الإمارات تعزز دور الرياديات في مجال الروبوتيات

  • بواسطة: ومضة تاريخ النشر: الإثنين، 17 أغسطس 2015 | آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
أفضل صناع المحتوى العرب في مجال ريادة الأعمال
إليك هذه النصائح لتحقيق النجاح في مجال ريادة الأعمال
الإمارات تُعزز إنتاجها من النفط والغاز

تعمل الإمارات العربية المتّحدة على تنمية جيلٍ جديدٍ من رائدات الأعمال المتخصّصات في الروبوتيات والأجهزة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 فالبرامج التكنولوجية في كافة أنحاء البلاد تستهدف أكثر فأكثر النساء الشابّات المتلهّفات للعمل في هذا القطاع الذي لطالما طغى عليه الطابع الذكوري. وقد شهدَت برامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، أو ما يُعرف بـ STEM، معدّلاتٍ أعلى من الفتيات والنساء الشابّات.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

مشاركة هؤلاء الفتيات والنساء الشابّات في هذه البرامج، تجعل من السعي لسدّ الفجوة بين الجنسَين أمراً أكثر منطقيّة في منطقةٍ لا تشكّل النساء فيها سوى 35% من روّاد الأعمال العاملين في التكنولوجيا، ونسَباً أقلّ بعد من روّاد الأعمال العاملين في مجال الأجهزة.

وتماشياً مع هدف الإمارات بأن يصبح اقتصادها قائماً على المعرفة، تصبح البلاد موطناً لعددٍ متزايدٍ من المراكز التعليمية مثل "فَان روبوتيكس" Fun Robotics وهو مركز الروبوتيات الأوّل في دبي للأطفال، والحاصل على موافقة "هيئة المعرفة والتنمية البشرية" KHDA؛ بالإضافة إلى مخيّماتٍ وورش عملٍ ومسابقاتٍ محلّيّةٍ تركّز على تعليم النساء الشابّات حول الأجهزة والإلكترونيات.

ومن خير الأمثلة على ذلك كانت ورشة عملٍ انعقدَت في حزيران/يونيو في أبوظبي، تمّ تصميمها لتعريف الفتيات إلى أسس التصنيع المتقدّم advanced manufacturing. وقد تعلّمَت الفتيات المشاركات، اللواتي تراوحَت أعمارهنّ بين 11 و13 عاماً، كيفية بناء روبوت شغّال بالكامل باستخدام الإلكترونيات وأجزاءٍ مطبوعة بالتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد أعددنَها بأنفسهنّ في "مركز جنرال إلكتريك للإبداع البيئي" GE Ecomagination Innovation Center، في مدينة مصدر.

روّاد أعمال أذكياء ينضمون إلى القافلة

يقول الرئيس التنفيذي لـ"جانك بوت" JunkBot، احتشام الدين بوتور عبدول: "لقد زرنا مؤخراً مدرسةً للفتيات في دبي لنعلمهنّ كيفية استخدام ‘جانكبوت‘، وهي شركة تبيع معدّاتٍ لمساعدة الأطفال الصغار على بناء الروبوتات. وقد أبدَت الطالبات حماساً كبيراً. فعندما رأين أنّ الأدوات التي نستخدمها مألوفةٌ لهنّ (وشبيهة بالخردوات المنزلية)، أثار ذلك اهتمامهنّ وبدأنَ يؤمِنّ أنّ الأمر سهلٌ وقابلٌ للتنفيذ."

وقد أشار بوتور عبدول في حديثه إلى "ومضة"، إلى أنّ الفتيات يشكّلن حوالي 40% من عملاء "جانكبوت".

ومن المشاريع المرتقبة الأخرى، والتي شهدَت مستوى عالٍ جداً من الاهتمام في أوساط النساء الشابّات، كانت مساحة التصنيع "تك شوب" Techshop الجديدة التي أنشأتها "لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا" TDC، والتي يُتوَقّع إطلاقها في تشرين الأوّل/أكتوبر.

ويقول رئيس "لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا"، إنريكو فيلا إنّ "نسبةً كبيرةً من الذين قدّموا طلباتٍ كُنّ من الإناث اللواتي أبدَين مستوياتٍ عاليةً من الالتزام."

إلى ذلك، يجتذب أيضاً مشروع "مساحة التصنيع الذكية" الجديدة في دبي، "ذا أسمبلي" The Assembly، أعداداً متساويةً تقريباً من الذكور والإناث، وفقاً لمؤسَّسه بي كيه جولاتي.

تعزيز ثقة الشابات

تقول المنسّقة الرئيسة لدروس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في "إديوتك" EduTech، سامية مهيل، إنّه من الهامّ تعزيز ثقة النساء الشابات بأنفسهنّ لاستخدام التكنولوجيا.

وتضيف أنّ "من أكثر الأمور التي ساعدتنا على جذب اهتمام الفتيات، كان تصميمنا لمسابقة حول الروبوتيات. فعندما وجدنَ أنّ الروبوتيات ليسَت مجالاً صعباً للغاية وليس محصوراً بالذكور، أثّر ذلك فيهنّ كثيراً. تحمّسنَ فعلاً للأمر، وأرسلنَ لنا لاحقاً رسائل إلكترونية يطلبنَ فيها المشاركة في المسابقات المستقبلية."

وبعد الإشارة إلى إنّ الأنشطة غير المدرسية كانت محفّزاً هامّاً لإثارة اهتمام النساء الشابّات في المجال، قالت إنّهنَّ "أدركنَ أنّه بدلاً من مشاهدة التلفاز في المنزل أو التبضّع (وهو ما يُشجعهنّ المجتمع على فعله)، يمكنهنّ القيام بأمورٍ أخرى."

تتولى "إديو تك" إدارة المنشأة التعليمية الأولى لـ "جوجل" Google في الشرق الأوسط، والمعنية بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM، وهي "ملتقى الإبداع" Google Innovation Hub التي تمّ إطلاقها في كانون الأوّل/ديسمبر الماضي.

النساء الشابّات اللواتي يرتدنَ الجامعات لا يقلّ حماسهنّ عن الفتيات الصغيرات. وفي هذا الشأن تقول مهيل إنّه "[لدينا] طالبات من المدارس كما من الجامعات. لدينا الكثير من الطالبات الجامعيات اللواتي يدرسنَ لنيل شهادات الماجستير والدكتوراه في الهندسة."

العراقيل

على الرغم من هذا الحماس الذي لا يخفى، لا تزال الشابات يواجهن عراقيل متأصّلة في تقاليد البلاد، وبالأخصّ لناحية التمييز بين الجنسَين في مجالَي العمل والتعليم.

"شعرتُ أنّ بعض طالبات الهندسة لدينا يواجهنَ بعض التمييز في الجامعة، كما تقول مهيل، مضيفةً أنّه "خلال ورشة عملٍ حول الإلكترونيات، أخبرنَنا أنّه يُسمح للشبان باستخدام كافة الأدوات، في حين يسمح لهنّ المدرّس سوى بالمشاهدة."

وبدورها، تقول لـ"ومضة" الشريكةُ المؤسِّسة لـ"كيوبي" Cubii، إيمان حسن، إنّ "التحدّي الأكبر يكمن في إقناع العملاء أنّ النساء الشابّات قادراتٌ أيضاً على العمل في هذا المجال وتحقيق النجاحات."

في المقابل، بدَت الامرأتان متفائلتَين حيال تزايد عدد رائدات الأعمال التكنولوجية. فتقول مهيل: "أعتقد أنّ النساء يحقّقنَ الكثير من الأمور عندما نمدّهنّ بالدعم المناسب،" ذاكرةً الشابّة اللبنانية آية بدير، مؤسِّسة "ليتل بيتس" LittleBits.

إزالة العراقيل

يرى كلٌّ من مهيلوحسن وبوتور عبدول أنّ الطريقة الفضلى لإشراك المزيد من النساء في القطاع التكنولوجي وزيادة عدد رائدات الأعمال في مجال الأجهزة، هو عبر تزويدهنّ بالدعم الثقافيّ والماليّ والتربويّ.

وتلفت مهيلإلى أنّه "علينا العودة إلى الوراء، وإعادة تقييم تقاليدنا وصورنا النمطية الثقافية؛ علينا مراجعة ثقافتنا إذا لم تكن تساعدنا على التقدّم. فإذا لم نحلّ مسألة هذه الصور النمطيّة الثقافيّة، لن نتمكّن من السير قُدُماً، مهما كان لدينا من طالباتٍ ذكيّاتٍ أو مَعدّاتٍ متقدّمة."

أمّا حسن فترى أنّه يجب توجيه الدعم للشركات الناشئة المعنيّة بالأجهزة أكثر ممّا هو للنساء على وجه التحديد. وتقول إنّه "بعد بناء المصنع الأول الكامل لـ ‘كيوبي‘، واجهنا خسارةً (مالية) كبرى. فمجال صناعة الأجهزة يحتاج (بشكلٍ عام) إلى المزيد من الجهود والمال ومواجهة التحدّيات بشكلٍ منتظم."