إغماض العين عند العطس.. لماذا يحدث لنا جميعا؟
تنتشر واحدة من الأقاويل التاريخية التي صدقها الكثيرون، والتي تدعي احتمالية الإصابة بالعمى، في حالة فتح العينين أثناء العطس، وهو أمر ليس له أي مصدر علمي، ولكن ما هو سر إغماض العين عند العطس إذن؟
إغماض العين عند العطس
بينما يؤكد العلماء أن فتح العين عند العطس لن يؤدي يوما إلى المعاناة من العمى كما اعتقد الكثيرون منذ سنوات طويلة، فإن سر إغماض العين عند العطس بقي مجال مناقشات بين العلماء لسنوات ليست بالقليلة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يؤكد ديفيد هوستون، وهو الباحث من كلية الطب بجامعة تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، أن فريقه البحثي قد توصل إلى أن إغماض العين أثناء العطس يعتبر من ردود الفعل أو الحيل الدفاعية، التي تستهدف حماية العين من خطر آخر بعيد تماما عن العمى.
يقول ديفيد: «يحدث العطس عندما يستشعر الجسم والممرات الهوائية تحديدا، وجود أشياء غريبة في الأنف»، مضيفا: «حينها يعطس الإنسان ليخرجها، فيما يبدو أن عملية إغماض العين أثناء العطس تتم من أجل منع تلك الأجسام الغريبة من اقتحام العين، حتى لا تصيبها بالتهيج أو بأي من الأزمات الأخرى التي قد تؤثر على الرؤية».
سر أسطورة العطس والعمى
أما عن تلك الأسطورة التي صدقها ملايين البشر بشأن احتمالية الإصابة بالعمى، في حال العطس بأعين مفتوحة، فإن بعض الخبراء قد اتفقوا على أن ظهورها جاء بسبب واقعة قديمة نشرت في جريدة نيويورك تايمز في ثمانينيات القرن التاسع عشر، أي منذ نحو 140 سنة.
أوضحت تلك الواقعة أن امرأة كانت تجلس بعربة ما، قد أصيبت بعطاس شديد فيما انفجرت مقلة العين لديها جراء عدم إغلاق عينيها في هذا الوقت، وهي الواقعة التي يستحيل التأكد من حقيقتها، وإن كان العلماء يكذبون احتمالية حدوثها من الأساس.
يقول ديفيد: «من المستحيل أن تسقط مقلة العين بسبب العطس مهما كان شديدا، حيث لا يمكن للضغط حينها أن يؤدي إلى تلك النتيجة الكارثية يوما»، مشيرا إلى أن الضغط الهائل يتراكم في الأوعية الدموية، دون أن يتسبب في أي أذى للعين أو للمناطق المحيطة بها.
في الختام، يؤكد العلماء أن إغماض العين عند العطس يبدو من العوامل الطبيعية التي تحمي تلك الشبكة الكروية بالوجه من أي أذى، سواء تمثل في دخول أجسام غريبة إليها أو في تهيجها أو صعوبة رؤيتها، بعيدا عن زيف معلومة حمايتها من العمى.