ارتفاع عوائد السندات السيادية الصينية لأعلى مستوياتها
عوائد السندات الصينية تتجاوز 2% لأول مرة في 2025
شهدت عوائد السندات السيادية الصينية ارتفاعًا حادًا اليوم الاثنين، لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال العام، مدفوعة بتقليل المستثمرين من توقعاتهم لخفض الفائدة.
وفقًا لبيانات "إل إس إي جي"، ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى 1.865% (زيادة 10 نقاط أساس في اليوم)، بينما تجاوزت عوائد السندات لأجل 30 عامًا مستوى 2% لأول مرة هذا العام لتصل إلى 2.030%.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يرجع هذا التغيير إلى تفاؤل المستثمرين بخطط الحكومة الصينية لتعزيز النمو الاقتصادي عبر زيادة الإنفاق المالي، بما في ذلك خطة إصدار 1.3 تريليون يوان من السندات الخزانة طويلة الأجل في 2025، والتي تعتبر الأكبر منذ 2010.
السياسات الحكومية: دعم النمو مقابل تحديات اليوان
أكد تقرير العمل الحكومي الصيني الأخير تركيز بكين على دعم النمو الاقتصادي الطموح عند 5%، مع زيادة عجز الميزانية إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال فريدريك نيومان، كبير اقتصاديي HSBC: "التفاؤل عاد إلى الصين، حيث تُظهر الحكومة مواقف أكثر حزمًا لدعم النمو عبر تخفيف القيود المالية".
غير أن هذه الخطوات تواجه تحديات، خاصة في ضوء التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، فبينما تعهد البنك المركزي (PBOC) باتباع سياسات نقدية مرنة، أشار حاكمه بن جونغشينغ إلى أولوية استقرار اليوان.
مما أدى إلى تراجع توقعات خفض الفائدة قصير المدى، فقد هبط اليوان الصيني إلى 7.2588 مقابل الدولار يوم الاثنين.
العوامل الخارجية والأسواق العالمية
في ظل انخفاض عوائد السندات الأمريكية (إلى 4.2839% يوم الاثنين)، لعبت عوائد السندات الصينية دورًا في مواجهة ضغوط تدهور اليوان، وفقًا لنيومان.
لكن خبراء مثل جو وانغ من BNP Paribas رأوا أن زيادة إصدارات السندات الحكومية قد تتصاعد إذا تفاقمت التوترات التجارية، مما يقلل من جاذبية السندات القائمة ويُعزز العوائد.
على الرغم من التفاؤل الحالي، حذر نيومان من أن "البيع الجماعي للسندات قد يفقد زخمه سريعًا إذا ما أولت الحكومة أولوية للنمو على إدارة سعر الصرف"، خاصة مع توقعات استمرار السياسة النقدية "المُتحيزة نحو التخفيف".
من ناحية أخرى، شهدت الأسواق الصينية تحولًا نحو الأصول عالية المخاطر، حيث ارتفع مؤشر MSCI الصيني بنسبة 20% هذا العام، مدفوعًا بارتفاع شهية المخاطر بعد ظهور شركة "ديب سوكر" للذكاء الاصطناعي، والتي دفعت المستثمرين للاعتماد على الأسهم الصينية فرص نمو جديدة.