دعم ناغلسمان لنوير وتوضيح موقفه من الأمر هو الطريقة الصحيحة من أجل عدم بدء مناقشة أخرى، مضيفا: "وإلا سيكون لدينا نقاشات عديدة قبل أيام من أمم أوروبا حول من سيكون رقم 1 ومن سيكون رقم 2".
ويفتتح المنتخب الألماني مشواره في البطولة بمواجهة إسكتلندا يوم الجمعة (14 يونيو/ حزيران 2024)، وتضم المجموعة الأولى كذلك منتخبي المجر وسويسرا. وانتقد كريستوف كرامر الذي فاز بلقب كأس العالم 2014 مع نوير، في تصريحات لقناة "زد دي إف " النقاشات الجارية واعتبر أن الأمر غير منطقي".
وقال كرامر: "إذا أخطأ مرة فسيكون هناك احتمالية كبيرة أنه لن يفعل ذلك للمرة الثانية في فترة قصيرة". وأضاف: "لا يجب علينا الحديث عن كون تير شتيغن حارس من الطراز العالمي، لا يوجد رأيان في ذلك، وكذلك لسنا بحاجة للحديث عن حقيقة أن مانويل نوير حارس كبير".
وأوضح كرامر أنه من الجيد أن خطأ نوير جاء في مباراة ودية وليس في أمم أوروبا، وسار فولر على النهج ذاته حينما تحدث عن المشاكل الدفاعية للمنتخب الألماني في الشوط الأول في مواجهة اليونان.
بدوره قال فولر: "يعلم اللاعبون ذلك ويتساءلون عن السبب، وهذا أمر جيد"، وأضاف: "لذلك من الإيجابي أن تلك الأخطاء تحدث الآن وليس في البطولة". وتابع: "ما يجب علينا أن نتساءل بشأنه هو كيف أن المنتخب اليوناني سنحت له العديد من الفرص أمامنا، لم يكن ذلك جيدا، كان أداؤنا بطيئا للغاية وأتسم بالإهمال في البداية، وخاصة في عملية بناء الهجمة".
وأشاد فولر كذلك بأداء الفريق في الشوط الثاني وقلب النتيجة لصالحه وتحقيق الفوز، وأوضح: "الأهداف من كاي هافيرتز وباسكال غروس كانت رائعة، الفريق لعب بشكل جيد على المستوى الهجومي". وتابع: "لكن أكثر ما جعلني سعيدا هو حالة التفاعل بين الفريق والجماهير"، مضيفا: "أن هذا التفاعل مع الجماهير سيكون مصدر قوتنا الكبيرة في البطولة".
هشاشة دفاعية
يأتي هذا الجدل في ظل الهشاشة التي يعاني منها منتخب ألمانيا لكرة القدم قبل أيام قليلة من انطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية. وإضافة إلى هفوته أمام المنتخب اليوناني كاد نوير (38 عاماً) أن يمنح أوكرانيا انتصارا متأخرا خلال اللقاء، وفي الأسابيع الماضية تسبب في خسارة فريقه بايرن ميونخ الألماني أمام ريال مدريد الإسباني في إياب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، كما ظهر بشكل باهت أيضا خلال هزيمة الفريق البافاري أمام هوفنهايم، والتي تسببت في تراجعه للمركز الثالث بنهاية الموسم في الدوري الألماني (بوندسليغا).
وكان نوير، المتوج مع منتخب ألمانيا بكأس العالم 2014 والذي قدم مستويات مذهلة خلال السنوات الماضية، محور أحاديث وسائل الإعلام مؤخراً، لاسيما وأن قائمة الفريق لأمم أوروبا تضم أيضا مارك أندريه تير شتيغن، حارس مرمى برشلونة الإسباني.
من جهة أخرى، أظهر لاعبو المنتخب الألماني دعمهم لنوير، حيث وصفه الظهير ماكسيميليان ميتلشتات بأنه "العمود الفقري للفريق"، في حين قال غروس "أنا سعيد بمدى جودته".
وينتاب الجماهير الألمانية الخوف من أن ارتكاب نوير أي خطأ آخر في يورو 2024، يمكن أن يكون مكلفا، بغض النظر عن مدى نجاحه طوال مشوار المسابقة.
وربما يتذكر البعض ما قام به أوليفر كان، حارس مرمى منتخب ألمانيا في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، حينما قاد الفريق للتأهل إلى المباراة النهائية، لكن ارتكابه خطأ فادحا منح المنتخب البرازيلي لقب المونديال في نهاية المطاف.
وتسببت نتائج منتخب ألمانيا المهتزة في الفترة الأخيرة في ابتعاده عن تصدر قائمة المرشحين للتتويج بأمم أوروبا، وأظهرت مباراتا الفريق الوديتين ضد أوكرانيا واليونان "تراجع مستواه، مقارنة بالأداء الذي قدمه الفريق خلال فوزه في وديتي فرنسا وهولندا خلال فترة روزنامة المباريات الدولية السابقة في آذار/مارس الماضي"، حسبما أكد توني كروس، نجم وسط الفريق.
ع.غ/ ع.ج (د ب أ)