الأزهر يستنكر اجتزاء كلمة أحمد الطيب في حفل المولد النبوي
نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانًا استنكر فيه اجتزاء كلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في احتفالية المولد النبي الشريف التي أقامتها وزارة الأوقاف في مصر يوم الاثنين الماضي.
وقد حرص الأزهر على نشر البيان بعد حالة الجدل الكبيرة بعد اجتزاء أجزاء هامة من كلمة الشيخ أظهرت أن الطيب نفى تفضيل رسالة عن أخرى ولا نبي على نبي آخر، وهو ما يتنافى مع القرآن الكريم والسنة النبوية. وبسبب هذا الاجتزاء، تمادى لبعض في انتقاد كلمة الطيب، والتقليل من شأنه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
رد الأزهر حول اجتزاء كلمة الإمام الأكبر
وقد نشر الأزهر الشريف بيانًا على صفحته الرسمية على فيسبوك، وجاء في البيان التالي:
"لا تفهم جملة من الكلام إلا بوصلها بما قبلها وما بعدها، لما فيه من ربط للكلام بغاية المتحدث منه، وبيان لمُجمله، ونفي للاحتمالات والظنون غير المرادة، وهذه قاعدة عامة في فهم النصوص العربية ذات النسيج اللغوي المتماسك، وإذا كان كلام الله المُعجِز -الذي لا يضاهيه في البلاغة كلامٌ- إذا اقتطع من سياقه لم يدل على مراد الحكيم الخبير منه، فإن احتياج ما هو دونه من الكلام لفهمِه في ضوء السياق أولى".
وأضاف البيان: "معرفةُ سِياقِ كلامِ المتحدث في نصٍّ معين، وفي سياقات سابقةٍ من نُصوص أخرى، مُعبرةٍ عن فكره وعِلمه؛ تَمنعُ حَمْلَ بعض عباراته -المجتزأة من سياقها- على غير المُراد منها، ومعلومٌ أن اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها عما سِيقت له؛ افتراءٌ وتدليسٌ ينافي الأمانة وقواعد العلم".
فيما قال الدكتور عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، أن ما تم اجتزاؤه من كلمة الدكتور أحمد الطيب كان حول "عدم تفضيل رسالة عن أخرى، ولا نبي على نبي آخر".
وقال هندي: "في الحقيقة هذا الأمر لم يحدث مطلقًا بدليل استدلال الطيب بالآية الكريم التي تشير إلى أن الله تعالى فضل بعض الرسل عن بعض وبعض الرسالات على بعض".
وقال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: "التربص بشيخ الأزهر أمر لن ينتهي أبدًا، والهدف منه معلوم، ولكن هناك ثقة كبيرة بالإمام الأكبر من الناس، ولا يمكن المساس بها".
كلمة الشيخ أحمد الطيب
وكان الإمام أحمد الطيب أوضح في كلمته خلال المولد النبوي أن الله تعالى فضل بعض الرسل على بعض وبعض الرسالات على بعض، ولكنه أكد في كلمته أن هذا لا ينبغي أن يكون محل خلاف وتنازع.
وقال في كلمته: "لا ينبغي أن يكون محل خلاف وتنازع، أو مبني على رأي عارٍ عن دليل، بأن يُفتح باب المفاضلة فيه للعامّة؛ لما في ذلك من خطر كبير على المجتمعات واستقرارها وشواهد التاريخ تؤكد ذلك؛ بل الأصل فيه تفويض الأمر لله سبحانه وتعالى والتسليم والإيمان بما نزّله؛ عملًا بالأدلة الواردة في هذا الشأن، والمذكورة في كلمة فضيلة الإمام، والتي منها قول الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}".