استراتيجيات علاج التأجيل والتسويف في العمل
تتعدد طرق علاج التأجيل والتسويف في العمل والذي يمكن أن يقضي على حياتك المهنية من قبل أن تبدأ، فلا يوجد شخص يعيش بشكل مستمر على التسويف، إلا وقد عانى طوال هذا الوقت من الشعور بالذنب وعدم الإنجاز وقلة الإنتاجية مع الوقت، لذلك إذا كنت في بداية وقوعك في بئر التسويف، قم على الفور بالتعرف على تلك الطرق التي يمكنها إنقاذك.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
علاج التأجيل والتسويف في العمل
يعتبر التأجيل أو التسويف من العمليات التي تدمر أي عمل تقوم به، لأن الأساس في أي عمل هو الالتزام والاجتهاد سويًا، فحينما تتحول من هذا إلى التسويف تنحدر قدراتك وتبدأ في فقدان السيطرة على ذاتك.
ومع انتشار التأجيل والتسويف في كل مكان ولكافة الأعمار أصبح لا بد من الكشف عن السبل التي تساعد على تخطيه ومواجهته، لذلك لا تقلق إذا كنت واقعًا في حالة لا تنتهي من التسويف لأن موعد التخلص منه قد حان.
التخيل قادر على محاربة التسويف
هل تعلم أن عدم وصولك إلى هدفك حتى الآن هو عدم استخدامك للتخيل؟ الحقيقة أن العديد من الأشخاص يريدون الوصول إلى أشياء محددة ولكنهم يقعون في فخ التسويف فبدلًا من الوصول إلى أهدافهم بتخيل الغد بها، يقومون بتخيل هذا الغد القريب وهم ينهون مهام اليوم، وهو ما يزيد من عدم قدرتهم على الوصول إلى ما يريدون.
لذلك أسعى إلى وضع أهداف محددة وضع تصور آخر لتحقيقها وتعمد رؤية نفسك وأنت تصل إلى ما تريد، فإذا حدث ذلك ستتمكن من الوصول إلى ما تريد بدون أي تأجيل.
التخطيط والالتزام
يجب أن تتبع نظامًا صارمًا للوصول إلى أهدافك من خلاله، وهذا الأمر لا يتم سوى باتخاذ التنظيم والتخطيط أسلوب حياة، لذلك كن واضحًا مع نفسك بشأن الأشياء التي تجيد القيام بها، وكيف يمكنك القيام بها والوقت المتاح لذلك.
بعد وضع الخطط التي يجب أن تقوم بها، يجب أن تلتزم بكل خطواتها فالالتزام هو العدو الأول للتسويف فمن خلاله لا يمكنك قضاء وقتك تنهي مهام كان من المفترض أن تنتهي بالأمس.
يجب ان تكون الخطط مطابقة للوقت المتاح لديك ولا تزد الأمر على نفسك وتنتظر أن تقوم به على أكمل وجه، بل اترك بعض المساحة للطوارئ حيث تكون مضطر لإنجاز أمر ما غير مخطط له.
ابتعد عن المشتتات خلال العمل؛ لأنها من أول الأشياء التي تؤدي في النهاية إلى الكثير من التسويف.
رتب أولوياتك في المهام
يعتقد البعض أن ترتيب المهام التي يجب ان يقوم بها يجب أن يتعلق بالآخرين، فيبدأ بما يخصهم ثم يترك المتبقي من الوقت لمهامه الشخصية، ولكن تلك الطريقة الخاطئة تجعله بكل ضمير مرتاح يحرك مهامه نهاية اليوم ويركلها إلى خانة التأجيل والتسويف.
وبناء على ما سبق، يجب أن ترتب أهدافك وفقًا إلى الأكثر أهمية والأكثر تعلقًا بأهدافك، ثم تأتي بقية الأشياء تباعًا، ويمكنك أيضًا اختيار الأشياء التي تزيد من حماسك وتجعلك مقبل على العمل، فالعطاء لنفسك أولًا ثم للآخرين.
مارس الاستمرارية
تمثل الاستمرارية أحد الأعمدة المتعلقة بالاستمرار في العمل الجاد الناجح وعدم التسويق، ولكن كيف يمكنك القيام بالأمر دون الوقوع في الأخطاء المختلفة؟ يجب ا، تدرك في البداية أنه مهما اقتربت من أهدافك فأنت لازلت بعيدًا عنها، فالقرب لا يعني الوصول، لذلك يجب ان تمارس الاستمرارية إلى النهاية.
قسم الأهداف إلى أهداف أصغر واستمتع باستكمالها والانتهاء منها بالكامل، لكن دون أن يكون ذلك على حساب الاكتمال الكلي للمهمة، فلا تنظر لما قمت به بل ضع عينيك على الناقص وتتبعه حتى الانتهاء منه، وتعلم أن الانتصارات الحقيقية لا يعلن عنها إلا بعد اكتمالها.
اتبع نظرية الاستقرار والتطوير والتوسع
هناك بعض القواعد التي إذا اعتمدت عليها يمكنك توديع التأجيل والتسويف والنجاح في الوصول إلى أهدافك اليومية والمطولة، ومنها الاستقرار والتطوير والتوسع، وذلك عن طريق الاستقرار على استكمال ما تفعله في مكانك دون التعرض للمشتتات، بالإضافة إلى تطوير قدراتك يومًا بعد يوم وهو أمر مهم يمنعك من التراجع إلى الخلف، ويضمن إن حدث وتراجعت ستتمكن من العودة مرة ثانية إلى مكانك دون تأخر واضح في الأهداف.
ثم المرحلة الأخيرة وهي التوسع التي تقوم من خلالها على وضع أهداف كبرى لتصل إليها بعد الانتهاء من الأهداف الأولية، وهي دليل على نجاح خططك بدون أي تسويف أو تأجيل.
الاحتفال بالتقدم
لا يمكنك الاستمرار على وتيرة واحدة سواء تمكنت من تحقيق النجاح أو لم تتمكن لذلك يجب أن تعمل على الاحتفال بين فترة وأخرى بالتقدم الذي حصلت عليه، وبالتالي يؤثر هذا الاحتفال على تقدمك في الأيام التالية والتي تجعلك أكثر إقبالًا على العمل وابتعادًا عن التسويف.
لا تحتفل بالإنجازات التي لم تكتمل بعد، بل ركز على الأشياء التي تحققت وآتت ثمارها، ويمكنك الحصول على بعض الجوائز والمكافآت وفقًا للمتاح لديك.
لا تنسى الحصول على المرح
يمكنك مزج المرح وأساليب الترفيه المختلفة مع العمل على إتمام أهدافك، وسوف يمنعك هذا من التأجيل والتسويف لحصول العقل على الفاصل المناسب من الترفيه، ثم تبدأ الذاكرة في التنشيط، لتستعيد تركيزك وكأنك تبدأ مهمتك الآن.
لا تجعل الترفيه يكون في الفواصل فقط بين المهمات القصيرة المدة، ولكن قم بأداء المهام نفسها بروح مرحة لأن ذلك يساعد على ربط العمل بالمرح في العقل، والشعور بالإقبال والإيجابية كلما أقدمت على العمل وليس العكس.
تساهم تلك العملية في رفع مستوى الإيجابية في حياتك العملية بالإضافة إلى تعزيز طريقة التفكير المبتكرة والإبداعية.
تتبع استراتيجيات تنظيم الوقت
يجب أن تضع استراتيجية واضحة لتنظيم الوقت بالشكل المناسب مع مهامك فيما يعرف بالخطة الزمنية، وهي تلك الخطة التي تمنح كل مهمة وقتًا محددًا لا يجب تجاوزه، والنتيجة النهائية تكون عدم الحصول على مهام غير منجزة ومؤجلة إلى الغد.
بالإضافة إلى الأوقات المحددة للعمل يجب أن تحدد فترات للراحة وعدم التنازل عنها أيضًا، وتنظيم الوقت عن طريق تقسيم الأوقات المتاحة إلى أوقات يمكن العمل بها بشكل أكثر من غيرها والأوقات التي تقل الإنتاجية بها واستخدام البرامج التي تساعد على تنظيم الوقت أيضًا.
كيف تعالج نفسك من التسويف؟ سوف تحتاج إلى التنظيم وقوائم المهام والجداول المصغرة في كل مكان تذهب إليه، ويمكنك حينها محاصرة التسويف والقضاء عليه دون مجهود، لأنه عادة ما يترك الفرد مهامه بالمنزل ثم يوافق على أداء مهام إضافية دون مراجعة جداوله، مما قد يؤدي إلى تأجيل بعض المهام وهو أمر مرفوض تمامًا.
تخلص من الطاقة السلبية
كيف تتغلّب على التسويف والتأجيل؟ يمكنك إحلال الطاقة الإيجابية محل الطاقة السلبية كي تتمكن من الحصول على الالتزام في العمل والتخلص من التأجيل بشكل نهائي، فالعمل تحت تأثير الأشياء السلبية التي تفرز طاقة التوتر والقلق لديك تجعلك غير ملتزم بالعمل وأكثر عرضة للتسويف.
كلما ابتعدت عن الطاقة السلبية ستتمكن من استعادة تركيزك وصفاءك الذهني وللتأكد من عدم تعرضك للطاقة السلبية في يومك ركز على ما يلي:
- ابتعد قدر الإمكان عن الأشخاص السلبيين الذين ينشرون طاقتهم السلبية في كل مكان.
- لا تقم بأشياء وأنت واثق من فشلها لأنها سرعان ما ستصيبك بالإحباط.
- لا تربط نفسك بالعلاقات السامة التي تؤثر على حياتك المهنية والاجتماعية.
- ضع عينيك دائمًا على ما يمكنك تحقيقه والوصول إليه،ظ وعلق قلبك بالإنجازات.
أسباب التسويف
لا يحدث التسويف بدون سبب، لكن هناك الكثير من الأسباب القوية التي تجعل الفرد متراخيًا في أداء المهام المطلوبة منه، وتأجيلها إلى أيام أخرى.
قد يكون التأجيل لسبب ما كظرف طارئ، لكن يحدث ذلك لمرات قليلة لا في كل مهمة ولأي عمل، لذلك ستحتاج إلى التعرف على أسباب تلك الحالة التي تتكرر معك بصفة دورية، سواء كنت من العاملين أو الطلاب، فالأمر خطير وسوف يجعلك تخسر الكثير من الفرص المتاحة للنجاح.
ووفقًا إلى بعض الدراسات التي تتحدث عن التأجيل وأخطاره، هناك العديد من الأسباب التي تعتمد على عوامل داخلية وخارجة تؤدي في النهاية إلى التسويف ومنها ما يلي:
صعوبة التنظيم
لا يستطيع بعض الأفراد المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) من عدم القدرة على التنظيم وبالتالي ترتفع نسبة إصابتهم بالتسويف.
يصاب الأفراد الذين يعانون أيضًا من التشتت والنسيان وعد التركيز، وعدم تنظيم الوقت من التأجيل لأعمالهم دون الشعور بالذنب لأنهم غير قادرين على الاستمرار في الالتزام بكل هذا.
الصفات الشخصية
تؤثر السمات المختلفة للأفراد وقدراتهم على عملية التسويف والترتيب، وذلك لأن بعض الأشخاص يتسمون بالفوضى وعدم التنظيم ولا يستطيعون الترتيب للمستقبل لذلك يلجأون إلى التأجيل كلما كان الأمر متاح لهم.
يمكن للفرد تغيير بعض الصفات الشخصية التي يكتسبها من الحياة باكتساب صفات أخرى أفضل وإحلالها محل الصفات أو العادات السيئة.
الأسباب البيولوجية
أكدت بعض الأبحاث والدراسات أن تركيب الدماغ الإنساني مرتبط بشكل أو بآخر بعملية التسويف، وذلك لأن بعض أشكال الدماغ تجعل أصحابها يفكرون في التسويف والتأجيل أكثر من غيرهم.
يرتبط ذلك بعدم وجود مكافآت أو نتائج فورية، ولكن يجب على الفرد الانتظار لتحقيق ما يحلم به بعد أشهر أو سنوات وهو أمر معقد لا يتقبله كافة الأفراد.
الحالة النفسية
يلجأ الكثير من الأفراد إلى تأجيل العمل بسبب المشكلات النفسية والعاطفية التي تؤثر بشكل كبير على أداء الفرد في العمل، وغالبًا ما ترتبط عملية المماطلة بأعراض الاكتئاب، لذلك إذا كنت تشعر بأن حالتك النفسية تؤثر بالسلب على إنتاجيتك، يجب أن تتواصل مع استشاري نفسي للتأكد من حالتك.
يعاني البعض من الرغبة في المثالية وهو ما يؤدي إلى عكس التوقعات التي يفترضها البعض فبدلًا من الإنتاج لتحسين الوضع، يلجأ الفرد إلى التسويف وقضاء الوقت في أداء مهام أخرى تحتاج إلى وقت أقل مما يؤدي إلى تأجيل غيرها.
أضرار التسويف
تتعدد الأضرار الناتجة عن عملية التسويف والتي يجب أن تكون واعيًا لها بقدر كبير، لأن استمرارك في عمليات التأجيل يعني وقوعك في فخها عاجلًا أو آجلًا، ومن هذه الأضرار:
- زيادة نسبة التوتر والقلق بسبب اقتراب موعد التسليم أو انتهائه بالفعل.
- تشتت المهام المؤجلة الشخص وتمنعه من الاستمتاع بوقت فراغه أو التركيز في الأشياء الأخرى التي يعمل عليها.
- تضييع الوقت والجهد وقلة الإنتاجية مع الوقت مما يعرضك إلى خطر الطرد أو السقوط.
- زيادة الشعور بالذنب كل يوم بسبب تأجيل المهام، مع عدم القيام بأي شيء من أجل تغيير الواقع.
- وقوع المشكلات في العمل أو الدراسة بسبب تأخر تسليم المهام أو عدم إتمامها على أكمل وجه بسبب التأخر.
- تحول الشعور بالفشل إلى فشل حقيقي بسبب تراكم المهام وعدم القدرة على الانتهاء منها في الوقت المناسب.
- عدم الحصول على الفرص الكاملة، إذا تظهر الفرصة وتكتفي وأنت غير جاهز لاقتناصها.
- الإصابة بالتوتر والقلق وتأثر حياتك الاجتماعية بذلك بسبب عدم توافر الوقت للتواجد مع الآخرين.
- يصبح الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية والعصبية بما في ذلك الاكتئاب أو الأمراض الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
- يزيد من الشعور بالإحباط والألم النفسي لعدم القدرة على الالتزام بتحقيق أهدافك اليومية.
- يجعل صفة الكسل من الصفات الأصيلة في شخصيتك وهو أمر لن تفضله، لأنه سينعكس على كافة جوانب حياتك الأخرى بما في ذلك وصولك لانعدام الهدف وعدم القدرة على احترام الوقت وتقديره.
يعتبر علاج التأجيل والتسويف من الأمور التي تتطلب الكثير من الصبر والتحمل، لأن التعود على العادات السيئة يعني أنك قضيت وقتًا طويلًا في القيام بها، وستحتاج إلى وقتًا مماثلًا للتخلص منها إن لم يكن أكثر، لذلك لا حل لديك سوى الالتزام والصبر.