اعرف المزيد عن اليوم الدولي للغات الإشارة
يحتفل العالم سنوياً باليوم الدولي للغات الإشارة "IDSL" في يوم 23 سبتمبر/ أيلول من كل عام، في إطار فعاليات الأسبوع الدولي للصم، بهدف رفع مستوى الوعي وتقديم ثقافة الصم ولغة الإشارة والتوعية بأهمية لغة الإشارة في الإعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصم، وضرورة الاستفادة المبكرة من لغة الإشارة والخدمات المقدمة بها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تحت شعار "لغات الإشارة من أجل حقوق الإنسان"، يحتفل العالم اليوم الخميس 23 سبتمبر 2021 باليوم الدولي الرابع للغات الإشارة، ليربط لأول مرة ما بين فكرة حقوق الإنسان ولغات الإشارة بشكل صريح، للتشديد على ضرورة تكاتف الجميع، من أجل تعزيز وجود تلك اللغات فى كل نواحي الحياة، كحق أصيل من حقوق الإنسان، ولدعم قضاياها.
كانت فعاليات الأعوام الثلاثة الماضية تدور كلها فى فلك أن "لغات الإشارة للجميع"، و "لغات الإشارة لكل شخص"، و"لغات الإشارة، الجميع يشارك"، لتقتصر الدعوات الموجهة للمجتمع الدولي بمنظماته المختلفة وساساته، على أهمية تعليم لغات الإشارة، ليشارك الجميع فى التنمية المستدامة، التي تسعى الأمم المتحدة لبلوغها بحلول عام 2030، على اعتبار أن فئة الصم والبكم لا يمكن الاستهانة بها لدى مقارنتها بغيرها من الفئات المجتمعية.
الأسبوع الدولي للصم
أنشئ الاتحاد العالمي للصم في 23 سبتمبر عام 1951، وهو اتحاد يضم 135 جمعية وطنية للصم، تمثل في مجموعها 72 مليون أصم في العالم.
في البداية حدد الاتحاد العالمي للصم يوم السبت الأخير من شهر سبتمبر/ أيلول من كل عام، ليكون اليوم الدولي للصم، وكان يوم احتفاء منعزل. لكن بعد ذلك، أصبح تتويجا لأسبوع من الاحتفالات، وسمى بـ "الأسبوع العالمي للصم"، ويحتفل به العالم كله.
وقد أُحتفل بأول أسبوع دولي للصم في سبتمبر 1958، وتطور منذ ذاك إلى حركة عالمية للوحدة بين فئة الصم والتوعية المركزة لرفع الوعي بقضاياهم والتحديات اليومية التي يواجهونها.
أصل الاحتفال بلغات الإشارة
وفقاً للاتحاد العالمي للصم، يوجد حوالي 72 مليون شخص أصم في جميع أنحاء العالم، أكثر من 80% منهم يعيشون في البلدان النامية وبشكل جماعي، ويستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة مختلفة.
لذلك، قدم الاتحاد العالمي للصم اقتراحاً للاحتفال باليوم الدولي للغة الإشارة، وتبنت البعثة الدائمة لأنتيغو وباربودا لدى الأمم المتحدة القرار رقم 161/72 بالشراكة مع 97 دولة عضو، وتم اعتماده بتوافق الآراء في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2017، وتم اختيار تاريخ 23 سبتمبر لأنه تاريخ إنشاء الاتحاد العالمي للصم، الذي يمثل تاريخاً لميلاد منظمة دعوية، وأحد أهم أهدافها هو الحفاظ على لغات الإشارة وثقافة الصم بوصف ذلك من المتطلبات الأساسية للأعمال الكاملة لحقوق الإنسان لفئة الصم.
وقد أشار قرار الجمعية العامة 161/72 إلى ضرورة الاستفادة المبكرة من لغة الإشارة والخدمات المقدمة بها، بما في ذلك التعليم الجيد بلغة الإشارة، الذي يعد أمراً حيوياً لنمو أبناء فئة الصم ونمائهم ومطلب بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا، وبما يضمن العمل مع فئة الصم من باب الأخذ بمبدأ "لا شيء يخصنا من دوننا".
في عام 2018، احتفل العالم باليوم الدولي للغات الإشارة، لأول مرة، في 23 سبتمبر 2018 في إطار فعاليات الأسبوع الدولي للصم، وقال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة له بهذه المناسبة إن لغات الإشارة تعد وسيلة مهمة للفرد للتعبير عن نفسه والتواصل مع الآخرين والمشاركة في جميع جوانب المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، كما إن استخدامها ضروري لضمان الوصول إلى المعلومات والخدمات، بما في ذلك أثناء حالات الطوارئ وأعمال حقوق الإنسان لأكثر من 70 مليون شخص من الصم في جميع أنحاء العالم.
لغات الإشارة
تعتبر لغة الإشارة من أقدم وسائل التواصل والتخاطب للصم والبكم، والتي ظهرت في إسبانيا في القرن 17، للتعامل مع من لا يملكون القدرة على الكلام والسمع.
وتعتبر من اللغات التي تستخدم فيها لغة اليدين بإشارات محددة، وتكون الإشارات تبعا لكل حرف من الحروف الأبجدية، ومن خلالها يمكن تكوين جمل، وهي ليست قاصرة فقط على حركة اليدين، بل تشمل تعابير الوجه ، وحركة الشفاه والتعابير بحركة الجسم.
شاهد أيضاً: اليوم العالمي للشعر الأفريقي " الأفرو"
لغة الإشارة هي لغة طبيعية كاملة الاختلاف من الناحية الهيكلية عن اللغات المنطوقة، وهناك أيضًا لغة إشارة دولية، والتي يستخدمها الأشخاص الصم في الاجتماعات الدولية، وبشكل غير رسمي عند السفر والتواصل، وتعترف اتفاقية حقوق الأشخاص بذوي الإعاقة وتروج لاستخدام لغات الإشارة، حيث يوضح أن لغات الإشارة متساوية في وضعها بالنسبة للغات المنطوقة وتلزم الدول الأطراف بتسهيل تعلم لغة الإشارة وتعزيز الهوية اللغوية لمجتمع الصم.
فيما يعتقد الكثيرون أن الصم يستخدمون إشارة واحدة فى جميع أنحاء العالم وأنها لغة موحدة، لكن لكل بلد لغة إشارة خاصة بها تختلف عن باقي الدول، وقد يكون هناك أكثر من لغة فى البلد الواحد، لأنها انعكاس لتاريخ وثقافة وعادات المجتمع والبيئة التي يعيش فيها الصم، لكن من يجيد استخدام لغة الإشارة فى بلد ما، يستطيع التواصل بسهولة مع مستخدمي لغة إشارة لبلد آخر رغم اختلاف اللغتين، بعكس مستخدمي اللغات المنطوقة الذين يجدون صعوبة في التواصل إن لم يكن أحدهما أو كلاهما يجيد اللغتين، أما الصم فهم بارعون فى إقامة جسور لسد ثغرات اللغة مع الآخر والتواصل معه.
وقد أنشئ الكثير من المدارس الخاصة في تعليم لغة الإشارة للصم والبكم في الكثير من دول العالم، لكنها بحاجة إلى تطوير وخاصة في المجتمعات العربية، كما أنه من المهم الدمج بين الأطفال من الصم والبكم مع الأطفال العاديين في المدارس، من أجل حياة اجتماعية وتعليمية أفضل لهم، ورفع معايير الثقة بالنفس لديهم.