اكتشاف واعد: لقاح الجدري قد يحمي من مرض جدري القردة
كشفت دراسة دولية حديثة أن التطعيم ضد مرض الجدري في مرحلة الطفولة يمنح حماية جزئية ضد الإصابات الناجمة عن فيروس "جدري القردة"، وهو الفيروس الذي يشهد انتشارًا ملحوظًا في عدد من دول وسط أفريقيًا، وعلى رأسها دولة الكونغو.
وقد أجريت الدراسة بالتعاون بين المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، ومنظمة الصحة العالمية، ومعاهد الصحة العامة الوطنية في أربع دول أوروبية، وقد كشفت الدراسة أهمية تطعيم الجدري، في ظل تفشي فيروس جدري القردة في وسط أفريقيا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يُذكر أن مرض الجدري، وجدري القردة ينتميان إلى عائلة "الفيروسات الجدرية" نفسها، وهو ما يفسر قدرة تطعيم الجدري على تقديم حماية مناعية ضد فيروس "جدري القردة"؛ وذلك بفضل التشابه الجيني بينهما.
وقد ركزت الدراسة على حالات جدري القردة بين الأشخاص الذين ولدوا خلال حملات التطعيم الوطنية ضد مرض الجدري، والتي استمرت حتى عام 1971، وكانت هذه الحملات جزءًا من جهود عالمية بدأت في منتصف القرن العشرين للقضاء على الجدري، والذي تم القضاء عليه عام 1980.
اقرأ أيضًا: جدري القردة ينتشر خارج إفريقيا.. ما مدى خطورته وكيف تحمي نفسك منه؟
نتائج متباينة في مختلف الدول
وأظهرت النتائج أن فاعلية لقاح الجدري ضد جدري القردة يختلف بشكل كبير حسب كل دولة، ففي هولندا بلغت فاعليته ضد 42%، بينما وصلت في إسبانيا إلى 84%، أما التقدير المشترك عالمية، فقد بلغ 70%، ولكن مع نطاق ثقة واسع يتراوح بين 23%، و89%، وهو ما يعكس بعض الشكوك حول النتائج.
و"نطاق الثقة" هو مقياس إحصائي يحدد مدة دقة التقديرات، ويعكس درجة التأكد من صحتها، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن التطعيم ضد الجدري في الطفولة يوفر حماية لثلثي الرجال ضد جدري القردة.
ولكن التفاوت الكبير في النتائج بين الدول وعدم اليقين من فاعلية التطعيم يجعل من الصعب التوصية به للأشخاص، لذا يوصي الباحثون بضرورة تقديم اللقاح المعتمد ضد جدري القردة للأفراد الذين يواجهون خطرًا كبيرًا للإصابة به، بغض النظر عن تاريخهم التطعيمي للجدري.
اقرأ أيضًا: الصحة العالمية تكشف آخر تطورات أزمة تفشي فيروس جدري القردة
تفشي مرض جدري القردة عالميًا
انتشر مرض جدري القردة، المعروف علميًا باسم "فيروس إمبوكس" في العديد من دول وسط وغرب أفريقيا، وأدى الانتشار السريع لهذا الفيروس إلى الإعلان عنه كحالة طوارئ عالمية، فقد كشفت عدة دول في أوروبا وآسيا عن وجود حالات لمرض جدري القردة.
وتشمل أعراض جدري القردة الصداع، وآلام العضلات والظهر، والشعور بالضعف، والطفح الجلدي والبثور، وتورم الغدد الليمفاوية، فضلًا عن الحمى التي تستمر لمدة يوم إلى ثلاثة أيام.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن رعاية المريض تعتمد على الأعراض التي يعاني منها ومدى شدتها. ورغم تحذير منظمة الصحة العالمية من المرض، إلا أنه من غير المتوقع أن يكون جدري القردة مرضًا خطيرًا مثل كورونا.
إلا أن القلق أن ينتشر المرض بين الأطفال في المدارس أو الحضانة، وهو ما يساهم في انتشار المرض أكثر بينهم.