احتفالات العائلة المقدسة والمنسف الأردني والبن السعودي تراث ثقافي
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الاحتفالات الشعبية المرتبطة برحلة العائلة المقدسة في مصر على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة التراث الثقافي غير المادي، المنعقد في المغرب في الفترة من 28 نوفمبر/تشرين الثاني إلى الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2022، لبحث 46 طلباً بضم عناصر جديدة للقائمة وطلبات أخرى لضم عناصر لقائمة التراث الثقافي غير المادي في حاجة إلى "صون عاجل".
ويضم مسار العائلة المقدسة في مصر 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 كيلومتر ذهاباً وعودة من سيناء حتى أسيوط حيث يحتوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس وأديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع وفقا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
وقالت وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني في بيان يوم الأربعاء إن "تسجيل الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة على القائمة يعتبر رسالة سلام ومحبة وأمن من الأرض التي احتضنت العائلة المقدسة وأعادت إحياء مسارها وحافظت عبر مئات السنين على الاحتفاء برحلتها إلى مصر في الوقت الذي يشهد العالم صراعات على العقيدة"، بحسب ما نقلت وكالة رويتزر.
وأضافت "حتى سنوات قليلة ماضية لم يكن لدى مصر سوى عنصر واحد مسجل بقوائم اليونسكو للتراث غير المادي، وبتسجيل العنصر الأخير أصبح لدى مصر سبع عناصر مسجلة هي السيرة الهلالية والتحطيب والممارسات المرتبطة بالنخلة وفنون الخط العربي والنسيج اليدوي في صعيد مصر والأراجوز وأخيراً الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة".
البن الخولاني السعودي والحداء
أيضاً احتلفت السعودية بتسجيل البن الخولاني السعودي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو .
ويؤسس تسجيل البن الخولاني السعودي في اليونسكو لمرحلة من التفاعل وجذب الانتباه الدولي نحو البن الخولاني السعودي وزراعته وحصاده ومكانته في الذائقة وطقوسه المتفردة عند أهل الجزيرة العربية، بحسب ما ذكرت صحيفة عكاظ السعودية.
ويضمن تسجيل البن الخولاني السعودي لدى اليونسكو خلق نافذة دولية بين المجتمعين المحلي والدولي، ووسيطاً ينقل ثقافة المكان والإنسان، ومساحة لتعزيز فرص استثماره وضمان استدامته. وتؤكد خطوة تسجيل البن الخولاني السعودي على قيمته العالية، وتجذره في الثقافة السعودية باعتبار تاريخ زراعته الممتد لأكثر من ثمانية قرون في جنوب المملكة.
ومن السعودية أيضاً، إضافة إلى عُمان والإمارات تم إدراج حداء الإبل في القائمة، وهو تقليد شفهي للنداء على قطعان الإبل.
وهذا التعبير الإيقاعي مستوحى من الأشعار، ويستخدم الراعي مستودعا فريدا من الأصوات التي اعتادت الإبل عليها لتوجيه القطعان عبر الصحراء أو المراعي إلى منطقة للشرب والتغذية والتحضير للحلب. ويدرب الرعاة جمالهم على التعرّف على الفرق بين اليمين واليسار، وفتح أفواههم عند الطلب والركوع للأسفل لتُركب.
المنسف الأردني
وأعلن السفير مكرم القيسي، مندوب الاردن الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، عن نجاح ملف إدراج المنسف على لائحة التراث العالمي غير المادي.
وبحسب موقع التلفزيون الرسمي الأردني، كانت البعثة الأردنية الدائمة لدى "اليونسكو" قد قدمت ملف إدراج "المنسف في الأردن على أنه وليمة احتفائية ودلالاتها الاجتماعية والثقافية" على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في العام الماضي.
لكن الشكل المغري للطبق وطعمه الشهي ليسا العاملين الوحيدين اللذين أديا إلى إدراج المنسف على قائمة اليونسكو. إذ يُعدّ التجهيز بحد ذاته حدثا اجتماعيا، حيث يناقش الطبّاخون الاهتمامات المشتركة ويسردون القصص ويقومون بالغناء فيما يعدون الطبق.
تقليديا يتم تناول الطبق باليد اليمنى، بينما يتم وضع اليد اليسرى خلف الظهر.
الأعواد الموسيقية من إيران وسوريا
من إيران وسوريا، تم إدراج صناعة الأعواد الموسيقية والعزف عليها في القائمة. فالعود آلة موسيقية تقليدية تُعزف في إيران وسوريا.
وفي كلا البلدين، يتكون العود من صندوق صوت على شكل كمثرى مصنوع من خشب الجوز أو الورد أو الحور أو الأبنوس أو خشب المشمش.
وتضم القائمة التي تنظرها لجنة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو حاليا عدداً من التقاليد والعادات والمأكولات والملابس مقدمة من دول عربية منها السعودية والإمارات وسلطنة عمان والأردن والمغرب وتونس والجزائر.
الباغيت (الخبز الفرنسي)
أيضاً، دخل خبز الباغيت، الخبز الأساسي على مائدة الفرنسيين، قائمة الأمم المتحدة للتراث الثقافي العالمي.
وصوتت المنظمة (اليونسكو) لصالح إدراج "مهارة صناعة خبز الباغيت وثقافته" على قائمتها للتراث الثقافي غير المادي التي تضم بالفعل نحو 600 ممارسة تقليدية من أكثر من 130 دولة.
وقالت رئيسة اليونسكو أودري أزولاي إن هذا "احتفاء بأسلوب الحياة الفرنسي حيث تناول خبز الباغيت طقس يومي ومكون لا غنى عنه في وجبات الطعام ومرادف للمشاركة والمودة". وأضافت "من المهم أن تظل هذه المهارات والعادات الاجتماعية موجودة في المستقبل"، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس.
وخبز الباغيت، وهو رغيف طويل هش له قشرة مقرمشة، رمز فرنسي في جميع أنحاء العالم وهو مكون رئيسي على موائد الطعام الفرنسية منذ 100 عام على الأقل ويعتقد البعض أن عمره أكثر من ذلك.
وعلى الرغم من تراجع استهلاك خبز الباغيت على مدار العقود القليلة الماضية، ما زالت فرنسا تنتج وفق تقديرات عام 2019 نحو 16 مليون رغيف منه يومياً أي نحو ستة مليارات رغيف سنويا.
عماد حسن