الإمارات تكتشف كنزاً أثرياً من عصر الدولة العباسية
قطع من النحاس تعود إلى العصر العباسي
أجزاء فخارية تعود إلى عصر الدولة العباسية
جرة فخارية وجد بداخلها قطع النقود ضمن مقتنيات الكنز الأثري
كنز أثري تم اكتشافه في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة
-
1 / 4
كشفت البعثة المحلية التابعة لهيئة الشارقة للآثار في دولة الإمارات العربية المتحدة عن اكتشاف كنز أثري يعود إلى العصر العباسي.
وأوضحت البعثة المحلية لهيئة الشارقة للآثار أن الاكتشاف تم في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، ويحتوي الكنز على دراهم فضية نادرة بالإضافة إلى فلس من النحاس.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتعتبر هذه العملات من الإصدارات الأولى بالعصر العباسي مع حملها لأيقونات تعبر عن هذه الفترة والمتمثلة في خمسة خلفاء.
وجاء الكشف عن الكنز الأثري في الشارقة خلال عملية مسح وتنقيب كانت تقوم بها البعثة في المنطقة الوسطى خلال شهر سبتمبر.
دليل يؤكد وجود الدولة العباسية في المنطقة
وأوضح صباح عبود جاسم مدير عام هيئة الشارقة للآثار أن مكونات الاكتشاف الجديد تعتبر دليلاً دامغاً على وجود الدولة العباسية بصورة مبكرة في هذه المنطقة.
وذكر جاسم أنه تم العثور على جزء من هذه الدراهم الفضية النادرة داخل جرة مصنوعة من الفخار المزجج من الطراز العباسي.
ويعود زمن هذه الجرة إلى القرن التاسع أو العاشر الميلادي وذلك بحسب تقديرات بعثة الآثار في الشارقة.
وتوصف هذه المجموعة من الدراهم الفضية النادرة بأنها تمثل إطاراً جغرافياً كبيراً وذلك بسبب الأماكن التي سُكّت فيه.
وتمتد المنطقة الجغرافية التي صنعت فيها هذه العملات ما بين قارة إفريقيا غرباً إلى إقليم ما وراء النهر شرقاً وذلك وفقاً للتقسيم الإدارة إبان حكم الخلافة العباسية.
ويرى الخبراء أن هذه المجموعة من الدراهم الفضية النادرة تمثل العصر العباسي الأول.
النقود تنتمي لرقعة جغرافية واسعة
كما تنتمي هذه النقود إلى عدد من الأقاليم الرئيسية الجغرافية والإدارية سواء في كل من المغرب العباسية وكذلك فارس "كورة المهدية"، والري والجبال "مدينة المحمدية"، وخراسان "مدينة بلخ" وأرمينية "معدن باجنس" وإقليم ما وراء النهر "معدن الشاش" ومدينة سمرقند.
كما تصف البعثة كذلك أن هناك بعض الدراهم الفضية في هذه الجرة الفخارية بالإضافة إلى أوزان نحاسية صغيرة ذات أشكال منتظمة، مع أوزان مختلفة أخرى.
وتتراوح أوزان الأشكال النحاسية المنتظمة ما بين 5.5 غرام إلى 13.8 غرام.
كما يظهر من أعمال المسح الأثري في المنطقة الوسطى بإمارة الشارقة وجود مجموعة من الكسر الفخاري والتي تعود إلى عصر الدولة العباسية كذلك.
الدور المهم لسواحل الإمارات تجارياً
ويعتقد الباحثون بأن هذا الكشف الأثري الجديد في منطقة الشارقة يؤرخ إلى حقبة زمنية مهمة في تاريخ الإمارة بصورة عامة ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام.
ويمكن من خلال هذه الاكتشافات استنتاج أن سواحل الإمارات والمنطقة الوسطى من إمارة الشارقة قد لعبت دوراً مهماً في النشاط التجاري خلال عصر الدولة العباسية بالإضافة إلى دورها في التجارة الدولية في هذه الحقبة الزمنية.
ما هي الدولة العباسية؟
الجدير بالذكر أن الدولة العباسية هي ثالث خلافة إسلامية في التاريخ وبدأت في عام 750 ميلادياً واستمرت حتى عام 1517 ميلادياً.
وتوسعت الدولة العباسية حتى بلغت مساحتها تقريباً 6 ملايين و800 ألف كيلومتر مربع، وتعاملت بعملة الدينار والدرهم.
وكان أبو العباس عبد الله هو أول خلفاء هذه الدولة في عام 750 ميلادياً واستمر حكمه حتى عام 754 ميلادياً.
واتخذت الدولة العباسية في البداية من الكوفة عاصمة لها واستمرت حتى عام 766، قبل أن تصبح بغداد هي عاصمة الخلافة العباسية حتى عام 836 ميلادياً.
كما كانت سامراء عاصمة الخلافة العباسية خلال الفترة من 836 ميلادياً وحتى 892 ميلادياً، وأخيراً القاهرة التي كانت أخر عواصم الدولة العباسية خلال الفترة من 1261 وحتى 1517 ميلادياً.
فيما كان المتوكل على الله الثالث هو أخر ملوك الدولة العباسية، لتنتقل بعد ذلك الخلافة الإسلامية إلى العثمانيين والتي استمرت منذ عام 1517 ميلادياً وحتى عام 1924 ميلادياً.