ارتفاع أسهم نيسان وهوندا بعد تقارير عن إلغاء محادثات الدمج
نهاية مرتقبة لمحادثات الدمج بين نيسان وهوندا
شهدت الأسواق المالية اليابانية، اليوم الأربعاء، ارتفاعًا ملحوظًا في أسهم شركتي "نيسان" و"هوندا"، على خلفية تقارير صحفية أفادت بأن الشركتين قد تقرران إنهاء المفاوضات المتعلقة بدمجهما.
التطورات الأخيرة تشير إلى تحول محتمل في استراتيجيات الشركتين، مع التركيز على تعزيز استقلاليتهما في ظل التحديات الاقتصادية والصناعية.
أسهم نيسان وهوندا تسجل ارتفاعًا قويًا
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "أساهي شيمبون" اليابانية، استنادًا إلى مصادر مقربة من كلتا الشركتين، فإن مجالس إدارة "نيسان" و"هوندا" ستعقد اجتماعات قريبة لمناقشة إنهاء المحادثات الرسمية حول عملية الدمج.
وقد انعكست هذه الأخبار إيجابيًا على الأسواق المالية، حيث ارتفعت أسهم "نيسان" بنسبة بلغت ذروتها 7.4%، بينما حققت أسهم "هوندا" مكاسب بنسبة 4.2%.
خلافات داخلية تقود لإنهاء المفاوضات
كشفت المصادر أن المفاوضات لم تحقق التقدم المتوقع بسبب الخلافات الاستراتيجية بين الشركتين.
وكانت "هوندا" قد اقترحت تحويل "نيسان" إلى شركة تابعة لها، وهو الاقتراح الذي قوبل برفض قاطع من جانب "نيسان"، ويُعتقد أن هذا الخلاف كان العامل الرئيسي الذي دفع الطرفين للتفكير في إنهاء المحادثات بشكل نهائي.
التحديات طويلة الأمد تبقى قائمة
وفي تعليق على الأداء الإيجابي للأسهم، قال كارل براور، المحلل التنفيذي لدى شركة "آي سي آي كارز" (iSeeCars)، إن الارتفاع يعكس تراجع حالة الغموض قصيرة الأمد بالنسبة للمستثمرين.
ومع ذلك، أكد براور أن المستقبل طويل الأمد لكل من "نيسان" و"هوندا" لا يزال غير واضح، خاصة وأن كلتا الشركتين تواجه تحديات كبيرة تتطلب حلولاً استراتيجية.
مسار الدمج: من البداية إلى النهاية المحتملة
أعلنت "نيسان" و"هوندا" بدء مفاوضات رسمية للدمج في شهر ديسمبر الماضي، مع توقعات بإتمام المناقشات بحلول يونيو 2023، ولو تم تنفيذ الصفقة، لكان الكيان الجديد أصبح ثالث أكبر منتج للسيارات في العالم من حيث المبيعات.
كما كان من المتوقع أن تشارك "ميتسوبيشي"، الشريك الاستراتيجي لـ"نيسان"، في العملية، حيث كانت ستتخذ قرارًا بهذا الصدد في فبراير أو لاحقًا.
تشير التحليلات السابقة إلى أن فكرة الدمج جاءت نتيجة الأوضاع المالية الصعبة التي تمر بها "نيسان"، بالإضافة إلى إعادة هيكلة تحالفها الطويل الأمد مع "ريناولت" الفرنسية.
وكشفت الشركة في تقريرها المالي للربع الثاني عن خطط لخفض 9,000 وظيفة وتقليل طاقتها الإنتاجية العالمية بنسبة 20%.
تحولات صناعية تؤثر على مستقبل الشركات التقليدية
تأتي هذه التحولات في ظل تحول كبير في صناعة السيارات العالمية، مدفوعًا بظهور السيارات الكهربائية والتكنولوجيا الحديثة.
وعلى الرغم من محاولاتها التكيف مع السوق الجديد، تواجه "نيسان" تحديات كبيرة في أكبر أسواقها، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والأسواق الناشئة الأخرى.
فقد انخفضت أرباح تشغيل الشركة بنسبة 90%، بينما تراجعت الأرباح الصافية بنسبة 94% خلال النصف الأول من السنة المالية 2024 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وحتى الآن، لم تصدر أي تعليقات رسمية من "نيسان" أو "هوندا" بشأن التقارير الأخيرة، ومع استمرار الصمت، يبقى المستثمرون في انتظار تطورات جديدة قد تحدد مسار الشركتين في المستقبل القريب.