احترام خصوصيات الآخرين.. كيف تتغلب على فضولك
هل تريد تدريب نفسك على احترام خصوصيات الآخرين وعدم اقتحام مساحتهم الخاصة؟ يمكنك الحصول على احترام الآخرين من خلال الابتعاد عن حريتهم سواء في الاحتفاظ بالمعلومات أو الإفصاح عنها، لذلك كن من الأشخاص الذين يقفون على الحياد ولا يتدخلون في أمور الآخرين ما لم يطلبوا ذلك منهم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما معنى احترام خصوصية الآخرين؟
تعتبر عملية انتهاك الخصوصية من أكثر الأشياء ضررًا بالقائم بها قبل أن تضر من يتم اختراق حياته، وعلى مستوى بناء الشخصية الجيدة يجب أن يقوم الفرد باحترام خصوصيات الآخرين والتأكيد على ذلك من خلال التعرف على معنى الخصوصية ثم رسم حدود لعلاقاته مع الآخرين حتى لا يخسرهم أو يسمح لهم باقتحام حياته.
تعتبر الخصوصية من الحقوق الأساسية التي يولد بها الفرد فمنذ أن كان رضيعًا يحصل على حقه في الخصوصية وإبعاد الآخرين عن محيطه الخاص ثم يكبر الفرد ويصبح لديه القدرة على التحكم بمعلومات حياته الشخصية ومن يمكنه معرفتها ومن سيتجاهله.
تشمل الخصوصية جوانب متعددة، مثل:
- المعلومات الشخصية التي تشمل الاسم والعنوان ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني وعنوان العمل أو مكان الدراسة.
- حرية الجسد ومنع أي فرد من لمسه أو التواجد داخل الدائرة الشخصية الخاصة به والتي تعرف بدائرة الأمان وتكون على امتداد الذراع للأمام.
- معلومات الممتلكات وحرية التصرف فيها، مع خصوصية التواجد بداخلها ومنح الإذن فقط لمن تريد ويشمل ذلك دخول أحدهم غرفتك أو استخدام أي غرض من أغراضك.
- الأفكار والمشاعر أيضًا لها قدر كبير من الخصوصية تتمثل في عدم التطفل على ما تفكر به أو محاولة الوصول إلى معلومات عن علاقاتك الخاصة وإصدار الأحكام عليها أو عرض وجهة نظر الآخرين بها.
كيف يمكن احترام الخصوصية؟
إذا أردت أن تعرف حدود خصوصية الآخرين وكيف تحترمها، يجب أن تتعلم بعض الأشياء التي تساهم في تطور الذات وعدم رؤية الآخرين لك بشكل خاطئ.
التعرف على حدود الآخرين
قد لا تقدر على معرفة حدود الآخرين إلا بإفصاحهم عنها ولكن إذا لاحظت تغير لغة الجسد الخاصة بالفرد الذي أمامك وظهور عدم الارتياح عليه فاعلم إنك تخطيت حدودك.
- احترم مساحة الآخرين الشخصية، سواء كانت مساحة مادية أو مساحة معلوماتية.
- أطلب الإذن قبل مشاركة معلومات شخصية عن شخص آخر.
- لا تغتب الآخرين بينما لا يتواجدون حتى وإن كان ما ستقوله عنهم صحيحًا.
- إذا لم يرد شخص ما التحدث في أمر يخصه لا تصر على الحديث فيه.
تواصل باحترام
ترتبط الخصوصية دائمًا بالاحترام، لذلك اعمل على تجنب تخطي الاحترام من خلال التأكد من أن السؤال الذي تطرحه عن حياة أحدهم مسموحًا لك به.
- تجنب استخدام اللغات غير المحترمة عند التواصل أو الأساليب المهينة والألفاظ المسيئة أو الجارحة.
- لا تقاطع الآخرين أو تتحدثبينما يتحدثون لأنه أمر غير لائق.
- لا تكن الفزاعة التي يخشى الآخرين التحدث عن آرائهم أمامها، بل اترك لهم مساحة للتعبير عن أنفسهم.
- تقبل الآراء المختلفة ولا تعرض الآخرين للحرج بسبب عدم تقبلك لآرائهم.
احمِ معلومات الآخرين
لا تكن جزء من إفشاء أسرار الآخرين، ولا تشارك معلومات شخصية عنهم دون إذنهم.
إذا احرص على أمان بيانات الآخرين الشخصية، مثل كلمات المرور والمعلومات المالية إذا كنت مطلعًا عليها، ولا تتجسس على الآخرين بهدف الوصول إلى المعلومات التي يخفونها.
احذف رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والمحادثات الخاصة بعد قراءتها إذا لم تكن بحاجة إليها ولا تحتفظ بصور الآخرين لأي سبب.
القدوة
ابدأ بنفسك وعامل الآخرين بالطريقة التي تفضل أن يبادلوك التعامل بها، وعلم أولادك أهمية الخصوصية وكيف نحمي معلوماتنا الخاصة وكذلك عدم التدخل فيما يقوله الآخرين واحترام خصوصيتهم.
شجع الآخرين على احترام خصوصية بعضهم البعض ولا تشارك في جلسات النميمة.
إذا أردت احترام خصوصية الآخرين على نطاق واسع يجب أيضًا أن تكون على علم بما يلي:
- استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بأسلوب صحيح حتى لا تقم بتسريب معلوماتك أو معلومات غيرك، فلا تقم بنشر أي كلام مسيء عن الآخرين أو معلومات خاصة دون إذنهم.
- احذر من استخدام التطبيقات الفاسدة التي تسرق بياناتك ومعلوماتك ومحادثاتك التي تشمل الكثير من خصوصيات الآخرين معك.
- احرص على أمان أجهزتك الإلكترونية باستخدام كلمات مرور قوية وقم بتحديث برامج الأمان الخاصة بك بانتظام.
- احذر من الوقوع تحت طائلة القانون بسبب مخالفة المعايير المتعلقة بالخصوصية، وتعرف على القوانين المتعلقة بجمع البيانات ونشر المعلومات في بلدك.
الحق في احترام الخصوصية
يمتلك الجميع الحق في احترام الخصوصية وذلك لأنه يشجعهم على عيش حياة آمنة مستقلة، وأهمية احترام الخصوصية يظهر فيما يلي:
- يحصل الفرد على الحرية الشخصي التي تمنحه الأمان الكامل للتعامل داخل المجتمع أن يعيش حياته بحرية دون خوف من التدخل أو المراقبة.
- يستطيع الفرد التعبير عن ذاتهوأفكاره ومشاعره دون خوف من الحكم عليه.
- ستصبح عملية المشاركة في الحياة العامة من العمليات الحيوية التي يقوم بها الأفراد دون خجل مع التأكد من الحصول على الأمن وعدم تسريب معلوماتهم أو ابتزازهم.
- تهيئ الخصوصية بناء علاقات صحية جيدة مع الآخرين واحترام الأفراد لبعضهم البعض.
عيوب التدخل في خصوصيات الغير
يعتقد البعض أن التدخل في خصوصيات الغير يجعلهم يحصلون على كم كبير من المعلومات التي يستفيدون منها في وقت لاحق، ولكن على عكس ذلك هناك الكثير من العيوب التي تتمثل فيما يلي:
- إذا تطلعت إلى خصوصيات الغير فغالبًا ستعاني من فقدان الثقة بالنفس على المدى البعيد مما سيعيق حصولك على علاقات صحية جيدة بالآخرين لرفضهم لك بسبب فضولك
- يزداد الشعور بالخوف والقلق لدى المتلصصين على الآخرين لأنه بدلًا من التركيز على أنفسهم يتم التركيز على حياة الآخرين ومقارنتها بحياتهم.
- مع الوقت يفقد الفرد السيطرة على حياته ولا يستطيع العودة إليها بل تصبح خصوصيات الآخرين وحياتهم جزء من حياته.
- قد تتعرض إلى الإساءة بسبب التدخل في خصوصيات الغير وقد تكون إساءة لفظية أو جسدية من قبل من سربت معلومات عنهم.
- في النهاية ستكون عرضة للمشكلات القانونية التي تضعك في السجن بينما توجه إليك تهم التشهير وانتهاك الخصوصية.
- إن المجتمعات التي تشجع على انتهاك خصوصيات الغير تعيش في جو من عدم الانتماء والكذب المكرر بين أفرادها.
- لا يثق الأفراد في المؤسسات كالبنوك والشركات إذا كانت تالك المؤسسات هي من يقوم بتسريب بياناتهم وانتهاك خصوصياتهم.
أمثلة على عدم احترام خصوصية الغير
إليك بعض الأمثلة التي تشير إلى انتهاك خصوصية الآخرين، والتي يفعلها البعض بشكل تلقائي:
- التنصت على مكالمات هاتفية.
- قراءة رسائل البريد الإلكتروني للآخرين.
- التجسس على حسابات التواصل الاجتماعي أيا كان نوعها وأيًا كانت العلاقة التي تجمعك بالطرف الآخر.
- تسريب المعلومات عن الآخرين دون إذنهم.
- الدخول إلى منزل شخص ما دون استئذانه.
احترام خصوصيات الآخرين من الأساليب التي يجب أن تتمتع بها في عملك وفي حياتك الشخصية للحصول على بيئة عمل صحية وعلاقات أقوى.