إسماعيل الجزري: الأب الحقيقي للروبوتات
بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل بن الرزاز الجزري (1136 - 1206) هو عالم مسلم شهير ولد في منطقة جزرة، لذا لقب بالجزري. تقع هذه المنطقة اليوم في تركيا على الحدود مع سوريا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
درس الجزري في مدرسة محلية، حيث تعلم الرياضيات وعلم الفلك والهندسة والطب. وفي عام 1162، تم تعيينه في قصور بني أرتق، وهم حكّام منطقة ديار بكر بتركيا، حيث شغل منصب كبير المهندسين في البلاط الأرتقي لأكثر من 40 عاماً.
الجزري هو من أوائل الأشخاص الذين فكروا في صناعة آلات ميكانيكية تتحرك بشكلٍ مستقل، أي دون الاعتماد على قوة دفع البشر أو الحيوانات، هذا ما جعله يُلقب بـ "أبو الروبوتات".
اشتهر الجزري بفضل كتابه "الحِيَل" الذي لخص خبرته خلال عقود من العمل ووصف فيه أكثر من 100 آلة ميكانيكية، مع إرشادات وصور توضح طريقة صنعها. ساهمت هذه الآلات في فتح الباب لظهور آلات أخرى أكثر تطوراً لعبت دوراً هاماً في الثورة الصناعية الأوروبية.
أبرز إسهامات الجزري
لا يمكن ذكر كل إسهامات الجزري في مجال الهندسة الميكانيكية والعلوم، لذا سنتطرق إلى أبرز هذه الإسهامات وهي:
عمود الحدبات
اكتشف الجزري أن الحركة الدائرية يمكن أن تستخدم لتوليد قوة دفع نحو الأمام، يعتبر هذا اكتشافاً عظيماً فقد مهد الطريق لتطوير المحركات الدوارة الموجودة في السيارات والقطارات.
ليتمكن من تحويل الحركة الدائرية إلى قوة دفع، اخترع الجزري عمود الكامات أو عمود الحدبات Camshaft، وهو عبارة عن عمود دوار به سلسلة من النتوءات التي تسمى الحدبات أو الكامات، والتي تحول الحركة الدورانية إلى حركة ترددية. يسمح هذا بالتحكم الدقيق في توقيت ومدة حركات الآلة.
كان اختراع الجزري لعمود الحدبات إنجازاً كبيراً في علم الهندسة الميكانيكية. لقد سمح بإنشاء آلات أكثر تعقيداً، وكان له تأثير عميق على تطوير الآلات الميكانيكية حتى يومنا هذا.
يستخدم عمود الحدبات اليوم في كل السيارات والقطارات، حيث يدور بقوة المحرك ويولد قوة دفع للأمام.
الساعات
ساهم الجزري في تطوير الساعات، حيث قدم اختراعين لعبا دوراً في تطوير الساعات حتى يومنا هذا، الاختراع الأول هو المسنّنات الدقيقة التي تتحرك في الساعة، والثاني هو ميزان الساعة.
ميزان الساعة هو جهاز مسؤول عن دوران المسننات الدقيقة في الساعة بسرعة ثابتة، ما يحافظ على دقتها في تحديد الوقت.
ساعة الفيل
كانت الساعات المائية موجودة منذ قرون، لكنها كانت أجهزة بسيطة. ساعة الفيل التي اخترعها الجزري كانت أكثر تعقيداً.
ساعة الفيل ساعة دقيقة ميكانيكية مصممة لإصدار صوت كل نصف ساعة. إنها الساعة الأولى التي تستطيع إصدار صوت بعد فترات زمنية معينة دون تدخل من البشر. يمكن تشبيهها بالمنبه الحالي.
توجد نسخة من هذه الساعة في متحف بسويسرا متخصص في تاريخ تطور آلات قياس الوقت، كما توجد نسخة منها في جامعة الملك سعود بالسعودية، وأخرى معروضة في مجمع ابن بطوطة للتسوق في دبي.
الروبوتات
في علم الروبوتات، قام الجزري بصناعة نماذج قابلة للحركة لأشخاص، كانت هذه النماذج من أول الآلات القابلة للبرمجة، إنها عبارة عن فرقة موسيقية تطفو على سطح الماء، وكل منها يعطي صوت آلة موسيقية يمكن التحكم في هذه الآلات. استخدم هذا الاختراع في مجال الترفيه داخل البلاط الملكي في ديار بكر.
آلية تصريف المياه
ابتكر الجزري آلية تصريف المياه التي يتم استخدامها في الحمامات والمغاسل حتى يومنا هذا، تتكون هذه الآلية من حوض يكون مملوءاً بماء نظيف، حين ينتهي الشخص غسل يديه، يقوم بسحب عتلة، يؤدي ذلك إلى تفريغ الحوض من الماء، عندها تقوم آلة على شكل خادمة بضخ الماء النظيف إلى الحوض.