إسبانيا تعلن الحداد: فيضانات فالنسيا تخلف دماراً غير مسبوق
أعلنت الحكومة الإسبانية الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام
كشفت مشاهد جوية صادمة نشرتها الشرطة الوطنية الإسبانية حجم الكارثة الطبيعية غير المسبوقة التي ضربت مدينة فالنسيا الإسبانية خلال الأيام القليلة الماضية.
فيضانات تدمر فالنسيا
وأظهرت اللقطات دماراً هائلاً خلفته السيول الجارفة التي اجتاحت المدينة، مخلفة وراءها ما لا يقل عن 95 قتيلاً في حصيلة قابلة للارتفاع.
وفي مشهد يعكس حجم المأساة، ظهر السكان المصدومون، وهم يتنقلون بصعوبة وسط ركام المنازل المنهارة والسيارات المحطمة التي جرفتها المياه لتستقر محطمة على جدران المباني والجسور، وتحولت الشوارع الضيقة إلى مصائد قاتلة، حين تدفقت فيها المياه بقوة هائلة، مقتحمة الطوابق الأرضية للمنازل وجارفة كل ما يعترض طريقها.
Me mandaron estos videos amigos de Valencia, España. + de 60 víctimas mortales. Tengo familia por esos rumbos y ya nos confirmaron que están bien. Ojalá que todo se vaya normalizando. Por mientras, #ÁnimoValencia. pic.twitter.com/TNxANAHx1e
— @Chiapaneco37 (@chiapaneco37) October 30, 2024
الخسائر البشرية في سيول فالنسيا
وفي تصريحات رسمية، أعربت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبلس، عن مخاوف جدية من ارتفاع عدد الضحايا، مؤكدة أن عدد المفقودين لا يزال "المجهول الأكبر في الوقت الحالي"، وأضافت الوزيرة أنها "لا تشعر بالتفاؤل" حيال إمكانية استقرار العدد المؤقت للضحايا عند مستواه الحالي.
وتركزت الخسائر البشرية في مقاطعة فالنسيا التي سجلت 92 حالة وفاة من إجمالي 95 حالة تم تأكيدها حتى الآن، وشهدت المنطقة ظاهرة مناخية استثنائية تمثلت في هطول كمية من الأمطار تعادل المعدل السنوي بأكمله خلال ثماني ساعات فقط، مما أدى إلى عزل العديد من البلدات والمجتمعات الريفية التي لم يعد من الممكن الوصول إليها إلا عبر المروحيات.
وفي إطار الاستجابة للكارثة، تم نشر قوة ضخمة من وحدة الطوارئ العسكرية تضم أكثر من ألف عنصر، مدعومين بـ 301 مركبة ثقيلة تقوم بعمليات البحث والإنقاذ من منزل إلى منزل. كما تم تسيير 15 مروحية و18 طائرة مسيرة للمساعدة في جهود الإنقاذ والبحث عن المفقودين.
وقد أكد الحرس المدني في بيان رسمي أن حوالي 1200 شخص لا يزالون محاصرين بين الطريقين السريعين A-3 وA-7، فيما يقدر عدد المركبات العالقة بنحو 5000 مركبة.
وأشار البيان إلى أن قوات الحرس المدني نجحت حتى الآن في إنقاذ ما يقرب من 2500 شخص، في عملية تعد الأضخم من نوعها في تاريخ إسبانيا الحديث.
إسبانيا تعلن الحداد
وفي خطوة تعكس حجم الكارثة، أعلنت الحكومة الإسبانية الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، فيما توجه رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إلى المنطقة المنكوبة لتفقد الأضرار عن قرب.
وفي كلمة متلفزة، تعهد سانشيز بدعم الضحايا قائلاً: "إسبانيا بأكملها تبكي معكم... لن نتخلى عنكم"، مؤكداً أن الأولوية المطلقة هي مساعدة المتضررين وإعادة بناء الشوارع والميادين والجسور.
وتعتبر هذه الكارثة الأسوأ التي تشهدها إسبانيا منذ فيضانات عام 1996 التي أودت بحياة 87 شخصاً وإصابة 180 آخرين، وقد تسببت الفيضانات الحالية في انقطاع المياه والكهرباء عن آلاف السكان، وعزل أجزاء كبيرة من مدينة فالنسيا، وتعطيل خطوط السكك الحديدية، بما فيها خط القطار فائق السرعة المتجه إلى مدريد، والذي يتوقع المسؤولون أن يستغرق إصلاحه عدة أيام.
وفي ظل استمرار عمليات البحث والإنقاذ، تتصاعد المخاوف من احتمال العثور على المزيد من الضحايا، خاصة مع وجود العديد من المناطق التي لا تزال مغمورة بالمياه.
وقد أكدت وزيرة الدفاع أن المرحلة الثانية من عمليات البحث والإنقاذ ستبدأ مع تحسن الأحوال الجوية، مشيرة إلى أن الأولوية حالياً هي تصريف المياه من المناطق المغمورة والبحث عن المفقودين.