الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز..مثلك الأعلى في بر الوالدين
بعد تشرفي بالعمل بقيادة وتوجيه سموه لأكثر من ربع قرن لو تحدثت عنه لما كفاه كتاباً أكتبة عنه .. فقد كان رجلاً بكل ماتعنيه هذه الكلمة انه رجل دولة وسأختصر حديثي عن سموه- رحمه الله ،في المواضيع التالية:
أولاً : بره بوالديه : من طبائعه رحمة الله عليه انه إذا كان سيبدأ يوم عمله في المكتب أو عند السفر للخارج بالأتصال بوالدته – رحمها الله - للاطمئنان ويكون ذلك 4 مرات في اليوم .. وكان شديد الحرص باطلاع والده الملك فهد على كل أمر هام ويتلقى توجهه وكان الملك فهد - رحمه الله - يستمع إليه ويعطى توجيهاته لسموه وخصوصا في ما تقتضية مصلحة العمل.
ثانياً : اخلاقيات سموه واعمال الخير التى كان يقوم بها من غير أن يكون لها اعلام أو نشر وكان اذا علم عن كرض شخص سواء كان من مسؤلى الرئاسة او غيرهم لايتأخر لحظه في قيامة بعلاجه ومن ضمن مواقفه التي لا تعلمه أذكر مثلاً واحداً يتكرر منه دوماً وهذا المر على سبيل المثال حدث عندما سمع عن شخص مسؤول أعفى من عمله فرفض أستخدام سيارة الجهة الحكومية وطلب سيارة تاكسي توصله منزله فقدم سموه مبلغاً مناسباً لذلك المسؤول وكانت هذه الحالات أو ماأشابها تتكرر.. وليس أدل على ماحدث في يوم دفنه رحمه الله- عند ماتجمع عدد من النسوه حول المقبرة ولما سئلوا عن أسباب تواجدهم قالوا أتينا لنودع رجل الخير الذي فتح بيوتاً لنا دون ان يعلم احد عنه ذلك.
ثالثاً: ثقافته كان واسع الأطلاع وفي معظم العواصم خاصه في القاهرة وبيروت والمغرب كان له أعوان مكلفهم بشراء أخر الأصدارات وبعثها له الى جانب سعه اطلاعه على ماتتضمن الصحف والمجلات واذكر مرة كان فى الكويت وكلمنى أن ابحث عن أصدارات جديدة عن الدولة الأموية التى كان يهتم بتاريخها وتم تأمين (21) كتاب وتم عرضها على سموه فابلغنى أنه قرأ (12) كتاباً منها من قبل وإستذنت من سموه لاعادتها فقال لا خذها واعطها لمن يحب أن يقرأ في هذا الموضوع التاريخي. واذكر كنا في زيارة للمغرب للحضور مؤتمر الوزراء الثقافه فى عهد معالي السفير الدكتور عبدالعزيز خوجه ، انذاك سموه وطلب منى أن أستفسر من سموه لمعرفه الرأى في من يدعوهم السفير للعشاء في بيته وكانت هناك ثلاث خيارات فأبلغنى سموه أريد لقاء عدداً من رجل الفكر والمثقفين وبالذات المختصين بالدوله الأموية.. فكان ذلك البرفسور الذي أشرف على رسالة الأخ الدكتور فهد العرابي الحارثى أثناء دراسته في فرنسا وهو مغربي الأصل فأدلى بتعليق للأخ الدكتور فهد الذي كان ضمن الوفد قائلاً والله ان أميركم هذا ليس بأمير عادى!! فهو مطلع ويناقش كل شيئ عن الدوله الأموية وكأنه متخصص في تاريخها.
رابعاً : سرعه البديهة وقدرته على الأستيعاب والأرتجال.. حدث مرة في زيارة رسمية لفرنسا أن أقام وزير خارجية فرنسا حفل عشاء على شرف سموه في قاعة نابليون الشهيرة ودعا اكثر من ستين سفيراً ، ووقتها ألقى الوزير كلمة تعرض خلالها لأمور هامة مثل قضية الشرق الأوسط والبترول والأقتصاد وكانت الكلمة مكتوبه وكان سموه سأل معالى السفير السعودي في باريس قبل يوم حيال اعداد كلمة فقال معالى السفير لو كان الوزير سيلقى كلمة مكتوبة لبعثوا نسخة لنا منها لأعداد الرد ولكن سيرتجل وكانت المفاجاة التي حدثت وتعودت انا خلال كل سنوات عملى مع سموه أن يكون في جيبي اوراق صغيرة فكتبت رؤس مواضيع من كلمة الوزير وطلبت من الشخص الذي كان بجانبي أن يعطيها لسموه وارتجل سموه كلمة علق فيها على كل النقاط التى تعرض لها معالي الوزير وأبدى رأي المملكة حيالها وهنا حدثني الذي كان يجلس بيني وبين سموه واخبرني انه هو الذي اعد كلمه الوزير ومعه اثنان وأن سمو الأمير لم يكن يقرأ كلمه مكتوبه وأجاب على كل موضوع وهذا امر مدهش وقدرة رائعه فأبلغته عما حدث في اليوم السابق وقال المفروض أن تصل الكلمة للسفارة يوم امس فأبلغته لم يصل شيء.
ومرة أخرى أقام أتحاد الفنانين المصريين حفلاً في القاهرة على شرف سموه أثناء زيارة رسمية والقى رئيس الأتحاد كلمه طويلة مكتوبه مركز فيها على العلاقة الأخوية بين مصر والسعودية..الخ فالتفت الأمير لي وقال يبدو أن هذه مثل ماحدث في فرنسا وكان مع سموه فى الحفل معالي الشيخ عيسى بن راشد فقال يافيصل أنت ماشاء الله ماعليك خوف في الإرتجال وتحدث سموه رداً على كلمة رئيس الأتحاد وختمها بقوله ( اذا كانت منابر القاهرة تردد في اليوم خمس مرات لاإله إله الله- فإن منابر مكة المكرمة والمدينة المنورة ترد عليها بمحمد رسول الله) ولايمكن أن يتصور احد ماحدث بعد هذه الجملة التي ختم بها سموه كلمته من زغاريد وتصفيق ووقف الجميع لمدة لاتقل عن عشر دقائق تحية لسموه.
خامساً: وأخيرأ يكفي ان (71) مشروع من مشاريع الشباب والرياضة سواء ملاعب أو مقرات للأندية او بيوت الشباب أو فروع رعاية الشباب في المناطق والمعسكرات للنشاطات الشبابية تمت في فترة سموه رحمه الله- وفي مقدمتها درة الملاعب إستاد الملك فهد بالرياض الذي ولدت فيه فكرة بطوله القارات في العالم.
نتذكرك صاحب السمو الملكي فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود ونحن نلهج بالدعاء لك بالرحمة ، بقيت في قلوبنا حاضرا نابضا لم تنل منه رياح الزمن والمسافات ، بقيت خالدا مع كل فرحة بهدف لمنتخبنا السعودي ، ومع كل ابتهاجة طفل يتيم او معاق ..عشت فارسا ورحلت فارسا ..رحمك الله ..
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.