اختراع الكمبيوتر
إن أجهزه الكمبيوتر المتوفرة اليوم تختلف بشكلٍ كلي عن أجهزه الكمبيوتر التي ظهرت في منتصف القرن الماضي وتحديداً بعد الحرب العالمية الثانية، فالكمبيوترات الحالية صغيرة الحجم ويمكن حملها بيدٍ واحدة، أما الكمبيوترات القديمة فكانت ضخمة جداً وتشغل عده غرف.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الاختلاف بين أجهزه الكمبيوتر اليوم وتلك التي ظهرت في البداية ليس الحجم فقط، بل بالقدرات أيضاً. الأجهزة اليوم تستطيع القيام بعمليات لم يكن من الممكن القيام بها في الماضي.
بحلول سبعينيات القرن الماضي، تطورت صناعه الكمبيوترات لدرجة أن أي شخصٍ كان بإمكانه أن يشتري جهاز كمبيوتر صغير. لم تكن تلك الأجهزة ممتعةً كما هي عليه الآن، ولم يكن فيها الأدوات المفيدة التي نستخدمها حالياً، كانت مناسبةً للبرمجة وإجراء الحسابات الرياضية ولعب بعض الألعاب البسيطة.
عدد الشركات التي تصنع الكمبيوترات كان محدوداً للغاية، لكن اليوم هناك المئات من الشركات التي تصنع أجهزه الكمبيوتر وملحقاتها وتطور البرامج والألعاب التي تعمل عليها.
يمكن الآن استخدام أجهزه الكمبيوتر للقيام بعدد غير محدود من المهام والوظائف مثل كتابة المستندات وتحرير الصور وتنظيم الجداول والعمل من المنزل وتصفح الإنترنت، باختصار، نستخدم أجهزه الكمبيوتر اليوم للقيام بكل شيء.
عصر الكمبيوتر في الحرب العالمية الثانية
أجهزه الكمبيوتر الأولى لم تكن شخصية، فقد كانت ضخمة للغاية ومكلفة ويتطلب تشغيلها مجموعة من المهندسين والفنيين، أحد أشهر هذه الأجهزة هو جهاز إينياك (بالإنجليزية: Electronic Numerical Integrator And Computer)، وهو كمبيوتر ضخم تم بناءه في جامعة بنسلفانيا الأمريكية من أجل حساب الزمن الذي تحتاجه القذائف والصواريخ للوصول إلى الهدف ومسارها، ساعد ذلك الجيش الأمريكي في الحرب العالمية الثانية، بلغ وزن هذا الكمبيوتر حوالي ثلاثين طناً وكلفة بنائه 500 الف دولار أمريكي (أي أكثر من 7 ملايين دولار اليوم) وكان يشغل مساحة 2000 قدم مربع وفيه أكثر من 6 آلاف مفتاح للتشغيل والتحكم فيه. وحوالي 18 ألف أنبوب مفرغ لنقل الاشارات الكهربائية من جزء إلى أخر داخل الجهاز.
تطور الكمبيوتر بعد الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، أثبت جهاز إينياك وأجهزه الكمبيوتر الأخرى التي تم تطويرها من قبل الجامعات والشركات أنها مفيدة وتستحق المال والمساحة والخبرات التي تحتاجها، على سبيل المثال، ساعد جهاز إينياك في تحديد مسار القذائف والصواريخ خلال 30 ثانية فقط بعد أن كانت العملية تتطلب أكثر من 12 ساعة.
بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح من الممكن بناء أجهزة كمبيوتر ذات أحجام أصغر، وذلك بفضل اختراع الترانزستور عام 1948، الترانزستور عبارة عن جهاز ينقل التيار الكهربائي ويضخمه، وهو أصغر بكثير من الأنبوب المفرغ.
بعد عدة سنوات من اختراع الترانزستور، تمكن العلماء في ولاية تكساس من إنشاء الدارة المتكاملة، وهي اختراع يدمج كل الأجزاء الكهربائية في الكمبيوتر (المكثفات والترانزستورات والمقاومات وغيرها) على شريحة سيليكون واحدة.
بعد ذلك بعدة سنوات، تم اختراع المعالج الدقيق الذي أهم أجزاء الكمبيوتر ومهد فيما بعد لثوره في مجال التكنولوجيا، ساعد المعالج الدقيق في جعل أجهزة الكمبيوتر صغيرة الحجم، وكانت هذه المعالجات قادرة على تشغيل برامج الكمبيوتر واسترجاع المعلومات والبيانات بنفسها.
في عام 1971، قامت شركة إنتل Intel الأمريكية بطرح أول معالج دقيق في السوق تم تطويره من قبل المهندس تيد هوف Ted Huff، كان هذا المعالج أول معالجات شركة إنتل، حجمه صغير جدا ولا يتعدى البوصة. ورغم ذلك، كانت قدرته على الحوسبة تعادل قوة جهاز إينياك الضخم.
كل هذه الابتكارات والاختراعات جعلت صناعة جهاز كمبيوتر رخيص وصغير الحجم ممكناً. فظهر الحاسوب الصغير الذي يعرف باسم الكمبيوتر الشخصي لأول مره في عام 1974. وأصبح من الممكن للأشخاص العاديين شراء جهاز كمبيوتر شخصي من نوع ألتير Altair بسعر حوالي 400 دولار أمريكي. لكن رغم ذلك، كانت هذه الأجهزة غير ممتعة، فلم يكن فيها لوحة مفاتيح أو شاشة، بل كانت عبارة عن مجموعة من المقابس والأضواء الساطعة، ويقوم المستخدم بإدخال البيانات عن طريق تغيير المقابس.
شاهد بيل جيتس وصديقه بول آلن كومبيوتر ألتير على غلاف إحدى المجلات، وتواصلا مع الشركة المصنعة وعرضا تطوير برنامج لهذا الجهاز، وبالفعل، وظفت الشركة الشابين اللذين كانا طلاب في جامعه هارفرد، وقاما بتطوير برنامج ألتير بيزك Altair Basic، ومن الأموال التي حصل المبرمجان عليها، قاما بأنشاء شركا خاصا أسمها مايكروسوفت، والتي تحولت إلى واحدة من عمالقة شركات التكنولوجيا حتى يومنا هذا.
بعد عام من أنشاء شركة مايكروسوفت، قام مهندسان في وادي السيليكون هما ستيف جوبز وستيفن وزنياك بصناعة كمبيوتر أحدث ثورةً في عالم التكنولوجيا، عرف الكمبيوتر باسم Apple I الذي كان أفضل من كومبيوتر ألتير، وفي شهر أبريل عام 1977، طور جوبز وزنياك كمبيوتر Apple II الذي تضمن لوحة للمفاتيح وشاشة ملونة، وكان المستخدمون قادرين على تخزين بياناتهم على شريط خارجي تم استبداله فيما بعد بأقراص مرنة. كما شجعت شركه أبل المطورين على تطوير برمجيات خاصه لهم.
هل كنت تعلم؟ صنفت مجلة تايم الأمريكية الكمبيوتر الشخصي عام 1982 "رجل العام".
ثوره الكمبيوتر
بعد نجاح أجهزة الكمبيوتر وازدياد استخدامها من قبل الأفراد وظهور برامج مفيدة تساعد عمل الشركات والأفراد، دخلت كثير من الشركات سوق تصنيع أجهزة الكمبيوتر وأصبح من الممكن اقتناء جهاز في كل منزل.
ظهرت فيما بعد واجهة المستخدم الرسومية، وهي الواجهة التي تم بفضلها استبدال كتابة الأكواد على شاشة الكمبيوتر برسومات يمكن التحكم فيها عن طريق الفأرة.
استمر تطور أجهزة الكمبيوتر وأصبح حجمها أصغر بكثير مما كانت عليه، واليوم يمكن وضع هذه الأجهزة في جيبنا كما هو الحال مع الهواتف الذكية، كما تتوفر أنواع متعددة من أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة واللوحية.