الـ«ديسانيا».. ولماذا لا يرغب البعض في مغادرة الفراش صباحا؟
أحيانًا لا يرغب البعض في ترك الفراش صباحًا، يبقى ذلك الصراع الداخلي هو أول الصراعات التي يدخلها الإنسان مطلع كل يومٍ، أن يتنازل باختياره عن الهدوء والسكينة، ويبدأ في مواجهة العالم من حوله، فور أن تلمس أقدامه أرضية حجرته الباردة.
على كلٍ، هي خطوة لا بُد منها، فلا يمكن أن تستقيم الحياة دون السعي، لكن هنالك شريحة عريضة من البشر تجد مجرّد النهوض من الفراش عملية أكثر تعقيدًا مما يبدو. بالطبع يمكننا أن نرجع ذلك لعدّة أسباب مثل قلة عدد ساعات النوم وما يليها من اضطرابات، وحتى الإصابة بمشاكل جسدية تعيق الفرد عن الاستيقاظ بشكل طبيعي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
«ديسانيا».. حيث تلتبس الأمور
طبقًا لتعريف الأمريكي مارك سولتر، عضو الكلية الملكية للأطباء النفسيين، فالـ«ديسانيا» مصطلح يكافئ جملة «لا أترك الفراش في الصباح» لغويًا، كما أنه مصطلح لا يُعتد به في قواميس اللغة المعروفة، لأن مسبباته ليست واضحة تمامًا للعلماء.
وحتى لا تشعر بالتشتت، فالـ«ديسانيا» هي حالة تصيب بعض الأفراد، يشعرون على إثرها بصعوبة بالغة في النهوض وترك الفراش صباحًا، لكننا بالتبعية لا يمكن أن نُشخص كل من لا يستطيع الاستيقاظ صباحًا كمصاب بهذا المرض النفسي، فوفق رأي العلماء، الـ«ديسانيا» لا تأتي وحدها، بل بصحبة رفيق آخر، يمكننا اعتباره عرضا جانبيا أو حاصل ضرب لعدد من المشاكل التي تزامن تعرض الإنسان لها في نفس الوقت.
لا علاقة لهذه الحالة بالخمول على كل حال، بل هي أشبه بانعدام الرغبة في فعل الشيء نفسه ونعني هنا الاستيقاظ مبكرًا، لذا فمن يعانون مشكلة من الاستيقاظ مبكرًا بسبب السهر ليسوا محل حديثنا، فهُم مجرد محبين للسهر ليس إلا.
ينصح بعض الأطباء من يعانون من حالات مشابهة تطبيق تجربة جيدة للتأكد من صحة ما يعانون منه، حتى يتم الجزم إذا ما كان الفرد يعاني من هذه الحالة تحديدًا أم شيئا آخر مثل الإرهاق.
التجربة هي أن يدون الفرد على ورقة الشعور الذي ينتابه عند مطالبته بالاستيقاظ في الصباح، فإذا كانت إجابته بأنه يجد الأمر متعبًا، فهو لا يعاني أي مشكلات نفسية تستحق التدخُل، أما إذا كانت إجابته بأنه يشعر بأن الاستيقاظ مسبب للتوتر أو القلق، فهنا يمكننا الافتراض بأنه مصاب بالـ«ديسانيا».
هل من علاج؟
يرى سولتر بأنه لا يوجد علاج لهذه الحالة في حد ذاتها، لأنها مرتبطة بشكل أصلي بأعراض أخرى مثل الاكتئاب أو القلق.
«الأشخاص المصابون بالاكتئاب يعانون، قد لا يستطيعون تناول كوب من المياه»
-مارك سولتر
من هنا يمكننا أن نُمسك بطرف الخيط، فعلاج هذه المشكلة يقتضي علاج الأسباب الرئيسية لها، لهذا ينصح الأطباء المرضى بتغيير نظام حياة الفرد كحل مبدئي، رغبةً في إنهاء مشكلة الاكتئاب أو التوتر بشكل رئيسي، التي ستُنهي بدورها مشكلة الصعوبة في الاستيقاظ مبكرًا.
بسياق متصل، يجب الإشارة إلى أنه بعدم الوصول إلى حل جذري، فقد تتحوّل الأعراض بشكل كبير إلى انعدام تام بالرغبة في ترك الفراش طوال اليوم، وهو ما يعرف علميًا باسم الـ«كلينومانيا».
عامةً ينصح الأطباء النفسيون المصابين بأحد الاضطرابات بأن يشاركوا ذويهم أو أصدقائهم أطراف الحديث حول مخاوفهم، عملهم، وكل ما يؤرقهم ويجعلهم عرضةً للقلق والتوتر في جلسات أشبه بجلسات العلاج الجماعي، حيث يجب تسليط الضوء بصورة أكبر على الجوانب الإيجابية بحياة الفرد، وحثه نحو تقديم الأفضل لديه، وتذكيره بأن مخاوفه من الممكن تحجيمها.