اكتشاف أهمية الغدة الزعترية لجهاز المناعة وفي مواجهة السرطان

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
سرطان البروستاتا: قابل للعلاج إذا تم اكتشافه مبكراً
دراسة: اكتشاف علامات مبكرة للسرطان قبل تشخيصه
أهم الاكتشافات الطبية في 2021.. ستغير العالم

حتى قبل عام واحد تقريباً لم يتم التعرُّف على أهمية الغدة الزعترية عند البالغين، فكانت وظيفتها غير واضحة تماماً وكان يتم في الغالب استئصالها عند الخضوع لجراحة القلب والصدر دون أن يشكِّل ذلك خطراً على صحة المريض أو حياته.

ولكن كشفت دراسة بعنوان "العواقب الصحية لإزالة الغدة الزعترية لدى البالغين" -نشرتها مجلة نيو إنغلاند الطبية بتمويل من صندوق دعم أبحاث معهد تريسي وكريغ أ. هوف للخلايا الجذعية بجامعة هارفارد- أن وجود الغدة الزعترية عند الأشخاص البالغين مهم وله دور في الحفاظ على كفاءة جهاز المناعة والصحة العامة.

قيَّمت الدراسة مخاطر الوفاة وأمراض السرطان وأمراض المناعة الذاتية بين المرضى البالغين الذين خضعوا لاستئصال الغدة الزعترية بالمقارنة مع أشخاص مطابقين للمجموعة الأولى من الناحية الديموغرافية والذين خضعوا لعملية جراحية قلبية صدرية مشابهة دون استئصال الغدة الزعترية، بالإضافة إلى مقارنة إنتاج الخلايا التائية ومستويات مركبات بروتينية هي السيتوكينات في البلازما في مجموعة فرعية من المرضى.

وخلصت الدراسة إلى أن الوفيات -بغض النظر عن سبب الوفاة- وخطر الإصابة بالسرطان هم أعلى بين المرضى الذين خضعوا لعملية استئصال الغدة الزعترية بالمقارنة مع المجموعة الأخرى التي لم يتم في حالتها استئصال هذه الغدة، وأضافت الدراسة أن استئصال الغدة الزعترية يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.

ما هي الغدة الزعترية؟

الغدة الزعترية أو الصعترية أو التوتة هي إحدى الغدد الصماء، تقع خلف عظام الصدر، يزداد حجمها ووزنها بالتدريج خلال مرحلة الطفولة، وقد يصل وزنها إلى 40 غراماً كحدّ أقصى، وتضمر بعد البلوغ. وبداخل الغدة الزعترية تتشكل الخلايا التائية المسؤولة عن التمييز بين مكونات وخلايا الجسم الذاتية والأجسام الغريبة، حتى لا تهاجم الخلايا الذاتية وتدمِّرها، ويُذكر أنه بعد تكوُّن الخلايا التائية في الغدة الزعترية فإنها تهاجر إلى الغدد الليمفاوية الثانوية لتتكاثر هناك عند الحاجة.

متى يكون من الضروري استئصال الغدة الزعترية؟

يتم استئصال العدة الزعترية عندما تشكل خطراً على صحة الإنسان، وخاصة أنها مسؤولة عن تطور مرض الوهن العضلي الوبيل، الذي يسبب ضعفاً في العضلاتالخاضعة للتحكم الإرادي في الجسم. فيذكر أن حوالي 10 بالمئة من المرضى المصابين بالوهن العضلي الوبيل لديهم ورم في الغدة الزعترية، وبالرغم من أن معظم أورام هذه الغدة بطيئة النمو وحميدة في الغالب إلا أن بعضها قد يكون خبيثاً، وهنا يجب استئصالها.

ويوصي الأطباء باستئصال الغدة الزعترية للمرضى الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً، والذين يعانون من ضعف معتدل إلى شديد بسبب الوهن العضلي الوبيل، كما يمكن أن يوصي أطباء باستئصالها عند المرضى الذين يعانون من ضعف عضلات خفيف إذا كان ذلك يؤثر على التنفس أو البلع لديهم، والحالة الأخيرة التي يوصى فيها باستئصالها، في حال معاناة المريض من الثايموما، وهو ورم الغدة الزعترية الخبيث النادر الحدوث.

استئصال الغدة الزعترية له فوائد عديدة عند بعض المرضى، أوَّلها تقليل شدة ضعف العضلات التي يعانون منها، بالإضافة إلى تقليل حاجتهم إلى الأدوية وبالتالي زيادة فرص الشفاء الدائم من مرض الوهن العضلي الوبيل.

م.ج