اسقاط طائرة صغيرة ثمنها 200 دولار بقذيفة تتكلف 3 ملايين
خلال الأسبوع الماضي تحدث الجنرال "ديفيد بيركنز" قائد قيادة التدريب في الجيش الأمريكي في ندوة خاصة بالقوات الأمريكية، حول المخاطر التي ستواجه القوة العسكرية الأمريكية خلال السنوات القادمة، وخلال حديثه ألقى الضوء على حادثة فريدة من نوعها قامت بها إحدى القوات الحليفة للولايات المتحدة، حيث تم اسقاط طائرة صغيرة دون طيار Drone لا يزيد سعرها عن 200 دولار بواسطة قذيفة صاروخية من طراز "باتريوت" تكلفتها 3 ملايين دولار أمريكي.
وكان وصف جنرال بيركنز لهذه الحادثة بالمشكلة، لا يتعلق بمدى قوة القذيقة ودقتها، فعلى حسب تعبيره لم تستطع الطائرة الصغيرة ذات المحركات الأربعة أن تصمد أمام القذيفة، ولكن تكمن المشكلة فعلياً في التكلفة الاقتصادية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فبعد هذه الحادثة أصبح العالم كله يعرف أنه يمكنه تحميل جيش دولة ما 3 ملايين دولار في لحظة واحدة وباستخدام طائرة لا تزيد عن 200 دولار، بل تقل كثيراً في بعض الأحيان. مما يعني أنه بشراء عدة طائرات صغيرة بقيمة 1000 دولار، يمكن تكلفة قوة عسكرة ما عشرات الملايين من الدولارات في لحظات معدودة، وهي بالتاكيد ضربة قاصمة لاقتصاديات الجيوش.
وقال جنرال بيركنز أن تفادي هدر 3.4 مليون دولار لإسقاط طائرة صغيرة مدنية لا تزيد تكلفتها عن 200 دولار، يكمن في تفعيل سبل أفضل للتواصل بين قادة القوات وبين البيئة المحيطة بهم. فبدلاً من تحديد هذا الامر على أنه خطر يتم بناءً عليه إعطاء الأوامر باستخدام السبل الدفاعية، يجب اتخاذ الخطوات الملائمة الداعمة لقرار صائب لا يكلف القوات أموالاً تنتهك اقتصادياتها.
وتدق هذه الحادثة التي لم يتم تسمية أصحابها ناقوس خطر يجعلنا نقف بعض الوقت أمام هذا التطور التقني. ففي الوقت الذي تنفق فيه القوات العسكرية حول العالم الملايين لتطوير الطائرات الصغيرة في الأغراض العسكرية، يستغل هذه التقنية ذاتها عدد من المدنيين في أغراض مختلفة مثل الأغراض البحثية والدعائية والطبية وغيرها، كما يستغلها البعض الآخر في عمليات أخرى قد تتسم بالإرهاب والعنف.
وفي هذا الصدد يجب على دول العالم أن تتفق على وسيلة يمكن من خلالها التفرقة بين الطائرات المستخدمة في أغراض سلمية، عن تلك التي تستخدم في أغراض أخرى عنيفة، وهو أمر صعب بكل تأكيد وسوف يستغرق وقت ليس بالقصير لتقنينه وتفعيله.