من هو إدوارد الثامن.. ملك إنجلترا الذي تنازل عن العرش من أجل الحب
"من المستحيل أن أتحمل عبئاً ثقيلاً من المسؤولية وأقوم بواجباتي كملك من دون دعم المرأة التي أحبها".. بهذه الكلمات تنازل الملك إدوارد الثامن عن عرش المملكة البريطانية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إدوارد الثامن يتخلى عن عرش إنجلترا من أجل حبيبته الأمريكية
في 11 من ديسمبر عام 1936، تنازل الملك إدوارد الثامن رسمياً عن العرش البريطاني، وكان سبب تنازله حبه امرأة أمريكية مطلقة تدعى واليس سيمبسون، وقد كان الدستور الملكي البريطاني وبرتوكول زواج من يعتلي العرش، لا يسمح للملك العازب بالزواج بمطلقة.
ولم يكن الملك إدوارد يهتم بهذا القانون، وقرر عدم التخلي عن المرأة التي أحبها، ولكن هذا القرار جعله يتنازل في النهاية عن العرش لأخيه جورج السادس.
شاهد أيضاً: مارجريت تاتشر: ما لا تعرفه عن المرأة الحديدية
أمير ويلز يقع في حب امرأة متزوجة
كان الملك إدوارد الثامن الابن الأكبر لملك بريطانيا الملك جورج الخامس والملكة ماري. وفي عام 1930، عندما كان أمير ويلز، التقى امرأة أمريكية اسمها واليس وارفيلد سيمبسون، وعندما التقت الأمير كانت متزوجة بزوجها الثاني إرنست سيمبسون، وربط بين الأمير وتلك المرأة علاقة حب.
كان يقال إن واليس أصبحت عشيقة الأمير، لكنه أنكر ذلك أمام والده الملك جورج الخامس على الرغم من أن موظفيه قد رأوها معه، حتى إن واليس نجحت في التخلص من المقربات من الأمير، ومنهم الليدي فيرنس.
بداية قصة الحب
وبدأت قصة حبهما في رحلة بحرية على متن اليخت الخاص لصاحبه اللورد موين، وقام الأمير بتقديمها إلى والدته في حفل بقصر باكنغهام، ما أثار غضب والده بسبب أنها مطلقة، فالمطلقات كن يستبعدن عادة من البلاط الملكي.
إدوارد الثامن يعتلي عرش إنجلترا
وفي 20 من يناير عام 1936، توفي الملك جورج الخامس، وأصبح على إدوارد أن يعتلي العرش ليصبح الملك إدوارد الثامن، وقام إدوارد بمشاهدة إعلان تنصيبه من خلال نافذة القصر، وكانت برفقته واليس التي كانت لا تزال متزوجة بزوجها الثاني في ذلك الوقت.
موقف الحكومة البريطانية
وانحدرت شعبية الملك لدى الحكومة البريطانية، واتضح أنه يخطط للزواج بها. وكان الإعلام الأجنبي دائم التحدث عن أخبار علاقة الملك بحبيبته الأمريكية.
ورأت الحكومة البريطانية أن واليس باعتبارها مطلقة مرتين فإنها لم تكن مناسبة لكي تصبح قرينة الملك.
حيث قدمت واليس للحصول على الطلاق من زوجها الثاني بحجة أنه ارتكب الزنا مع صديقة طفولتها ماري كيرك، ومنحت الطلاق بالفعل في 27 أكتوبر عام 1936.
وبعد انفصالها بشهرين مع انتشار خبر علاقتها بالملك بين عامة الشعب؛ قررت واليس ترك البلاد، لكن الملك كان مصراً على الزواج بها.
وقرر الملك أن يتنازل إذا كان يرغب في الزواج بواليس.
التوقيع على صك التنازل
ووقع الملك على صك التنازل عن العرش في حضور 3 من إخوته: دوق يورك جورج السادس، ودوق غلوستر، ودوق كينت. وقال إدوارد في برنامج إذاعي في 11 ديسمبر عام 1936: "اتضح لي أن من المستحيل أن أتحمل عبئاً ثقيلاً من المسؤولية، وأن أقوم بواجباتي كملك من دون مساعدة ودعم المرأة التي أحبها".
زواج إدوارد الثامن
تزوج إدوارد حبيبته في قصر شاتو دو كانديه الذي قدمه لهم المليونير الفرنسي شارل بيدو في 3 يونيو من عام 1937، ولم يحضر أي شخص من العائلة الملكية حفل الزفاف.
من ملك إلى حاكم البهاما
وقبل زواج إدوارد، قام شقيقه الملك جورج السادس بتنصيبه كدوق وندسور، وأصبحت واليس دوقة ويندسور.
وفى عام 1940، خلال الحرب العالمية الثانية، أصبح الدوق حاكم جزر البهاما. وفي عام 1945، عاد هو وزوجته إلى فرنسا، وكتب سيرته الذاتية، في كتاب بعنوان "قصة الملك"، ونشرت في عام 1951، كما كتبت زوجته دوقة وندسور سيرتها الذاتية، وقد نشرت في عام 1956.
حياة واليس بعد وفاة إدوارد الثامن
توفي دوق وندسور في باريس في اليوم الـ 28 من مايو عام 1972، وبقيت واليس في باريس حتى وفاتها في الـ 24 من أبريل عام 1986، ودفنا في المقبرة الملكية في قصر وندسور في إنجلترا.