استغرقت 11 دقيقة: 6 نجمات يعدن من أول رحلة فضائية نسائية
شهدت ولاية تكساس الأمريكية أمس الاثنين انطلاق كبسولة فضائية تابعة لشركة بلو أوريجين، المملوكة للملياردير الأمريكي جيف بيزوس، وحمل على هذه متن هذه الرحلة 6 نجمات بارزات في أمريكا، ومنهن نجمة البوب العالمية كاتي بيري، في أول رحلة فضائية نسائية بالكامل منذ أكثر من 6 عقود.
انطلقت الرحلة من موقع الإطلاق في غرب تكساس عند الساعة 8:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، وبعد نحو 10 دقائق فقط عادت الكبسولة إلى الأرض بهبوط ناعم مدعوم بمظلات، في حين هبط معزز الصاروخ ذاتي القيادة على بعد ميلين من نقطة الانطلاق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقد وصلت الكبسولة إلى ارتفاع تجاوز 100 كيلومتر، متجاوزة خط كارمان، الذي يعد الحد الرسمي للفضاء الخارجي. حملت الرحلة على متنها لورين سانشيز، خطيبة جيف بيزوس، والمذيعة الشهيرة غايل كينغ من قناة CBS، إلى جانب العالمة السابقة في ناسا عائشة بوس، والناشطة الحقوقية أماندا نغوين، والمنتجة كيريان فلين.
يُذكر أن آخر رحلة شهدت طاقمًا نسائيًا بالكمال في الفضاء كانت في عام 1963، حينما أصبحت رائدة الفضاء السوفيتية فالنتينا تيريشكوفا أول امرأة تطير إلى الفضاء بمفردها على متن المركبة فوتسوك 6، ومنذ ذلك الحين لم تسجل أي مهمة مكونة من نساء فقط حتى هذه الرحلة.
كيتي بيري تتحدث عن الرحلة
عقب نزول الكبسولة إلى الأرض، ظهر تأثر النجمات بالرحلة، ومنهن النجمة كيتي بيري، التي قبلت الأرض فور خروجها من الكبسولة. تحدثت كيتي عن مشارعها عب رمنصات التواصل الاجتماعي، وقالت: "لو أخبرني أحد في طفولتي أنني سأكون ضمن أول طاقم نسائي بالكامل يذهب إلى الفضاء لصدقته. لقد نشأت في بيئة متواضعة، لكن الأمل والدهشة لم يغادرا مخيلتي أبدًا".
نشرت كيتي مجموعة من مقاطع الفيديو التي توثق تدريباتها على متن كبسولة افتراضية، وظهرت مرتدية بدلة فضاء، وكشفت عن رمزها الخاص في الرحلة "فيذر" أي ريشة تعبيرًا عن خفتها وانطلاقتها.
عبرت كيتي كذلك عن حماسها للغناء في الفضاء، لتصبح أول فنانة بوب تطمح لأداء غنائي في بيئة منعدمة الجاذبية.
الترويج للسياحة الفضائية
وتعد شركة "بلو أوريجين" التي تأسست عام 2000 واحدة من الشركات الرائدة في مجال السياحة الفضائية. وعلى الرغم من أنها لا تفصح عن أسعار التذاكر، إلا أن حجز مقعد يتطلب وديعة تقدر ب150 ألف دولار أمريكي، وهو ما يجعل هذه الرحلات محصورة على النخبة القادرة ماليًا.
الشركة لا تكتفي بالسياحة، بل تسعى إلى تطوير البنية التحتية طويلة الأجل للفضاء، من خلال تصميم صواريخ قابلة لإعادة الاستخادام، مثل "نيو شيبرد" الذي يعتمد على تقنية الهبوط العمودي، مما يقلل من التكاليف ويزيد من الكفاءة.
تفرض القوانين الأمريكية تدريبًا إلزاميًا على رواد الفضاء. وتُخضع "بلو أوريجين" ركابها لتدريبات مكثفة لمدة يومين، تشمل التمارين البدنية، وبروتوكولات الطوارئ، وتعليمات خاصة بانعدام الجاذبية. يُشرف على ذلك طاقم دعم يُعرف بـ"عضو الطاقم السابع"، يتألف من شخصين: أحدهما يرافق الركاب ويوجههم خلال الرحلة، والآخر يتابع المهمة من غرفة التحكم الأرضية.
انتقادات بسبب مخاوف بيئية
بينما يحتفل البعض بهذه المرحلة من رحلات الفضاء، إلا أن هناك أطراف تنتقد هذه الرحلات بسبب تأثيراتها على البيئة. يشير الباحثون إلى أن انبعاثات الصواريخ تفرز غازات وجزيئات دقيقة تضر بطبقة الأوزون وتساهم في تغير المناخ.
وتقول شركة "بلو أوريجين" إن صاروخها "نيو شيبرد" لا ينتج أي انبعاثات كربونية أثناء الطيران، وإن المادة الوحيدة الناتجة عن احتراقه هي بخار الماء. لكن العالمة إيلويز ماريه، أستاذة كيمياء الغلاف الجوي بجامعة لندن، ترد بأن أي احتراق عند درجات حرارة عالية يحوّل النيتروجين في الهواء إلى أكاسيد النيتروجين – وهي من الغازات الدفيئة.
وأشارت أيضًا إلى أن بخار الماء في الطبقات العليا من الغلاف الجوي يُعد مؤثرًا على التوازن المناخي، إذ يمكنه تعديل التركيب الكيميائي لطبقة الستراتوسفير، واستنزاف الأوزون، وتكوين سُحب تغيّر أنماط الطقس.