ارتداء المستقبل.. كل ما تريد معرفته عن مايكروسوفت HoloLens
النقلة الأكبر في عالم الكمبيوتر منذ انتقاله من نظام تشغيل DOS إلى Windows، هذا هو أقل ما يمكن التعبير به عن تقنية الواقع المعزز Augmented Reality التي صارت حديث عالم التقنية اليوم بجانب تقنية الواقع الافتراضي. ويرجع حلم التحقيق الواقعي لتقنية الواقع المعزز منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما رأينا العالم من بعين أرنولد شوارزنيجر في فيلم Termenator، حيث كان حينما ينظر إلى شخص ما يرى عدد من المعلومات والإحداثيات تظهر بجانبه، وقد تناولت السينما تطورات تلك التقنية افتراضيًا وصولًا إلى خوذة الرجل الحديدي التي إرتداها روبرت داوني جونيور في سلسلة الأفلام الشهيرة.
وفي إطار السعي نحو تحقيق تلك التقنية ظهر عدد من المحاولات التي حُكِم عليها بالفشل من البعض وإن كانت تعد خطوة نحو تحقيق النجاح الحقيقي أو على الأقل أولى أشكاله، وقد ساعد تطور الهواتف الذكية على اختبار تقنية الواقع المعزز من خلال عدد من التطبيقات مثل Googles من جوجل وأمازون Firefly وWikitude وقد تنوعت إمكانات تلك البرامج من إمكانية معرفة عدد من المعلومات عن منتج ما بمسح البار كود الخاص به وحتى إظهار معلومات عن مبنى ما أو منطقة سياحية وما إلى ذلك.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وكما لكل شئ في حياتنا نقطة تحول، كانت نقطة تحول تقنية الواقع المعزز هي إعلان مايكروسوفت عن تطويرها لنظارة HoloLens التي زعمت الشركة الكبرى أنه لن تغير فقط رؤيتنا للواقع المعزز بل ستكون نقطة تحول رئيسية في رؤيتنا للحياة بأكملها.
وفي هذا التقرير نستعرض معًا أهم ما يمكن معرفته عن نظارة HoloLens من مايكروسوفت.
للمزيد عن تقنية الواقع المعزز وتعريفها وطبيعتها اضغط هنا.
لم تستعن مايكروسوفت بمصطلح الواقع المعزز أو Augmented Reality حين الإعلان لأول مرة عن نظارة HoloLens بل استعملت مصطلح هولوجرام Hologram والذي يعطي دلالة على إمكانية تلك النظارة على خلق واقع غير واقعي لا ينفصل عن الواقع الطبيعي الذي نراه وتلك هي طبيعة أو مبدأ فكرة الهولورجرام ذاتها، وللتعبير أيضًا على أنه لا يمكن فعل هذا دون الاستعانة بالنظارة ذاتها فهي العالم ذاته لمن يرتديها.
تخيل أن جملة "عزيزتي ألا تعرفين أين تركت المحفظة" إلى "عزيزتي ألاتعرفين أين تركت ملف الإكسل الذي كنت أعمل عليه" أو أن تفكر بينك وبين نفسك "ترى على أي حائط علقت مشغل ملفات الميديا"، هذا هو بالفعل ما تقوم به HoloLens، ستغير شكل الواقع الذي نعتاده تمامًا، ستشبك الواقع بالخيال في ربط قد يصعب علينا فكه أو الانفصال عنه في المستقبل.
تعمل تقنية الواقع المعزز بنظارة HoloLens من خلال النظارة نفسها التي تقوم على نظام تشغيل خاص من مايكروسوفت وهو Windows Holographic المتوافق كليًا مع Windows 10 الجديد، وتتيح النظارة دمج الخيال بالواقع على نطاق واسع، مثل إتمام مكالمات سكايب على حائط بجوار التليفزيون، أو لعب لعبة إلكترونية على أرض مطبخك أو السير بين الكواكب والنجوم في باحة منزلك الخلفية، ولا تقتصر التقنية هنا على الرؤية فسحب بل إن أهم ما يميزها هي القدرة على التحكم عن طريق مستشعرات الحركة الموجودة بالنظارة والتي تلتقط حركة يديك وتوجه رأسك وجسدك لتحلل تلك الحركة وتحولها إلى أوامر تمتثل لها معالجات النظارة.
HoloLens مصنعة من البلاستيك المقوى الذي يعطيها خفة لا تجعل وزنها عائقًا في سبيل ارتداءها براحة دون إنزعاج، وتتميز بملائمتها لأي وجه بشري دون قيود، كما يمكن توسيع أو تضييق أذرعها لتتناسب أكثر مع شكل أي رأس، تقع الكاميرات والمستشعرات المسؤولة عن الرؤية والتكوين والحركة في مقدمة النظارة وفوق العدسات تحديدًا.
لا تحتاج لوضع سماعات أذن لسماع الأصوات النابعة من النظارة والتي صنعت بتقنية تتيح لك سماع الأصوات الصادرة عنها بوضوح مع خلطها بالأصوات الواقعية من حولك، كما يتزامن الصوت مع حركتك فإن تحركت ناحية مجسم تخيلي ما تعرضه النظارة، يكبر حجمه وفي الوقت ذاته ترتفع حدة الأصوات الناجمة عنه.
لا تحتاج HoloLens لشبكها بأي جهاز أخر سواء هاتف محمول أو كمبيوتر نقال، حيث تحمل معالجها الخاص وشرائحها الإلكترونية المستقلة وقدرتها على الشحن من أي مصدر طاقة أرضي أو USB دون الحاجة إلى أي جهاز وسيط، ولم ترد أي بيانات أو معلومات عن قدرة بطارية النظارة على الاستمرارية.
تطبيقات HoloLens التي أعلنت عنها مايكروسوفت.