ابن بطوطة: ما لا تعرفه عن أشهر رحالة في التاريخ
كلما ذُكر أدب الرحلات؛ ذُكِر ابن بطوطة.. فهو أشهر رحالة في التاريخ، حيث قطع ما يقارب 75 ألف ميلًا (120 ألف كيلومتر)، وزار ما يعادل اليوم 44 دولة حديثة.
ويُعتبر كتابه تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار روايةً حيةً لرحلته عبر العالم، حيث يتضمن وصفاً حيوياً للثقافة ونمط الحياة السائد في المناطق التي زارها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مولده ونشأته
وُلِد ابن بطوطة في 24 نوفمبر عام 1304 في طنجة بالمغرب. ولقب بـ"أمير الرحالين".
اسمه الكامل هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يوسف بن اللواتي الطنجي بن بطوطة بن حميد الغازي بن القريش العلي.
رحلته وكتبه
هو رحالة ومؤرخ وقاضي وفقيه مغربي، أملي أخبار رحلته على محمد بن جزي الكلبي بمدينة فاس في عام 756هـ وسماها تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، وتُرجم كتابه إلى عدد كبير من اللغات.
قدم ابن بطوطة وصفاً مفصلاً خلال كتابه للأماكن التي زارها في رحلته، وهو ما يجعله واحداً من أهم كتب الرحلات، ومن أهم الكتب بشكل عام.
ولايزال كتابه يُدرَّس حتى الآن، كمرجع تاريخي هام في وصف الأماكن التي زارها.
رحلات ابن بطوطة
في عام 1326، قام ابن بطوطة البالغ من العمر 21 عاماً بأول رحلة لهُ، حيث كانت رحلةً طويلةً إلى مدينة مكة، وأثناء إقامته هناك توجه إلى دمشق للتعلم من العلماء هناك.
وقد استطاع ابن بطوطة أن يحقق كسباً من خلال السفر، حيث كان يحصل على دخل من خلال هدايا الحكام، وكذلك من عمله بالكتابة.. وقد ظل في مكة حتى عام 1330، ثم سافر إلى مدينتي تعز الحالية وعدن اللتان تقعان في اليمن.
وفي عام 1331، سافر ابن بطوطة إلى مقديشو في الصومال، وتوجه بعد ذلك إلى كل من مومباسا (عاصمة دولة كينيا اليوم) وكيلا، التي كانت تحكمها سلطنة كيلوا في ذاك الوقت.
ثم سافر ابن بطوطة إلى الأناضول في عام 1332، وذلك في السنوات التي سبقت صعود الأتراك العثمانيين، وفي عام 1334، سافر إلى مدينة القسطنطينية (إسطنبول اليوم).
بعد رحلتهِ إلى القسطنطينية، بدأت رحلتهُ إلى الهند، حيث سلك ابن بطوطة طريق جبال هندو كوش، وهي سلسلة جبال في أفغانستان وشمال غرب باكستان وفي شهر سبتمبر من عام 1334، وصل إلى دلهي
في الهند، عينه محمد بن تُغلق قاضياً وخبيراً في الشريعة الإسلامية، لكنهُ شعر بخيبة أمل، حيث كان من الصعب فرض قانون إسلامي في بلد تكون فيه أغلبية الأشخاص من غير المسلمين، وعمل هناك لمدة ست سنوات.
أثناء إقامته في الهند، قبل ابن بطوطة عرض السلطان بأن يسافر إلى الصين ليكون سفيراً هناك، وخصوصاً أنه سيوفر لهُ فرصة الابتعاد عنه وزيارة بلدان جديدة في آن واحد.
آخر رحلات ابن بطوطة
كانت آخر رحلات ابن بطوطة إلى إسبانيا والسودان، ولا تزال روايات ابن بطوطة عن وقته في السودان، والتي وصل إليها عام 1352، واحدة من أفضل مصادر المعلومات عن إفريقيا في ذلك الوقت.
وفي عام 1353 عاد ابن بطوطة إلى وطنه المغرب وتولى العمل قاضياً هناك، كما تابع كتابة مذكراته، ويُعتقد أنه بقي بعمله قاضياً حتى نهاية حياته.
وخلال عودته، مر ابن بطوطة بجزيرة (سرنديب) والهند والصين، ثم عاد إلى بلاد العرب عن طريق (سومطرة) سنة 748هـ/ 1347م، فزار بلاد العجم والعراق وسوريا وفلسطين ومنها لمكة فحج حجته الرابعة إلى بيت الله، ثم رأى أن يعود إلى وطنه، فمر بمصر وتونس والجزائر ومراكش، فوصل فاس سنة 750هـ/ 1349م.
زواجه
لايوجد الكثير من الأخبار حول حياة ابن بطوطة الشخصية، لكننا نعرف من خلال كتابه بزواجه أثناء رحلته لجزر المالديف وعمله قاضياً هناك بسيدة من الأسرة الحاكمة.
وفاته
هناك خلاف حول تاريخ وفاة ابن بطوطة، لكن من المرجح أنها كانت بين عامي 1368 و 1369.