إطارات السيارات أخطر بألف مرة من انبعاثات عوادم السيارات
يبدو أن إطارات السيارات مصدر كبير على كافة الأصعدة لتلوث البيئة، فقد كشفت سلسلة اختبارات جديدة أن الإطارات تنثر في الهواء ما مقداره 5.8 غرامات من الذرات السامة والمضرة في كل كيلومتر تقطعه السيارة، والذرات ناتجة عن التآكل المستمر للإطارات أثناء احتكاكها بأسفلت الشارع.
وحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإنّ هذا الرقم مقارنة برقم 4.5 مليغرامات الناتج عن التلوث بالعوادم، التي تطلقها السيارات، ما يعني أن نسبة الضرر الناجم عن تآكل إطارات السيارات أعلى ب 1000 مرة. وهنا لابد من التذكير أنّ مشكلة التخلص من إطارات السيارات المستهلكة والتالفة بسبب الخزن الطويل تشكل إحدى أكبر تحديات العصر إذ تتراكم عبر العالم جبال من الإطارات الخارجة عن الخدمة ويتطلب التخلص منها مبالغ وجهود كبيرة جداً.
وتذهب كثير من تقديرات المختصين إلى أنّ جبال الإطارات التالفة تضم أكثر من مليار ونصف مليار إطار، وهو رقم مخيف يحير المختصين بحماية البيئة. يشار إلى أن ألمانيا تعد من الدول الرائدة في مجال إعادة تدوير إطارات السيارات، إذ تذيبها وتخلطها بأسفلت تعبيد الطرق، لكنّ كميات الإطارات المستعملة لهذا الغرض ضئيلة مقارنة بالناتج السنوي للإطارات التالفة في بلد تسير في شوارعه أكثر من 40 مليون سيارة، حسب إحصاءات قديمة نسبيا.
التقديرات الجديدة للتلوث الناجم عن تآكل إطارات السيارات أجراها خبراء مؤسسة "ايمين اناليتكس" التي تعمل في بريطانيا، وقد بينت أنّ العين المجردة لا ترى ذرات الكاوتشوك المتطايرة. هذه الذرات هي جسيمات صلبة ميكروسكوبية الحجم، أو قطرات سائلة متناهية الصغر يستنشقها الإنسان لتكون سبباً في مشكلات صحية خطيرة. وأخطر أنواعها على الحياة عموماً هي الجزئيات التي قطرها 2.5 مايكرو سنتيمتر والمسماة PM2.5.
التعرض لهذه الجزيئات بأنواعها التي ذكرناها يصيب الرئة والقلب على وجه الخصوص بأضرار كبيرة، تربطها دراسات علمية بكثير من مشكلات الصحة العامة.
وحذرت الدراسة المنشورة عن هذه التجارب من أنّ انخفاض مستوى ضغط الهواء في الإطارات وخشونة أسفلت الشارع والإطارات رخيصة الثمن ترفع من نسبة التلوث الناتج عن تآكلها. ولابد من الإشارة هنا إلى أن مستويات التآكل ترتفع في الشاحنات وفي المعدات الثقيلة المستخدمة في الحفر وفي العربات المدرعة المدولبة العسكرية وفي الدراجات النارية، وهي على أدنى مستوياتها في الدراجات الهوائية. ولا يملك العالم في الوقت الراهن أي وسائل للسيطرة على هذه الملوثات القاتلة أو للحد منها وتقليص أثرها على الأقل، فيما يقترح كثير من حماة البيئة منع استخدام السيارات الخاصة في شوارع المدن الرئيسية الداخلية، أو على الأقل خفض السرعة المسموح السير بها على هذه الشوارع إلى 30 كم في الساعة. والأخطر من كل هذا أنّ خبراء حماية البيئة ما زالوا غير مهتمين، ولربما غير مطلعين، على الأخطار الناجمة عن تآكل الإطارات.
م.م